لا يكاد يمضي أسبوع دون سماع نبأ استقالة أو إقالة لأحد مدربي الدوري السوري للمحترفين بكرة السلة.
الواضح أن مرض كرة القدم انتقلت عدواه إلى كرة السلة، لدرجة أن نصف عدد أندية دوري المحترفين أو أكثر لم يسلم من لعنة الاستقالات والإقالات التي انتشرت واتسعت رغم عدم وصول مرحلة الذهاب إلى نهايتها.! فماذا ننتظر في مرحلتي الإياب والفاينال إذاً.؟!
المشكلة ليست فنية وفي أغلبية الاستقالات والإقالات تعود المسألة إلى مشكلات إدارية ومالية.
أندية تتخبط وتتناقض في مسألة التقييم الفني لمدربيها.
وأندية تضيق ذرعاً في تأمين التزاماتها المالية للاعبيها ومدربيها.
وبعدها تتوجه للتعاقد مع لاعبين أجانب، ومدربين أجانب.
والمصيبة الكبرى في تداعيات التقصير المالي وتأثيراته السلبية في حماس اللاعبين واندفاعهم وتفاعلهم والتزامهم بالتمارين، ما يؤثر في الجاهزية الفردية والجماعية، ولاسيما في ظل التوقفات التي عاشها الدوري وتسببت بإرباكات عديدة للمدربين الذين وجدوا أنفسهم مطالبين بأكثر من خطة تحضير للموسم، وسط القلق والتخوف من أي توقف أو إطلاق مفاجئ للدوري، وبعدها تأتي بعض الإدارات وتقرر إقالة المدرب وتحميله المسؤولية التي يجب أن تكون ملقاة على عاتقها كإدارة قبل المدرب واللاعبين.
الوضع المالي المتردي لدى معظم أندية الدوري والحال غير المستقر للأندية وفرقها لا ينفي وجود حالات مضيئة كالتنافس الواسع والمثير الذي بات يشهده الدوري قبل أن تنتهي مرحلة ذهابه، حيث يتسع طيف سباق التأهل نحو (الفاينال فور) ليشمل ستة أندية، ولاشك في أن وجود اللاعب الأجنبي في الدور الأول ساهم في ذلك، إضافة لوجود لاعبين من أصل سوري في الدوري مثل كمال جنبلاط وجوي زلعوم، ما يسهم في رفع مستوى كرة السلة السورية بدءاً من الدوري وصولاً للمنتخب الوطني الذي يعتبر في المحصلة مرآة حقيقية للواقع الفني لكرة السلة السورية.