لا نغالي كثيراً إذا قلنا إن إدارة نادي الوحدة نجحت في إعادة التوازن لفريق كرة السلة، ووفرت له الأجواء التحضيرية الجيدة والمثالية فكان حصاد الفريق مثمراً وحقق نتائج أكثر من جيدة، لكن الشق المادي مازال يشكل عائقاً أمام إعادة الهدوء والاستقرار للفريق بشكل كامل.
فلم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال نادي الوحدة يتوقع أن يصل واقع اللعبة إلى هذه الحالة التي يرثى لها، فبعد أن اتسعت فسحة تفاؤل عشاق السلة البرتقالية بوجود الإدارة الحالية التي أطلقت العديد من الوعود لدعم اللعبة بجميع مفاصلها، لكن هذا التفاؤل لم يدم طويلاً بعدما اصطدم عشاق النادي بواقع مرير ومؤلم، فلاعبو الفريق لم يتقاضوا مستحقاتهم المالية منذ أكثر من شهرين، والإدارة لم تتوان عن إطلاق الوعود والتصريحات التي لم تعد تنطلي على أحد، والحلول الناجعة لاجتثاث فتيل مشكلة قد تودي بالفريق إلى حد الهاوية ما زالت غائبة وأي حديث عن انفراجات جديدة يبدو ضبابياً وغير واضح في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعاني منها النادي منذ بداية هذا الموسم.
استقالة مفاجئة
لم تمض سوى أيام قليلة على عودة إداري الفريق حازم المصري لمهامه مع الفريق حتى عاد وقدم استقالته من جديد بسبب عدم وجود اهتمام بمتطلبات الفريق بما يتعلق بالشق المادي، فاللاعب الأجنبي وحسب بعض المصادر المقربة من الفريق غاب قبل أيام قليلة عن التمرين وكذلك الحال بالنسبة للاعب السوري كمال جنبلاط الذي غاب عن تحضيرات الفريق بسبب عدم التزام الإدارة بدفع مستحقاتهما المالية ما أثر على سير الفريق، لكن الإدارة سارعت في تأمين دفعة مالية للاعبين الاثنين خوفاً من تفاقم المشاكل ووصولها لمرحلة من الصعب حلها ومن أجل إعادة التوازن والاستقرار للفريق بعد أن خطا بخطوات صحيحة وقوية واحتل مركز الوصافة عن جدارة واستحقاق.
مطالبات مالية
على الرغم من دفع الإدارة في المرحلة الأخيرة قسطاً مالياً للاعبين من مستحقاتهم المتراكمة منذ بداية الموسم غير أن هذه الدفعة لم تلب طموح اللاعبين، وبدأ صبر اللاعبين ينفد وبدأت معها أصوات خجولة ومترددة من لاعبي الفريق بالتصاعد من هنا وهناك لمناشدة المعنيين برفع الظلم الواقع عليهم نتيجة تأخر صرف رواتبهم وعدم وضوح موقف مجلس الإدارة بوضع خطة زمنية لتسديد هذا العجز والتجاهل الكامل لمطالب اللاعبين ومعاناتهم في ظل عدم قبض رواتبهم، حيث أشار البعض باستغراب إلى مواقف مجلس إدارة النادي المتناقضة التي أنفقت مئات الملايين في الفترة الماضية على عقود اللاعبين الأجانب للعبتي القدم والسلة إضافة لصرفها مئات الملايين جراء مشاركة الفريق في دورة دبي الدولية من دون أن يحقق الفريق أي نتيجة جيدة ولم تنجح في تأمين كامل مستحقات اللاعبين المالية المتوقفة منذ شهر تشرين الأول الفائت.
تجاهل
إضافة إلى ما سبق فقد تجاهلت إدارة النادي كلياً انعكاس الخلل في دفع الرواتب على استقرار الجوانب الفنية والإدارية للفريق وهو مقبل على مرحلة صعبة من المباريات القوية والحساسة وأي خسارة قد تجعله يغرد خارج المنافسة، ومن غير الواضح فيما إذا كانت إدارة النادي متجاهلة لمطالب اللاعبين أم عاجزة عن حلها، وهل سيستمر الوضع على ما هو عليه لفترة طويلة بعد استنفاد كل الموارد المتاحة للنادي في هذه الفترة وعدم وجود بشائر انفراج تلوح بالأفق بسبب الضائقة التي تضرب النادي.
ومن الواضح للمتابعين أن البكاء سيطول على اللبن المسكوب، وبأن ما أهدر من مال بالنادي يستحيل تعويضه، وبأن إحجام الداعمين في الفترة الحالية عن دعم الفرق مرده إلى إشارات الاستفهام الكبيرة التي أحاطت بالنادي وخصوصاً مع صدور تقارير تفتيشية وأحكام قضائية تدل على صرف المال بطرق غير صحيحة ولسنا بصدد الإشارة إلى المتسببين بالوقت الحالي.
خلاصة
كلنا أمل بإدارة النادي وعزمها على إيجاد الحلول الناجعة والسريعة لمشاكل اللاعبين المالية وتأمين دفعات «محرزة» تعيد الفريق لوضعه الطبيعي وتسهم في إطفاء حدة المطالبات والفريق مقبل على مباريات قوية ومهمة من عمر الدوري.