إذاً تستطيع لجنة المسابقات في اتحاد الكرة أن تصول وتجول في أروقة قوانين اللعبة بطريقة فنية، وذلك كما أثبت القرار الذي صدر، وأفهم علناً، حول مشاركة لاعب الفتوة حسين شعيب في مباراة فريقه بمواجهة فريق تشرين، متجاوزاً قرار لجنة الأخلاق والانضباط القاضي بإيقاف اللاعب.
أعضاء لجنة الانضباط، أو بعضهم على الأقل، خرج وتحدث عن لا قانونية هذا الإجراء الذي يمثل خرقاً قانونياً لا منطق له، كما تابع جميع المهتمين والمعنيين. قرأنا في الإعلام، تأكيداً لهذا التجاوز، ولكن ما لفت نظري وبشدة الحديث عن مبرر هذه الخطوة، حيث جاءت مقايضة بين اتحاد الكرة وفريق الفتوة لخوض المباراة الاستثنائية مع فريق تشرين تحت عباءة المشاركة الآسيوية.. وتشرين قدم اعتراضه، لكن الطريف وعلى الهامش هناك من طالب بقرار مشابه لأحد لاعبيه؟!
موسم كروي شهد الكثير جداً من المشكلات، وأسال الكثير من حبر الانتقاد خلال الفترة الماضية، وها هو يقع في مسك الختام مع هذه الحادثة التي يبدو أنها ستمر كغيرها من الحوادث وكأنها من طبيعة الأمور التي يمكن العبور فوقها ببساطة..؟!
طبعاً لا نستطيع الإضافة لما صرح به أصحاب الاختصاص، لكن الغريب جداً، بالنسبة لنا على الأقل، تلك الإشارة إلى المقايضة بين الاتحاد وناد، أياً يكن هذا النادي، في خضم وجود نواظم عمل وأطر قانونية، وخاصة أننا نعرف بشأن الموافقة المسبقة على هذه المباراة من الأطراف المعنية، لكن حبكة الحدث الدرامي تكمن في لجوء الاتحاد إلى هذه المقايضة إذا كانت دقيقة، ومظهر الضعف الذي بدا فيه رغم «قانونية المباراة» وفق الاتفاق، فهل كان يفتقد القدرة على تطبيق القانون في حال رفض أي من الناديين خوض المباراة؟ وهل يقاد عمل الاتحاد بهذه الطريقة كما ورد في كلام جاء من مطبخ الاتحاد؟ وهل مرَّ كل ذلك ببساطة، كما مرَّ غيره؟ أم إن بعض الموازين تفرض سطوتها حتى في مثل هذه الأمور «البسيطة» ونقول البسيطة لأن ثمة اتفاقاً مسبقاً كان يجب تطبيقه بشكل سليم من دون الوقوع في هذا المأزق..! أم إن البعض لا يرى مأزقاً ولا غيره؟! أم إننا ما زلنا نضرب في الهواء؟