أطلق تأهل المنتخب المغربي إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم الحالية في قطر أحلام الكثير من المنتخبات الآسيوية والإفريقية في مقارعة كبار الكرة العالمية وانتزاع أماكن لها في القادم من البطولات، وقد شهدنا خلال هذه البطولة صعود العديد من المنتخبات الآسيوية والإفريقية إلى دور الستة عشر، ما يؤكد أن طموحات تلك المنتخبات وأحلامها تملك الكثير من المشروعية في الحضور والمنافسة.
قيل، وسيقال، الكثير عن طريقة لعب المنتخب المغربي وإنجازه الكبير هذا، لكن ثمة حقائق لا يمكن التغافل عنها، فهناك العديد من المنتخبات والفرق، في مختلف البطولات، تلجأ لهذا الأسلوب الذي ترى فيه طريقاً نحو تحقيق غايتها.. والأهم بتقديرنا أن عناصر المنتخب المغربي تمتلك من الفكر الكروي والقدرة على الانضباط والالتزام بالخطة الفنية وتنفيذها بالشكل السليم ما يجعلها قادرة على الوصول إلى ما تسعى إليه، وخاصة بوجود حارس مرمى من «العيار الثقيل» في الذود عن عرينه خلال المباراة أو ركلات الترجيح، وهكذا نجد أنفسنا أمام منتخب يمتلك الكثير من الأوراق القادر، من خلالها، على خوض أي لقاء ومع أي خصم.. وهذا يعود أيضاً لقماشة اللاعبين الذين يشاركون مع أندية أوروبية كبيرة منحتهم الكثير من الخبرة والثقة بالنفس لمقارعة كبار النجوم..
وبالمقابل نجد المنتخب الكرواتي قد ذهب في النسج على منوال مشابه حين كان يقود مواجهاته بخبرة وصبر من أجل الوصول إلى ركلات الترجيح التي، يبدو، أنه وجد فيها حلاً سحرياً من أجل تجاوز خصومه بوجود حارس قوي.
وحده المنتخب الفرنسي، بين هؤلاء الكبار، قدم أداء متوازناً ومنسجماً في مبارياته من خلال مجموعة من اللاعبين المتميزين الذي ظهروا بشكل جيد بشكل عام، وتبدو كفة الميزان قريبة منهم إلى هذه الحدود أو تلك، مع أننا على ثقة بأن مواجهة المنتخب المغربي لن تكون نزهة والمفاجآت واردة.
المنتخب الأرجنتيني يعول كثيراً على نجمه الكبير ميسي، وهذا أمر طبيعي، لكن في المواجهات الكبرى حتى النجم يحتاج الى من يسانده في الميدان، فكرة القدم في النهاية عمل جماعي مهما اتصف، هذا النجم أو ذاك، بالعبقرية الكروية.
عموماً نصف النهائي لن يكون سهلاً على أي من المنتخبات الأربعة التي تسعى لتحقيق الإنجاز الحلم.. فهل يكمل المنتخب المغربي مسيرته الناجحة ويحمل اللقب في واحدة من المعجزات الكروية..؟