تصدير 158 ألف طير زينة خلال سنتين … مربو طيور لـ«الوطن»: تتكاثر بسرعة ومرابحها كبيرة قياساً بتكاليفها القليلة … د. محسن لـ«الوطن»: ضرورة السماح باستيراد طيور الزينة ودول الخليج أكثر البلدان المستهدفة بالتصدير
| نوار هيفا
انتعشت مجدداً تجارة وتربية الطيور في سورية، وخاصة طيور الزينة بأنواعها، حيث تعد إضافة لكونها هواية مصدر رزق يوازي مردودها تكاليفها، إذ يستفيد المربون من سرعة تكاثر أزواج الطيور، بالتالي بيعها وزيادة مرابحهم.
شاهين محمد «تاجر طيور» بين في تصريح خاص لـ«الوطن» أنه وجد في تربية وتجارة طيور الزينة، وسيلة لكسب الرزق، فحسب قوله: إنها لا تحتاج تكاليف مرتفعة، فقط القليل من الطعام والماء، وبعض الوقت للرعاية والتنظيف دون الحاجة إلى التنقل خارج منزله، يكفيه تحميل فيديوهات عن العينات لديه والسعر موحد (على الخاص)، مبيناً أنه يركز على تربية طيور الكناري وطيور الزينة بأنواعها، لكثرة مرابحها وسهولة العناية بها وتكاثرها كل ثلاثة أشهر، إذ تتراوح أسعارها بين (200-600) ألف للزوج الواحد، وفق نوعها وصحتها وقد يصل سعر الزوج الواحد من بعض الأصناف الأخرى كالكروان للملايين، أما الطيور المستوردة كالببغاء، فيبدأ سعرها من 500 ألف ليرة، ويصل إلى 15 مليوناً وفق النوع.
وضمن شرح مفصل عن مرابح تربية الطيور قال شاهين: على فرض اعتمد المربي على اقتناء زوج كناري بإمكانه بيع زوجين منهما كل شهرين بمبلغ 200 ألف، 50 ألفاً منها تكاليف تربية ولوازم، و150 ألفاً مرابح، فماذا لو كان العدد لديه بما يقارب 40 زوجاً كحال معظم المربين؟
وأشار شاهين إلى أنّ «العمل بتربية الطيور يحتاج إلى الاهتمام بتفاصيل حياتها، كما يجب عدم إهمال صحتها من خلال عرضها على أطباء بيطريين بشكل دوري، لأنّ إصابة أحدها بالمرض يعني انتقاله إلى بقية الطيور في القفص نفسه ما يتسبب بخسارة كبيرة».
وعن طعام هذه الطيور وتكلفتها أوضح شاهين أن هذه الطيور تأكل نوعين رئيسين من الطعام وهما الحبوب وبعض الحشرات والديدان تحديداً، ولطيور الزينة أغذية مخصصة كحبوب «القنبز للحساسين والبريقة للكناري والدخن للعواشق وطيور الجنة»، وهذه المواد هي حبوب طبيعية بعضها منتج محلياً والبعض الآخر مستورد، وتتراوح أسعارها للكيلو الواحد بين (50-100) ألف وفق أصنافها، وخلال فترة التفريخ يتم اعتماد الجزر والبيض والتفاح فقط إضافة إلى الماء كغذاء لهذه الطيور، وسبب ذلك أن المواد الأخرى تؤثر في لون ريشها إذا كانت تحتوي على أصباغ صناعية، مع العلم أن أسعار مواد الإطعام هذه مرتفعة، وهذا عامل آخر يضاف إلى ارتفاع سعر هذه الطيور أحياناً.
وعن الاستفادة منها في التصدير أشار شاهين إلى أن أكثر الأسواق المستهدفة لتصدير الطيور السورية هي العراقية واللبنانية، وبأنواع محددة كطيور الكروان والغندورة، وتم مؤخراً إيقاف استيرادها وتراجع بعض أنواعها لعدم القدرة على تحسين أصنافها.
مدير الصحة الحيوانية الدكتور باسم محسن بيّن أن تربية طيور الزينة توفر مردوداً جيداً سواء للمربين أو للاقتصاد المحلي بالاستفادة منها في التصدير بناء على موافقة مديرية البيئة بتحديد الأنواع والكميات وفق معطيات المحافظة على التوازن البيئي.
وأكد د. محسن في تصريح خاص لـ«الوطن» أن أكثر البلدان المستهدفة بالتصدير هي دول الخليج، علماً أن التصدير يعود بمردود مادي للمربين ضمن المزارع المرخصة بتربية هذه الطيور والعناية بها، مبيناً أن حجم تصدير طيور الزينة منذ بداية عام 2022 وحتى الوقت الحالي بلغ حوالي 158 ألف طير, وطالب د. محسن بتخطي الصعوبات التي تواجه المربين وخاصة ما يتعلق بمنع استيراد هذه الأصناف وتأثيرها بشكل سلبي في تربيتها من حيث تحسين جودة الأصناف المحلية وزيادة تكاثرها بالتالي زيادة تصديرها وخلق نوع من المنافسة، لافتاً إلى أهمية هذا المشروع في دعم التنمية الاقتصادية محلياً بسبب توازن تكاليفها ووفرة أرباحها حيث يجد فيها كثير من المربين مورداً مادياً لا يستهان به.
وأشار د. محسن إلى دور السماح باستيراد هذه الأصناف مجدداً في ضبط التهريب وعدم إدخال أنواع غير مراقبة صحياً من الأطباء البيطريين لأنها ستؤثر في الأصناف المحلية، إضافة إلى المساهمة في تحريك دورة الاقتصاد انتهاءً بالقطع الأجنبي الذي سيرفده تصديرها لاحقاً.