مقتل 17 شخصاً في الخرطوم و«الدعم السريع» تسقط مقاتلة للجيش السوداني … قصف جوي مكثف وانفجارات تهز أم درمان
| وكالات
بينما استعرت الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم بين طرفي الصراع، أعلنت مصادر طبية سودانية مقتل 17 شخصاً بضربة جوية جنوب الخرطوم، على حين قالت قوات «الدعم السريع»: إنها أسقطت طائرة حربية تابعة لسلاح الجو السوداني من طراز «ميغ» جنوب العاصمة، على حين طالب الجيش المدنيين المقيمين بجوار مواقع «الدعم» بمغادرتها.
وفي آخر التطورات، تأزم المشهد مع تصاعد حدة الاشتباكات والقصف، إذ يشهد جنوب الخرطوم قصفا يستهدف المدينة الرياضية وأرض المعسكرات، كما تعرض وسط أم درمان في ضواحي الخرطوم لقصف جوي من الطيران الحربي التابع للجيش، في حين تصدت له مضادات أرضية لقوات الدعم السريع، وفقاً لوكالة «فرانس برس».
ووفق شهود فإن أعمدة الدخان تصاعدت في جنوب الخرطوم إثر اشتعال مستودعات وقود جراء الاشتباكات.
في الأثناء، أعلنت مصادر طبية سودانية مقتل 17 شخصاً بينهم 5 أطفال في ضربة جوية جنوب الخرطوم أمس.
وحسب قناة «سكاي نيوز»، كتبت إدارة الصحة في العاصمة بمنشور على صفحتها في «فيسبوك»: «تعرضت منطقة اليرموك بمنطقة «مايو» جنوب الحزام لقصف جوي سقط على إثره عدد من الضحايا المدنيين».
وأضافت: «التقديرات الأولية لمجزرة اليرموك تشير إلى سقوط 17 قتيلاً من بينهم 5 أطفال ونساء ومسنون، كذلك تم تدمير 25 منزلاً».
إلى ذلك، أعلنت قوات الدعم السريع، صباح أمس أنها أسقطت طائرة حربية من طراز «ميغ» تابعة للجيش السوداني.
وقالت «الدعم السريع»، في بيان لها أوردته وكالة «سبوتنيك»: إن «طيران الانقلابيين هاجم صباح اليوم عدداً من الأحياء السكنية في جنوب الخرطوم «مايو، اليرموك، مانديلا» ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات وسط المدنيين».
وأوضح البيان أن قوات الدعم السريع تصدت لهجمات القوات المسلحة السودانية «على المدنيين الأبرياء» بإسقاط الطائرة من طراز «ميغ».
وأول من أمس الجمعة، اتهمت «الدعم السريع» قوات الجيش بقتل اثنين من عناصرها «ذبحاً والتمثيل بجثتيهما».
جاء ذلك في بيان للقوات التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي» مع استمرار المعارك مع قوات الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان ولاسيما في العاصمة الخرطوم، من دون أن تتمكن ما يزيد على 10 اتفاقات هدنة برعاية سعودية أميركية من وقفها.
وقال البيان: «تدين قوات الدعم السريع بأشد العبارات، مقتل اثنين من أفرادها ذبحاً والتمثيل بجثتيهما على أيدي ميليشيا البرهان الانقلابية الإرهابية».
وفي وقت سابق الجمعة، قال شهود في الخرطوم إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني شن غارات جوية استهدفت نقاط تمركز قوات الدعم السريع بجنوب الخرطوم وأجزاء متفرقة من مدينة أم درمان، وإن قوات الدعم ردت بإطلاق المضادات الأرضية.
في سياق آخر، وجّه عضو مجلس السيادة نائب قائد الجيش السوداني ياسر عطار، نداء عاجلاً إلى المدنيين بمغادرة منازلهم المجاورة لمواقع قوات «الدعم السريع».
وقال عطا في مقطع مصور نشرته وسائل إعلام محلية: إن الجيش سيعمل على تدمير قوات الدعم السريع في كل مكان توجد فيه، بما في ذلك المنازل التي تسيطر عليها.
وأضاف: «ندعو السكان إلى الابتعاد عن المنازل التي تسيطر عليها ميليشيات الدعم السريع، لأنه ستتم مهاجمتها في كل مكان».
في الغضون، نفت مصادر الحكومة السودانية وفق وسائل إعلام محلية ما تردد من أنباء عن قرب الإعلان عن هدنة جديدة لمدة ثلاثة أيام.
وفي وقت سابق، تحدثت مصادر سودانية حسب «سكاي نيوز عربية»، أن هناك ترجيحاً بشأن إعلان هدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع لمدة 3 أيام.
وأوضحت أن هناك ترقباً لموافقة نهائية من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على إعلان الهدنة، مشيرة إلى أن «الهدنة المرتقبة في السودان ستعقبها هدنة لمدة 5 أيام خلال عيد الأضحى».
وتدور منذ الخامس عشر من نيسان الماضي اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من أنحاء السودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
وتسبّب النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان بنزوح أكثر من مليون طفل خلال شهرين، رُبعهم تقريباً في إقليم دارفور حيث تتزايد المخاوف بشأن وقوع انتهاكات إنسانية جسيمة تترافق مع انقطاع في الاتصالات.