ترسيخاً لثقافة الإبداع والابتكار ومن أجل تحفيز روح المنافسة والمثابرة على الإنتاج الإبداعي بشكل مستمر حيث إن الإنسان بإبداعه يصل لأبعد الحدود ويأخذ بيده لما هو أبعد من النجوم، كان لا بد من رعاية الإبداع والمبدعين بإطلاق احتفالية «مبدعون» السنوية في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق بدعوة من مؤسسة مبدعين من أجل وطن.
الإبداع متأصل بالإنسان
في كلمة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مبدعين من أجل وطن بهجت عكروش أشار إلى أن الشباب السوري هو النفط الأبيض ومجتمعنا خلاق ومنتج للحالات الإبداعية ومن هنا وجب إلقاء الضوء على هذه الحالات لنؤكد أن سورية باقية بقاء الشمس والقمر وشامخة كشموخ قاسيون، وأضاف أن الإبداع شيء أصيل في الإنسان ونحن على عاتقنا مهمة رعاية واحتضان المبدع والمشاريع الإبداعية وصقلها وتذليل كل ما يعوق نهوضها وتقدمها.
التكريم مهم لاستنباط المواهب
وفي حديث تصريح لـ«الوطن» أعرب مستشار وزارة الثقافة نزيه خوري عن سعادته بهذه النشاطات لما لها من عظيم الشأن في تنمية الإبداع وهو ما يؤكد سيرنا في الطريق الصحيح لأن المبدعين لهم دور كبير في بناء الوطن ونشر ثقافة بلدهم وتصديرها للخارج.
كما نوه إلى أن أهم أهداف وزارة الثقافة إبراز الموهوبين والمبدعين وتكريمهم والاهتمام بهم في سبيل بناء جيل مثقف واعٍ متكامل يمسك بيد وطنه ليأخذ به نحو المستقبل ولأن الوطن بحاجة لسواعد أبنائه فإن تكريمهم يعد غاية ملحة في سبيل تحفيز الإبداع واستنباط المواهب التي يمتلكها شبابنا الواعد.
مسابقة منظمة
في كلمة عضو لجنة التحكيم جمال المصري أشار إلى أنه لكي نكون مبدعين علينا اختراع قمم جديدة وعدم الاكتفاء بالوصول للقمة فحسب لأن الإبداع هو خلق شيء من لا شيء، وشدد أن لجنة التحكيم لم تتهاون في عملية انتقاء القصائد ؛فعملية اختيار الأفضل فالأفضل ليس بالأمر السهل وهو ما تطلب منا الكثير من التنسيق والتشاور فيما بيننا، وأشار إلى أن اللجنة تحرص على ضرورة توافر الشروط اللازمة في القصيدة والشاعر في آن واحد وأهمها سلامة اللغة العربية.
دعوة لإعادة التألق
بدوره الإعلامي وأحد الأعضاء المؤسسين لمبدعين من أجل وطن في السابق أسامة شحادة أكد أن أهم أهداف المؤسسة رعاية المبدعين في كل الأراضي السورية فنحن بحاجة لمثل هذه المؤسسات ولا سيما بعد ما عاشته سورية في السنوات الماضية في سبيل إنعاش ما تبقى من ثقافتنا، حيث علينا جميعاً أن نسعى جاهدين لذلك والمؤسسة كما عهدتها منذ البداية تؤيد الإبداع وتحث عليه علّنا نستطيع إعادة الألق الذي فقدته سورية.
مثابرة واجتهاد
الفائز بالمركز الأول فارس دعدوش وفي حديثه أعرب عن سعادته بما حصد وأثنى على أعضاء لجنة التحكيم ومؤسسة مبدعين من أجل وطن التي تسلط الضوء على التجارب المتواضعة والبسيطة التي يحاول أصحابها التعبير عن أنفسهم من خلالها، كما تحدث عن معايير اختيار القصائد التي تشارك بهذه المسابقة مبيناً أن أهمها سلامة اللغة العربية فالشاعر عليه التمتع بذائقة فنية عالية وحس مرهف ولا بد له من إتقان علوم اللغة العربية وأهمها النحو والصرف، كما أشار إلى أن قصيدته استغرقت نحو الشهر من العمل الدؤوب والتدقيق والتمحيص.
وأكد ضرورة إتاحة الفرصة للشباب من أجل توسيع معارفهم والاطلاع على ثقافات مشابهة والتعلم والاستفادة من أعمال شعرية أخرى.
وأوضح طالب السنة الرابعة في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية أن احتكاكه المباشر بالبرامج والنشاطات الثقافية عامة والشعر خاصة خلق عنده الشغف الكبير لتدوين ما يدور في صدره على الورق ونظم ما تراه عينه وهو ما وجدناه في قصيدته (يقول لي الشهيد) بأسلوب قصيدة التفعيلة ضمن ٤ مقاطع.
وأوضح الحائز دبلوم التكامل الإعلامي أن ما شجعه على الاشتراك بهذه المسابقة أنها تدعم فكرة الوحدة الوطنية وبهذا استطاع تسجيل بصمة خاصة لنفسه.
وكانت الجائزة الثانية من نصيب الدكتور مالك الرفاعي والثالثة للشاعر الشاب جود الدمشقي، كما استمتع الحضور أثناء الحفل بتنويعات فنية ولوحات راقصة كان منها ما قدمته صاحبة الصوت الرصين جوليانا فرح التي استطاعت التنقل بأريحية بين طبقات الصوت ونوعت الغناء في قوالب مختلفة بالشراكة مع المايسترو كمال سكيكر، وكذلك المغني الشاب عهد عطا الله الذي ما توقف الحضور عن التصفيق له عند سماعهم صوته الرخيم كما أبهرت فرقة ميرال الجميع بعرضها المسرحي الراقص.