رحم اللـه من قال: (ليس عيباً على المرء ألا يعرف، لكن العيب أن يبقى لا يعرف) هكذا كان تعامل سلتنا مع استقدام اللاعبين الأجانب للعب مع فرقنا المحلية ضمن مسابقاتها المحلية والدولية.
البداية كانت مطلع القرن الحالي، حيث تم السماح للأندية السورية بالتعاقد مع لاعبين أجانب وذلك تزامناً مع اعتماد نظام الاحتراف للاعب المحلي أيضاً.
فجأة وجدت أنديتنا حالها أمام تجربة جديدة عليها، ولم تجد أمامها سوى الاستفادة من التجربة اللبنانية التي سبقتنا بسنوات، وبشكل تلقائي وجدنا عدداً من أجانب الدوري اللبناني يلعبون في الدوري السوري، ناهيك عن الاستفادة من وكلاء اللاعبين الأجانب في لبنان لاستقدام لاعبين أجانب للعب مع فرقنا.
التجربة واجهت بعض المطبات والمفارقات لكونها الأولى على سلتنا، لكنها بالمجمل كانت جيدة، وشكلت قاعدة أساسية للمشروع الجديد الذي تنامى وتطور وصار في ألبوم الدوري السوري مئات اللاعبين الأجانب من مختلف أنحاء العالم.
تجربة سلتنا مع الأجانب اصطدمت بسني الحرب التي أوقفتها وأعادتها إلى نقطة البداية.
والبداية حملت السيناريو ذاته، وعدد من أجانب دورينا كانوا يلعبون في لبنان، ولا مشكلة في ذلك باعتبارهم أقرب إلينا ولا داعي لإقناعهم بالقدوم إلينا.
لكن اللافت وغير المتوقع أن الاستيراد من السلة اللبنانية لم يتوقف عند اللاعبين، بل امتد نحو المدربين، وبين ليلة وضحاها صار في دورينا 5 مدربين لبنانيين، بداعي أنهم أفضل وأكفأ باعتبارهم مواكبين لكل التطورات الفنية الجديدة لكرة السلة.
وبالطبع فالتعاون الكبير إن لم نقل المطلق من إدارات الأندية مع هؤلاء المدربين كان سيد الموقف.
لكن موقف المدرب السوري كان أقوى، رغم الضغوط الكبيرة عليه، وبصمت وجد واجتهاد نجح مع فريقه بالتفوق على الفرق التي يقودها أجانب، ليصل إلى المباراة النهائية مدربان محليان.
ما تحقق هو نصر للمدرب السوري، ذلك الانتصار الذي لا يمنع الانفتاح على المدربين الأجانب، ليأتي الأجنبي هذه المرة مدرباً لمنتخب سورية لسلة الناشئات، في خطوة حكيمة لتنمية وتطوير لاعبات واعدات لم تتجاوز أعمارهن 16 عاماً في خطوة عمل إستراتيجي، وتتسع فائدته أيضاً بوجود المدرب السوري مع ذلك المدرب الأجنبي، بينما تنتظر منتخبات الذكور مدرباً أجبياً كهذا.