ثقافة وفن

غاليري جوليا آرت يحتفي بالتجارب الشبابية في معرض «50 × 50» … الأعمال مجموعة لذاكرة بصرية لأشياء موجودة في كل حي وشارع

| مايا سلامي

افتتح غاليري جوليا آرت في دمشق مساء الخميس المعرض الفني «50×50» الذي ضم 24 عملاً لستة فنانين شباب من خريجي كلية الفنون الجميلة، وهم: جودي المشنوق، علي مجر، دلع جلنبو، شيرين حسين، يزن الغراوي، يمنى السلاخ.

وبمقاساتٍ موحدةٍ وموضوعاتٍ متنوعةٍ جمع المعرض التجارب التشكيلية المختلفة لهؤلاء الشباب الذين صورا جملة من المشاهد الطبيعية والقضايا الإنسانية ، عبروا عنها باستخدام تقنيات وأساليب مختلفة تنوعت ما بين الرمزية والواقعية.

المرحلة الأولى

وعن فكرة المعرض قال الفنان يزن الغراوي: «الفكرة هي أن نشارك بأعمال قياسها 50 × 50 ونحن ستة أشخاص من خريجي هذه السنة قدم كلٌّ منا أربعة أعمال جديدة، وهذه المرحلة الأولى في بداية مشوارنا الفني».

وأضاف: «بالنسبة للوحاتي أنا أعمل بما يشبه التجريد وأعمالي تعبر عن اللحظة التي يكون فيها الإنسان وحده يفكر في كل ما حدث معه وقد يستغرق في ذلك وقتاً طويلاً، وأنا شخصياً عانيت ذلك بعد التخرج والانتقال إلى مرحلة الماجستير وغيرها من المراحل والمحطات الجديدة في حياتي».

وتابع: «بالنسبة للوحتين الملونتين أنا عادة ما أستخدم الألوان الكتيمة وهنا أحببت أن أستخدم ألواناً فيها القليل من الضوء لتعكس الحالة التي أمر فيها، كما أنني أحب استخدام لوني الأبيض والأسود لأنهما يساعدان على التجسيد وأرى بداخلهما درجات لونية مختلفة أكثر من بقية الألوان».

وأشار إلى أنه يعمل باستخدام الترابات بوجود مادة وسيطة لصنع مادة الإكريليك، منوهاً بأنه لا يستخدم الألوان المباشرة.

التآكل

وبينت الفنانة دلع جلنبو التي أطلقت على مجموعتها اسم (التآكل)، أنها استوحتها من الصدأ وتأكسد الحديد وكيفية خلقه لألوان وسطوح جديدة تندمج مع السطح الأساسي.

وأوضحت أنها تحب التركيز على السطوح النافرة وتحاول أن تنقلها دائماً في أعمالها، مشيرة إلى أنها استخدمت فيها مواد من الطبيعة وبرادة الحديد وقطع حديد متأكسدة إضافة إلى العديد من التقنيات حتى وصلت إلى هذه النتيجة.

وقالت: «مهمة جداً هذه التجربة بالنسبة لي، والجميل فيها أنها جمعتني بأصدقائي الذين أمضيت معهم سنوات الجامعة واليوم بدأنا معاً خطوتنا الأولى».

النوستالجيا

وأوضحت الفنانة جودي المشنوق أن: «هذه الأعمال مجموعة لذاكرة بصرية لأشياء موجودة في كل حي وشارع، ويمكن اعتبارها جزءاً من المجتمع السوري لكننا عادة ما نتجاهله أو نذمه ولكنه يعطينا الكثير من النوستالجيا، حتى وإن لم يكن لهذه الأشياء قيمة جمالية في نظر أغلب الناس، لكن بالنسبة لي أرى فيهم الكثير من الذكريات والأحداث الجميلة كهذه العبارات التي تكتب على الجدران وتعبر عن حب المراهقين».

وكشفت أنها أرادت العمل على هذا الموضوع منذ زمن طويل لتقدمه كمشروعٍ لتخرجها إلا أن هذه الفكرة لم تكن ناضجة بما فيه الكفاية فأجلتها حتى اختمرت اليوم.

وأكدت أهمية هذه المعرض لكونهم سيقدمون من خلاله كفنانين تشكيليين وليس كطلاب وهذه خطوة كبيرة بالنسبة لهم جميعاً.

تجريد طفولي

أما الفنان علي مجر فبين أنه قدم مجموعة اسمها ( البحث عن الأمان) وهي تقوم على الدمج ما بين الشيء الواقعي كاليدين في حالة الصلاة والشيء التجريدي الطفولي الحالم.

وقال: «الأعمال فيها شيء طفولي وأنا كنت أحاول أن أعمل كل ما يخطر ببالي مباشرة من دون تفكير لأنني لا أريد إيصال الشيء الحالم أو المرتبط بالصلاة والجنة بشكل درامي بل أردت إيصاله بشكل عفوي، والبيت عندما نرسمه بطريقة طفولية يشعرنا بأمان أكبر وهذه غاية فكرتي».

وأضاف: «بداية التجربة كانت باستخدام الكولاج مع الزيتي وخاصة بأماكن الأدعية والأذكار حيث كانت توضع ويتم العمل فوقها حيث يأخذ منها من دون أن يخربها، فيما بعد تغيرت التقنية وأصبحت أستخدم الطابع مع الزيتي إضافة إلى القليل من الكولاج في أماكن معينة».

ولفت إلى أن هذا المعرض يختلف عن غيره لأنهم لم يقدموا فيه أعمال التخرج، كما أنهم لم يعودا في اختيار موضوعاتهم إلى آراء أحد وكانت بمجملها من أفكارهم ووجهاتهم الفنية الخاصة.

مشاهد من الطبيعة

كما أشارت الفنانة يمنى السلاخ إلى أن اللوحات التي قدمتها اليوم هي تكملة لمشروع تخرجها واشتغلت فيها على مشاهد من الطبيعة بتقنيات مختلفة وأشياء من الطبيعة كالرمل وورق الشجر، مشيرة إلى أن الألوان كانت من الأتربة وهي التي عملت على تصنيعها.

وأوضحت أنها تحب التنويع بالسطوح والسماكات والألوان التي تستخدمها ما بين الزيتي والإكريليك.

الفراغ والمحيط

وكشفت الفنانة شيرين حسين أنها قدمت أعمالاً تعبر عن السكون الذي يأتي بعد الاضطراب والأوقات السيئة التي يمر فيها الإنسان، حيث تسود حالة من الصمت والهدوء وترقب ما هو آتٍ بخوف وقلق.

ولتعكس هذا الموضوع بشكل جيد أشارت إلى أنها لعبت على الفراغ والمحيط وجعلت الأشخاص ثابتين في مكانهم من دون تحرك، مبينة أنها عادة ما تستخدم اللون الزيتي حيث تشعر أنه سهل ومرن يتيح للفنان صنع الكثير من الأشياء.

أعمال جميلة

بدورها قالت مديرة غاليري جوليا آرت حنان إبراهيم: «نحن ندعم الفنانين وخاصة الخريجين الجدد، ونحب أن نرى طرقهم الجديدة في البحث». وأوضحت أن الأعمال التي قدمها الفنانون الشباب جميلة وفيها الكثير من التنوع، فكل فنان قدم فكرة وموضوعاً مختلفاً عن الآخر وهم الآن في بداية طريقهم ويملكون أساليب وطروحات جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن