شركة ملابس تُنفّذ 3 بالمئة فقط من خطتها … عزوز: فساد في شراء الألبسة الجاهزة من التجار وبيعها في صالات «وسيم»
| محمود الصالح
كشف تقرير المؤتمر السنوي للاتحاد المهني لنقابات عمال الغزل والنسيج عن تدن كبير في نسب تنفيذ الشركات العاملة في قطاع الغزل والنسيج نتيجة النقص الشديد في القطن والغزول وسوء المادة الأولية وتدني جودتها، وقدم الآلات ونقص القطع التبديلية، إضافة إلى نقص اليد العاملة الخبيرة في هذا المجال بسبب الاستنزاف المستمر وعدم تعويض الخبرات، ووجود تشابكات مالية بين المؤسسات العاملة في هذا القطاع.
وبين التقرير أن إنتاج الأقمشة في شركة الدبس انخفض إلى 35 بالمئة مما هو مخطط، أما نسيج اللاذقية فلم تتجاوز 51 بالمئة والخماسية 32 بالمئة وكلها في نوع الأقمشة الخامية. أما شركات الغزل فقد انخفضت كمية غزول اللاذقية إلى 12 بالمئة وهي تعادل 960 طناً فقط وشركة الساحل في جبلة 5 بالمئة في الغزول القطنية التي كانت 530 طناً من أصل 11695 طناً، في وقت كانت العوادم القطنية 552 طناً، وفي شركة الوليد كانت الغزول القطنية المنتجة 9 بالمئة فقط وكميتها 274 طناً، وخيوط حماة 4 بالمئة، واللافت فيها أن كمية الخيوط القطنية 151 طناً أما كمية العوادم القطنية وكانت 165 طناً.
وجاء في التقرير أن شركة الشرق للألبسة الداخلية أنتجت 179165 دزينة من مختلف أنواع الألبسة الداخلية، واستطاعت الاستفادة من العوادم بإنتاج 57816 دزينة التي اعتبرت واردات أخرى، إضافة إلى محارم نسائية تمت الاستفادة من إنتاجها في العوادم الموجودة، وتم بيع كامل الإنتاج نظراً للمنافسة التي تمكنت الشركة من تحقيقها في الجودة والسعر، أما الشركة العربية للملابس الداخلية فقد حققت خطتها بنسبة 3 بالمئة فقط وأنتجت 1754 دزينة من كل أنواع الألبسة الداخلية.
وفي شركة وسيم لصناعة الألبسة الجاهزة تم إنتاج 570098 قطعة لباس جاهز من خلال ورشات الشركة، في الوقت نفسه قامت الشركة بشراء 919843 قطعة من التجار وباعتها في منافذها، وهذا مخالف لمهمة الشركة التي تعتبر شركة صناعية وليست تجارية.
شركة الجوارب أنتجت 28 طن غزول ساتان واشتغلت للغير 5 أطنان، وأنتجت جوارب 56319 دزينة و7700 ربطة شعر، لكن اللافت في التقرير أن هذه الشركة اشتغلت لدى الغير 4400 دزينة لم تكن واردة في الخطة.
وعن تفسيره لهذه الأرقام المتناقضة في إنتاج الشركات بين رئيس الاتحاد المهني لعمال الغزل والنسيج محمد عزوز أن المقصود بكمية القطن الواردة في التقرير 14500 طن قطن محبوب التي قامت مؤسسة الأقطان بشرائها في الموسم الماضي، وهذه الكمية لم تصنع حتى الآن رغم أن موسم الشراء انتهى منذ فترة والأقطان يتم حلجها الآن، أما الأرقام التي وردت عن أعمال الشركات لعام 2022 فهي تمثل الأقطان المستلمة في الموسم الأسبق التي كانت 6729 طناً من القطن المحبوب يضاف إليها 2500 طن قطن تم شراؤها من القطاع الخاص.
وعن قيام شركة الجوارب بتصنيع إنتاجها لدى القطاع الخاص أوضح عزوز أن لدى الشركة خيوطاً مخزنة منذ فترة وغير قابلة للتصنيع على خطوط الشركة، فتم الاتفاق مع إحدى الشركات الخاصة لتصنيع بشاكير لدى الغير لمصلحة الشركة ويتم تسديد أجور التصنيع للشركة الخاصة إما بالليرة السورية أو بجزء من الإنتاج.
وعن مشتريات شركة وسيم لكميات كبيرة من إنتاج القطاع الخاص من الألبسة الجاهزة لبيعه في صالات الشركة بين رئيس الاتحاد أن أكبر مشكلة تواجهنا في شركة وسيم هي مشتريات بغرض البيع، حيث يتم شراء الألبسة من التجار وبيعها في صالات الشركة، وهذا مخالف لهدف وجود الشركة، لأنه ليس من مهام شركات وزارة الصناعة القيام بالتجارة، فهي شركات صناعية فقط، لكن يبدو أن بعض الإدارات السابقة لشركة وسيم كانت تجد أن هذه الطريقة أقرب إلى تحقيق الربح، وهذا الموضوع يشكل باباً واسعاً للفساد، وإننا في الاتحاد نؤكد على إنهاء هذا الموضوع لأنه السبيل لخروج الشركة من واقعها المتعثر، فمن غير المقبول أن تشتري وسيم بدلة جاهزة من السوق وتقوم هي بتركيب الأزرار لها وتبيعها على أنها من إنتاج الشركة.