مباراة الطائفية!!
| عبد الفتاح العوض
يخطئ من يظن أن السعودية قامت بما قامت به من دون أمر أميركي أو بلغة أخف طلب أميركي، وبأدنى احتمال برضا وموافقة أميركية.
في خطوات مثل هذه ليست المسألة مجرد قرار خاطئ اتخذ في لحظة غاضبة.. أو مصادفة من سخريات التاريخ.
بل علينا أن نقرأه بحروفه الواضحة بأنه جزء آخر من خطة الفتن لهذه المنطقة الخصبة بالفتن.!!
خطة الفتنة السنية الشيعية ما زالت الهدف والغاية وهي المحرك الأكثر اشتعالاً في مكوك الفوضى!
خلال كل السنوات الفائتة ومنذ احتلال العراق بدا واضحاً أن اللعب على إثارة فتنة عمرها 1400 سنة هو الهدف.
وأيضاً كل السنوات الفائتة بدا واضحاً أن المجتمع في المنطقة ليس متحمساً لمثل هذه الفتنة، ومع مرور الوقت أصبح مدركاً لخطورتها لكن الساسة والإعلام اشتركا في إيقاظ الفتنة كما لو كانت العمل الوحيد الذي يتقنانه…. ذلك أن أجندات الحكومات لا تعمل على مزاج الناس.
اختلطت الأمور في كثير من الأحيان وانجرف كثيرون في لغة طائفية مقرفة.
وأصبح من مظاهر التخلف أنك تعتبر الذي من دينك لكنه مختلف معك بالطائفة هو عدوك.. على حين من لا يعترف بدينك ويحتل أوطانك ويهدد مستقبلك هو الصديق المقرب!!
المجتمعات العاقلة لا تستطيع أن تشارك في لعبة الفتنة الطائفية ولا في أي فتنة أخرى، ولكن ماذا بقي من العقل في مجتمعات تنام وتصحو على جنون الفتن ولغة الأحقاد وسلوك الحضيض!!
إذا أردنا أن نرى المشهد الحقيقي فلتكن عيوننا على واشنطن.
هناك الإستراتيجية لهذه المنطقة هو.. «اللا حل»!!.. بل ولادة صناعية لمشاكل أخرى.
كل السياسات التي مارستها على مدار السنوات الطويلة من انخراطها العميق في شؤون المنطقة هو صناعة الفوضى والأزمات ثم جعل المنطقة تتعايش معها.
إنها لا تخلق أزمة فقط… بل تحافظ على سابقاتها حيث يصبح لدينا إرث طويل من الصراعات العميقة التي تستنزف البلاد وثرواتها وأرواحها بل مستقبلها.
ومع الأسف ثمة مساعدة من الجميع على الطائفية. وبدلا من اعتبارها عاراً على العقل الإسلامي أصبحت جزءاً من شعارات الجميع بشكل أو بآخر.
في ضوء ذلك… ما الحل؟!
أبسط ما يمكن أن نواجه فيه هذه الفتنة هو ألا نصبح جزءاً منها، وأن نمنعها وألا نسمح بالاستفزاز الطائفي.
ولو كان هذا الوقت ملائماً لاقتراحات لكان من المفيد أن يكون لدينا قانون إقليمي على الأقل يجرّم من يتحدث بلغة طائفية أو يثير أو يصطاد في مياهها العكرة جداً.
على الأقل نوقف «مباراة الطائفية» فليس فيها رابح!! إلا جمهور الغرب الذي يستمتع بمتابعتها.
السوري الجميل:
بدأت جماليات السوري تظهر في بلاد الاغتراب، هذه عالمة سورية اسمها دينا قباني تحصل على الاحتفاء من خلال إنجازها لمعرفة رؤية ما وراء الجدران وهي خريجة جامعة دمشق، وهذا شاب سوري ينقذ غريقاً في بروكسل، وهذه طفلة سورية تدهش متابعيها ببراءة وهي تغني عن الطفولة والسلام.
هؤلاء الذين ساهموا في تدمير بلدهم هم عار على سورية، على حين هؤلاء السوريون الذين يبدعون هنا وهناك هم أصالة السوري الحقيقي.
القول الفصل:
«ولا تمشِ في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً».