تغيير التقنين الكهربائي يحرم مواطنين من المياه … مدير مياه اللاذقية لـ«الوطن»: إلغاء التقنين العبثي وتحويل التغذية إلى دفعة واحدة
| اللاذقية - عبير سمير محمود
يشكو مواطنون في اللاذقية انقطاع مياه الشرب وعدم وصولها إلى الطوابق العليا في كثير من الأحياء بعد تغيير موعد التقنين الكهربائي مؤخراً، داعين الجهتين (الكهرباء والمياه) للتنسيق بينهما في حال تبديل مواعيد وصل التيار لتكون متزامنة مع توقيت ضخ المياه.
وأشار مواطنون إلى حرمان مئات وربما آلاف العائلات من مياه الشرب في المدينة والريف بعد تبديل موعد ساعات التقنين الذي طالما كان العائق لوصول المياه إلى منازلهم، قائلين إنه بعد أكثر من عام على تنظيم موعد متناسق بين شركة الكهرباء ومؤسسة المياه للضخ بوقت وصل التيار، تعود مؤخراً لتفض هذا الموعد وتنقلب الكهرباء لتصبح بوقت التقنين.
بدوره مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب بمحافظة اللاذقية محمد ميهوب أكد لـ«الوطن»، أن الوضع المائي حالياً جيد في الريف والمدينة، وذلك بسبب قلة الاستهلاك بشكل عام، مشيراً إلى أن المشكلة الرئيسية هي انقطاع الكهرباء الذي يؤثر في عملية الضخ فلا تصل المياه إلى الطوابق العليا في الأبنية.
وأضاف ميهوب إن تغيير التقنين الكهربائي في بعض الأحياء خلال الفترة القليلة الماضية أدى بشكل مباشر لمنع وصول المياه خلال فترات الضخ إلى منازل المواطنين بالوقت المحدد ليتسنى لهم الضخ إلى الخزانات كما المعتاد.
وقال إن أهم عامل لحل مشاكل المياه وخاصة في المدينة هو التغذية الكهربائية من خلال وصل التيار دفعة واحدة بدلاً من ربع أو نصف ساعة كل 5 -6 ساعات قطع.
وأردف مدير المياه أنه على الجميع الاعتراف بالواقع سواء الكهرباء أو غيرها، فما الفائدة من وصل التيار لمدد قصيرة لا تكفي لفعل أي شيء؟ على حين لو تم دمجها لساعات على مدار أيام معينة تكون كافية لتغطية جميع الأمور في الوقت نفسه، مطالباً وزارة الكهرباء بإلغاء التقنين العبثي وفق الإمكانيات والاعتراف بالواقع ووصل التيار دفعة واحدة أو دفعتين حسب الإمكانية لنستثمر الموجود بالشكل الأمثل.
فيما يخص الريف، أكد أنه في الوقت الحالي لا مشاكل في المياه على الإطلاق سوى الكهرباء، فالكميات الواصلة ممتازة ولو تحل مشاكل الكهرباء لضخينا المياه 24 ساعة! وبيّن أنه فقط من خلال اتباع نظام تقنين الكهرباء بواقع 3 قطع مقابل 3 وصل، يكون كافياً ليشرب 95 بالمئة من الريف كل 3- 5 أيام، على حين أن المشاكل الكهربائية تعوق وصول المياه إلى الريف البعيد إلا كل 10- 12 يوماً لساعات محددة فقط.
وقال ميهوب إن هناك خيارين لحل أزمة مياه الريف، إما سرعة الدور وإما الدور الطويل مع كمية كافية لتغطية الاحتياجات اليومية، لافتاً إلى أن هذين الخيارين حالياً يتعذر تطبيقهما بسبب الظروف الحالية من انقطاع الكهرباء ونقص المحروقات لتشغيل المضخات.
وحول دور الطاقة البديلة، اعتبر ميهوب أن تركيب الطاقة البديلة إما بغاية جزئية وإما كلية، وهي تحتاج لأنظمة شاملة من بطاريات جيدة ونوعيات من جودة عالية علماً أنها مكلفة مادياً، ويجب أن يتم تجربتها فعلياً لمعرفة مدى قدرتها على أن يكون الحل بتوليد الطاقة وفق الحاجة الفعلية.
وعن طروحات الاستفادة من فائض المياه في الشتاء، بيّن ميهوب أن مياه الشرب غير قابلة للتخزين، مشيراً إلى أنه يتم العمل على إنشاء محطة تصفية في سد 16 تشرين، وهي كافية لتأمين وارد مائي مستقر كافٍ ووافٍ للضخ ريفاً ومدينة صيفاً شتاء، على أن تكون جاهزة خلال الربع الأول من العام القادم.
وأضاف ميهوب إنه يتم العمل على زيادة غزارة نبع السن مع شركة خارجية وفق دراسة كاملة من جهات عليا تتابع الموضوع، علماً أنه يتم حالياً ضخ المياه من نبع السن بالطاقة القصوى.
وفيما يتعلق بنظافة مياه الشرب، شدد ميهوب على المراقبة اليومية وإجراء التحاليل المخبرية للتأكد من صلاحية مياه الشرب، وخاصة خلال فترة الأوبئة والكوليرا، مؤكداً أنه لا تهاون في هذا الأمر إطلاقاً ولم يتم رصد أي إشكالية في مياهنا وهي خالية تماماً من الجراثيم ومعقمة وصالحة للشرب وفقاً للمعايير.
وأشار مدير المياه إلى أنه بالنسبة لبعض الينابيع الريفية التي يستثمرها بعض المواطنين يتم التعاون مع البلديات لتقديم إرشادات حول المخاطر الصحية وضرورة عدم الشرب منها بشكل عام، لافتاً إلى معالجة أي مشكلة سواء تسرب مياه صرف صحي أو غيره حيث تقوم المؤسسة فوراً بالمعالجة مع الجهات المعنية.