هولندا لتأكيد التأهل والبطاقة الثانية بين الإكوادور والسنغال … إنكلترا وويلز في أول ديربي بريطاني بالمونديال … صدام تاريخي متجدد بين إيران والولايات المتحدة
| خالد عرنوس
تشارف مرحلة المجموعات للنسخة الثانية والعشرين لنهائيات كأس العالم المقامة في قطر على نهايتها، فتختتم اليوم منافسات المجموعتين الأولى والثانية حيث مازالت سبعة منتخبات من ثمانية تطمح للوصول إلى أول أدوار الإقصاء، ووحده المنتخب القطري صاحب الضيافة ودّع البطولة ويؤدي مباراة تأدية واجب أمام طواحين هولندا المرشحين بالأساس للسير بعيداً في البطولة ويكفيه التعادل لنيل بطاقة ثمن النهائي وتقام هذه المواجهة على أرض إستاد «البيت» بداية من الساعة السادسة ويقودها الحكم الغامبي الشهير بكاري غاساما، وفي التوقيت ذاته يلتقي منتخبا السنغال والإكوادور على استاد خليفة الدولي في مباراة نارية لن تقبل التعادل وخاصة بالنسبة لبطل إفريقيا الباحث عن الفوز الذي يجعله يعيد كتابة التاريخ بعدما بلغ ربع النهائي في نسخة 2002 على حين الإكوادوري يكفيه نقطة ليرافق حينها المنتخب الهولندي إلى الدور القادم، المباراة سيديرها الحكم الفرنسي كليمنت توربين.
وفي العاشرة مساءً تشهد المجموعة الثانية مواجهتين تاريخيتين ستحددان المتأهلين، فعلى أرض ملعب أحمد بن علي يلتقي منتخبا إنكلترا وويلز في أول ديربي بريطاني بتاريخ البطولة (إذا ما اعتبرنا جمهورية إيرلندا خارج المملكة المتحدة) ويكفي فريق الأسود الثلاثة التعادل على حين يحتاج جاره الصغير الفوز بنتيجة كبيرة لضمان إعادة كرّة مشاركته الأولى بعد 64 عاماً ويقودها الحكم السلوفيني سلافكو فينسيتش، وسيكون إستاد «الثمامة» شاهداً على لقاء الأعداء (سياسياً) بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، ويديرها الحكم الإسباني أنتونيو لاهوز في إعادة للقاء جمعهما قبل 24 عاماً في مونديال فرنسا وكانت أجواؤه مثالية على عكس لقاء الليلة الذي سيكون شاهداً على كتابة التاريخ لأسود شيران في حال تجاوزهم دور المجموعات للمرة الأولى.
صورة مطلوبة
من المجموعة الأولى نبدأ، حيث تتنافس منتخبات هولندا والإكوادور والسنغال على بطاقتي الدور الثاني عقب تأكد خروج العنابي الذي سيخوض مباراة للسمعة أمام منتخب الطواحين الهولندي الذي يكفيه التعادل لضمان بلوغه ثمن النهائي، وعليه فإن المدرب لويس فان غال يحاول اللعب على المضمون بغية الوصول إلى مباراة الإقصاء دون إصابات أو غيابات مؤثرة وخاصة حيث المواجهات القادمة ستكون حاسمة وصعبة، وقدم فان دايك حتى الآن أداء لم يرتق إلى الصورة المثالية لفريق مرشح، ففاز أولاً على السنغال بعد مباراة عادية كان أبطال إفريقيا الأخطر خلالها أمام المرمى وتراجع أداء الطواحين أكثر أمام الإكوادور لكنهم خرجوا بنتيجة اعتبرت إيجابية، ورغم ذلك فإن المدرب لويس فان غال مازال واثقاً من قدرة فريقه على السير بعيداً في البطولة بل مرشح للتتويج باللقب.
بالمقابل يخوض العنابي مباراة شرفية يسعى فيها لاعبوه لتقديم صورة مشرفة لفريق يمثل بلداً فعل كل شيء لأجل استضافة الحدث الكروي الأكبر، ونجح بذلك تماماً وبالتالي محاولة الخروج بنتيجة إيجابية تعوض بعضاً من خيبة الخروج المبكر من البطولة، وأعاد المدرب سانشيز الذي اعتبر الهزيمة أمام السنغال منطقية وسبب سقوط الفريق مبكراً إلى ضعف الدوري القطري وخاصة أن كل لاعبي العنابي يلعبون هناك ويحاول المدرب الإسباني تبرئة نفسه بعد الانتقادات اللاذعة معتبراً الخسارة أمام الإكوادور والسنغال لا يعد فشلاً ذريعاً فقد حاول اللاعبون والفريق تقديم كل ما لديهم إلا أنهم لم يصلوا إلى الهدف المنشود، وتعالت أصوات كثيرة من بعض وسائل الإعلام القطرية وبعض اللاعبين القدامى بإقالة سانشيز فوراً أو بعد البطولة على أبعد تقدير.
ويتفوق المنتخب الهولندي على الجبهتين الآسيوية والعربية مونديالياً فقد سبق له الفوز بكل المواجهات مع الكرة الآسيوية وكذلك فاز مرتين على المغرب والسعودية إلا أنه تعادل مع مصر في مونديال 1990 بهدف لمثله.
بطاقة حائرة
وإذا كانت مباراة هولندا وقطر لا تحمل الإثارة الكبيرة وربما ترتدي طابعاً ودياً فإن المواجهة الأخرى بين الإكوادور والسنغال ستكون حامية الوطيس بين فريقين يسعيان إلى البطاقة الثانية في المجموعة، وسبق للمنتخبين أن تخطيا الدور الأول مرة واحدة سابقاً، ففي مونديال 2002 فاجأ أسود التيرانغا العالم وتأهلوا عن مجموعة ضمن فرنسا بطلة العالم والأورغواي والدانمارك ووصلوا ربع النهائي قبل أن يخسروا الهدف الذهبي (هدف الموت المفاجئ) أمام الأتراك، وفي 2018 كانوا قريبين من الدور الثاني، إلا أن اللعب النظيف منح الأفضلية للساموراي الياباني بعد تعادل الفريقين بكل شيء، أما المنتخب الإكوادوري فقد شارك بالنهائيات ثلاث مرات فخرج من الدور الأول عامي 2002 و2014 وبلغ الدور الثاني في مونديال 2006 وخرج بالخسارة أمام الإنكليز.
إذاً الفريقان سبق لهما أن ذاقا طعم التأهل إلى دور الستة عشر ويحاولان إعادة الكرّة والفرصة تتوقف على فوز أحدهما على الآخر، وكلاهما حقق الفوز على المضيف عن جدارة لكن الأمور اختلفت أمام الطواحين، فخرج السنغالي بخسارة كانت قاسية، في حين الإكوادري ظلمه التعادل، وعليه فقد تقدم بفارق نقطة أمام منافس الليلة وبالتالي يكفيه التعادل ليكون بين منتخبات ثمن النهائي، أما بطل إفريقيا فيجب عليه الفوز مبدئياً، لكي يقطع الشك باليقين، ذلك أن التعادل يحتاج حسابات أخرى ويتطلب هزيمة كبيرة للهولندي وهذا الأمر يبدو محل شك، وينطبق الأمر ذاته على الإكوادوري في حال خسارته.
ويدخل المدرب السنغالي أليو سيسيه بمعنويات كبيرة اكتسبها لاعبوه من الفوز على العنابي وبالطريقة التي حدثت بعرض كبير من الفريقين وراهن المدرب الذي كان قائداً لأسود التيرانغا في مونديال 2002 على الفوز معتبراً أن فريقه قادر كما معظم المنتخبات الصغيرة في النسخة الحالية على المنافسة على اللقب، وبالمقابل فإن المدرب (الأرجنتيني) لمنتخب الإكوادور غوستافو ألفارو واثق من قدرات فريقه الذي قدم مباراتين كبيرتين والأمل مازال قائماً على القائد إينير فالنسيا الذي نال الكثير من الضرب لكنه جاهز ومتحفز للمواجهة وخاصة أنه دخل التاريخ بتسجيله كل أهداف بلاده في مونديال 2014 والمونديال الحالي (6 أهداف) وهاهو يتصدر لائحة هدافي النسخة الحالية بثلاثة أهداف.
ديربي بريطاني
تعود جذور المواجهة بين إنكلترا وويلز إلى عام 1879 وقد تقابلا 103 مرات على الصعد كافة ومنها تصفيات المونديال ومنها مواجهة في نهائيات يورو وأكثر تلك المباريات كانت ضمن مسابقة الجزر البريطانية وهما تابعان للمملكة المتحدة إدارياً وسياسياً إلا أنهما مستقلان كروياً، وهاهما يلتقيان للمرة الأولى في بطولة كأس العالم، ويكفي الأسود الثلاثة التعادل لضمان تجاوز الدور الأول، على حين يتطلب الأمر من التنين الويلزي الفوز بنتيجة كبيرة وانتظار نتيجة المواجهة الأخرى في المجموعة.
وسبق للفريق الإنكليزي الفوز على جاره الصغير في المواجهة الأخيرة بينهما في يورو 2016 بنتيجة 2/1 غير أن الأول خسر في الدور الثاني أمام آيسلندا بمفاجأة تاريخية يومها فنشرت وسائل الإعلام صوراً وفيديوهات للاعبي ويلز وهم يشمتون بجيرانهم، هذه الواقعة عادت إلى الأذهان قبل لقاء اليوم وربما ألقت بظلالها على الديربي المشتعل أصلاً، وارتفعت أصوات خبراء الكرة الإنكليزية بوجه المدرب ساوثغيت بعد العرض السيئ أمام الأميركان معتبرين أنه يشرك بعض اللاعبين لأسمائهم وهناك من هم أفضل على الخط، وعلى الضفة المقابلة انتقدت وسائل الإعلام البريطانية أداء ويلز خاصة في مباراة إيران معتبرين أن غاريث بيل ورفاقه استحقوا الهزيمة، ويعد بيل الملهم الأول للفريق في السنوات الأخيرة مع آرون رامزي لكن كلاهما طالته سهام النقد على الأداء الباهت في المونديال.
لقاء الأعداء
ولن تقبل مواجهة الولايات المتحدة وإيران القسمة على اثنين وخاصة في حال فوز ويلز في الديربي البريطاني، وعليه فالمواجهة ستكون على صفيح ساخن وزاد في ارتفاع حرارته نشر بعض وسائل إعلام أميركية «بروفايل» للمباراة المنتظرة، وقد حذف اسم الجلالة من العلم الإيراني الشيء الذي اشتكت منه إيران إلى الاتحاد الدولي (فيفا)، وتلقى المنتخب الإيراني الملقب بأسود شيران هزيمة ثقيلة في مستهل مشواره في قطر أمام الإنكليز لكنه عاد وقلب الطاولة بوجه الويلزيين فأنعش آماله بإنجاز تاريخي لم يفعله أبناء فارس خلال خمس مشاركات سابقة وهو تجاوز الدور الأول، في حين قدم أبناء العم سام مباراتين كبيرتين وخاصة أمام الإنكليز وكانوا قريبين من النقاط الثلاث وعليه فكفتهم أرجح على الورق من الإيرانيين وإن كان المدرب البرتغالي كارلوس كيروش أكد أن فريقه جاهز لانتزاع الفوز والبطاقة بعدما تجاوز محنة المباراة الأولى في حين المدرب الأميركي غريغ بيرهاتر صرح بأن فريقه لم ينه المهمة بعد ومازال أمامه مشوار آخر في البطولة.
وكان الفريقان تواجها في مونديال 1998 في مباراة مشهودة فاز بها الإيرانيون 2/1 لكنها لم تكن مؤثرة مع وجود ألمانيا ويوغسلافيا في المجموعة ذاتها، إلا أن لقاء اليوم يحمل في طياته الكثير من الإثارة والندية وسط تمنيات الفيفا والدولة المنظمة بأن يبقى الفريقان ضمن التنافس الرياضي.
على هامش المواجهات
– بالطبع هي المواجهة الأولى لقطر ضد منتخب أوروبي، في حين هي المواجهة الخامسة لهولندا ضد منتخبات آسيوية فازت بها جميعاً، وكانت على حساب إيران 3/صفر في مونديال 1978 وعلى السعودية 2/1 في 1994 وعلى كوريا الجنوبية 5/صفر في مونديال 1998 وعلى اليابان بهدف في نسخة 2010 وأخيراً على أستراليا 3/2 في 2014.
– لعبت السنغال مرتين ضد منتخبات من أميركا اللاتينية، فتعادلت مع الأورغواي 3/3 في نسخة اليابان وكوريا 2002 وخسرت من كولومبيا بهدف في روسيا 2018، على حين لم تلتق الإكوادور مع أي منتخب إفريقي في مشاركاتها الثلاث السابقة.
– من أصل 69 مباراة مونديالية خاضت إنكلترا 37 مباراة ضد منافسين من القارة الأوروبية، ففازت بـ13 منها وتعادلت 12 مرة مقابل 12 هزيمة، في حين واجهت ويلز في مشاركتها الأولى ثلاثة منتخبات أوروبية فتعادلت مع السويد 1/1 والمجر 1/1 في الدور الأول قبل أن تفوز على الأخيرة 2/1 في مباراة فاصلة.
– تقابل منتخبا إنكلترا وويلز 103 مرات والغلبة للأول بواقع 68 فوزاً مقابل 14 فقط للثاني و21 تعادلاً ومنها 11 مواجهة رسمية بعيداً عن بطولة الجزر ففاز الإنكليز 10 مرات مقابل تعادل يتيم.
– عدا اللقاء الشهير مع أميركا لم تواجه إيران أياً من منتخبات أميركا الشمالية والوسطى، في حين واجهت الولايات المتحدة فريقاً آسيوياً هو الكوري الجنوبي في الدور الأول لمونديال 2002 وانتهت يومها بالتعادل 1/1.