الآجارات ترهق المتضررين من الزلزال.. غرفة عمليات اللاذقية: العمل جارٍ لتأمين مساكن مؤقتة
| اللاذقية - عبير سمير محمود
تتواصل مطالبات المتضررين من الزلزال في محافظة اللاذقية بإنشاء مساكن مؤقتة لتكون ملاذاً لهم للتخلص من أعباء إيجارات البيوت التي باتت أرقامها تناطح السحاب في ظل استغلال بعض ضعاف النفوس للكارثة ورفع الإيجار الشهري بشكل دوري.
وذكر أحد المتضررين أن تأمين منزل للأجرة بين فترة وأخرى بات عبئاً إضافياً من الناحية المادية ومن الناحية النفسية، فبين التنقل من مكان إلى آخر هناك أعباء كبيرة تؤثر في الأطفال وعلى تعليمهم وبالوقت نفسه على مصروفنا المعيشي بشكل عام، لافتاً إلى أن بعض الإيجارات الشهرية تجاوزت 600 ألف ليرة في المناطق الشعبية!
مصدر في محافظة اللاذقية أكد لـ«الوطن»، تواصل الجهود بين جميع الجهات المعنية لإنجاز المساكن المؤقتة المسبقة الصنع في المواقع التي تم الاتفاق عليها مع الهلال الأحمر الإماراتي ضمن عملية «الفارس الشهم2» التي أطلقتها دولة الإمارات للوقوف إلى جانب الشعب السوري وتخفيف الأعباء جراء كارثة الزلزال حتى الوصول إلى مرحلة التعافي.
وأضاف المصدر: إنه يتم العمل على إنشاء وتجهيز مراكز الإيواء المسبقة الصنع بالشراكة مع الهلال الأحمر الإماراتي، مبيناً أنه تم تحديد 7 مواقع (الغراف 1، الغراف 2، الفيض، النقعة، اسطامو، الفوار، دمسرخو)، والتي ستستقبل بمجموعها 1000 وحدة سكنية ابتداء من موقع الضاحية الجنوبية (الغراف1) والإعلان عن النموذج المعتمد بمساحة 42 متراً مربعاً.
وحسب تقرير صادر عن غرفة عمليات الإغاثة في محافظة اللاذقية بتاريخ 25 حزيران الماضي، فقد أنهت الشركة العامة للبناء والتعمير أعمال تجهيز القواعد البيتونية والبدء بتركيب الوحدات المسبقة الصنع من الشركة المنفذة في عدد من المواقع المكورة، إذ وصلت نسبة الإنجاز في موقع الغراف1 الذي يشمل 350 وحدة سكنية مؤقتة إلى 52,27 بالمئة، وفي موقع الغراف2 ويشمل 132 وحدة سكنية مؤقتة إلى 9 بالمئة، وفي النقعة (47 وحدة سكنية مؤقتة) 85 بالمئة، وفي موقع الفيض 58 وحدة سكنية مؤقتة 52 بالمئة، وفي موقع الفوار 123 وحدة سكنية بالمئة، على أن تبدأ قريباً أعمال التجهيزات في موقعي دمسرخو واسطامو، وهي محددة بـ205 وحدة سكنية في الأولى، و85 وحدة سكنية في الثانية.
وحسب التقرير -الذي حصلت «الوطن» على نسخة منه – فإنه سيتم البدء بنقل ملكية الموقع المقترح في اسطامو لمصلحة بلدية قمّين قبل البدء بعملية تهيئة الموقع العام، كما تم الاتفاق مع فريق الهلال الأحمر الإماراتي على إشادة 517 وحدة سكنية مسبقة الصنع إضافية في موقع المنطقة الصناعية.
فيما يخص مراكز إيواء الأبراج السكنية، يشير التقرير إلى بدء العمل ببناء 8 أبراج سكنية بالتنسيق بين محافظة اللاذقية ووزارة الأشغال العامة والإسكان، بعدد إجمالي 320 شقة وسطي المساحة 80 متراً مربعاً للشقة الواحدة بمعدل 10 طوابق للبرج الواحد، ويتم تنفيذها من خلال مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية والشركة العامة للبناء والتعمير.
وتتوزع الأبراج السكنية، بين مدينة اللاذقية (4 أبراج على أتوتستراد الثورة متوسط الإنجاز 27 بالمئة حتى تاريخ إعداد التقرير، وفي الرمل الجنوبي الغراف 2 برج وتم توقيع محضر الاتفاق مع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية متاع 6 وتمت المباشرة بأعمال الحفر في المحضرين والانتهاء من أعمال الحفر وصب البيتون في المحضر2.
وفي جبلة، يتم العمل على بناء 2 برج في موقع المتحلق الشرقي، وتم توقيع محضر الاتفاق مع الشركة العامة للمشاريع المائية لتنفيذ أعمال الهيكل والإكساء للعمارتين 3 – 4 في منطقتي النقعة والعزة بجبلة، وتمت المباشرة بأعمال الحفر في المحضرين ويتم التجهيز لأعمال الصب، وفقاً للتقرير.
وتشير بيانات غرفة العمليات إلى وجود 10 مراكز إيواء حالياً، منها 6 مراكز في منطقة اللاذقية، 2 مركز في منطقة الحفة، ومركز في منطقة القرداحة وآخر في منطقة جبلة، وجميعها تضم 667 أسرة، إضافة لتأمين مأوى (منازل مستأجرة) لـ 710 عائلات ممن تهدمت منازلهم بفعل الزلزال.
وذكرت الغرفة في التقرير أن هناك مراكز إيواء مؤقتة متوسطة المد لا تزال تضم عائلات متضررة، ومنها مركز المدينة الرياضية ويحتوي على 50 غرفة مؤمنة بجميع الاحتياجات بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، ومركز الباسل يحتوي على 35 غرفة ومركز الشبيبة يحتوي على 40 غرفة، ومركز القرداحة يحتوي على 59 غرفة، ومركز مخيم الفيض يحتوي على 52 خيمة مجهزة ومرافق عامة خارجية، مع الإشارة إلى تحديد الاحتياجات المتبقية للمراكز ومناقشتها مع المنظمات الدولية والأممية بهدف تلبيتها عبر وضع خطة عمل مشتركة معها لتأمين احتياجات مراكز الإيواء المتوسطة الأمد ومسبق الصنع، إضافة إلى توفير البيانات اللازمة لخطة التدخل المستقبلية لهذه المنظمات.
وضمن خطة غرفة العمليات لتخفيض عدد المدارس المستخدمة كمراكز إيواء، فقد تم إغلاق 12 مدرسة بعد أن قامت لجان الكشف على منازل القاطنين بمراكز الإيواء وتحديد الأسر المتضررة التي تتطلب حالة منازلها البقاء في مراكز الإيواء ونقلهم إلى مراكز أخرى مؤقتة، مع التأكيد على المضي قدماً في خطة العمل بشكل عام.