«العمل الوطني» رأت فيها كلاماً خطراً ومشبوهاً ومدفوعاً من ميقاتي وبو حبيب … الخارجية اللبنانية توضح: عبارة استكمال ترسيم الحدود الجنوبية سوء تعبير غير مقصود
| وكالات
أكدت وزارة الخارجية اللبنانية، أن حدود لبنان مرسمة ومعترف بها دولياً، «والخرائط الرسمية العائدة لها مودعة لدى الأمم المتحدة»، لافتةً إلى أن عبارة «استكمال ترسيم الحدود الجنوبية البرية» التي وردت في كلمة مندوبة لبنان لدى المنظمة الدولية قبل يومين، «هي سوء تعبير غير مقصود»، وليس وثيقة رسمية، في حين اعتبر رئيس «ندوة العمل الوطني» رفعت إبراهيم البدوي أن «مضمون الخطاب الصادر عن مندوبة لبنان «مرفوض جملة وتفصيلاً»، كما أنه جاء بالتنسيق مع جهات لبنانية.
وذكرت الخارجية اللبنانية، في بيان أمس السبت، أن «بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أصدرت بياناً توضيحياً على الخطاب الذي تلته المندوبة الدائمة بالوكالة في بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، المستشار جان مراد، خلال المناقشة العامة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط، التي انعقدت يوم الخميس الماضي، وذلك وفق ما نقل موقع قناة «الميادين».
وأكدت الخارجية اللبنانية أن «حدود لبنان مرسمة ومعترف بها دولياً على قاعدة اتفاقية بوليه- نيوكومب لعام 1923، والخرائط الرسمية العائدة لها مودعة لدى الأمم المتحدة»، موضحة أن المقصود هو إظهار، وإثبات وتأكيد انسحاب إسرائيل ميدانياً إلى الحدود الدولية المرسومة، والمودعة خرائطها لدى الأمم المتحدة، وبمعنى آخر، انسحاب إسرائيل الفوري وغير المشروط من عدة نقاط، ومناطق ما زالت محتلة ضمن الأراضي اللبنانية المعترف بها دولياً.
وخلال المناقشة العامة لمجلس الأمن الدولي حول الحالة في الشرق الأوسط التي انعقدت في 27 تموز الجاري ذكرت المندوبة بالوكالة في بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، المستشار جان مراد أن لبنان «يؤكد مجدداً التزامه الكامل بالقرار 1701 بكل مندرجاته، وبحقه بتحرير أراضيه المحتلة، وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخراج بلدة الماري التي تشمل بجزء منها التمدد العمراني لبلدة الغجر بالوسائل المشروعة والمكرسة في المواثيق الدولية».
وأضافت: «يكرر لبنان من منبركم هذا استعداده لاستكمال عملية ترسيم حدوده الجنوبية البرية والبحث في كيفية معالجة النقاط الخلافية المتبقية المتحفظ عليها ضمن إطار الاجتماعات الثلاثية، بحضور الأمم المتحدة، بما يعزز الهدوء والاستقرار في المنطقة».
وفي وقت سابق، أوضحت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عطفا على البيان الذي تلته مراد أن «حدود لبنان مرسمة ومعترف بها دولياً على قاعدة اتفاقية بوليه-نيوكومب لعام 1923، والخرائط الرسمية العائدة لها مودعة لدى الأمم المتحدة».
وأشارت في بيان لها وفق الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، إلى أن «استخدام عبارة «استكمال ترسيم الحدود الجنوبية البرية» هو «سوء تعبير غير مقصود، وليس وثيقة رسمية يتم إيداعها في سجلات الأمم المتحدة».
ولفتت البعثة إلى أنه «يهمنا إعادة تأكيد أن البعثة تحرص، بناء على توجيهات وزارة الخارجية والمغتربين، في كل الاجتماعات الأممية على التعبير عن الإجماع اللبناني بالالتزام بالشرعية الدولية وكل قراراتها، ولاسيما الهادفة لإنهاء الاحتلال والخروقات الإسرائيلية، وهذا ما عبر عنه البيان المرفق».
بدوره، وفي تعليق له اعتبر بدوي وفق الوكالة الوطنية للإعلام أن مضمون الخطاب الصادر عن مندوبة لبنان «مرفوض جملة وتفصيلاً».
وقال في بيان: إن «كلامُ مراد جاءَ خلالَ جلسةٍ لمجلسِ الأمن عُقِدَت حولَ الأوضاع في الشرقِ الأوسط، حيث تناولَت أيضاً الاعتداءاتِ الإسرائيلية في الجنوب»، موضحاً أن «خطاب المستشارة جان مراد لم يكن من «عندياتها» لكنه خطاب جاء بناء على تعليمات وتوجيهات مباشرة من وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب وبالتنسيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي».
وتابع: «إن حدود لبنان البرية مع فلسطين المحتلة سبق أن تم ترسيمها بموجب اتفاقية بوليه نيوكومب سنة 1923 ومعترف بها دولياً بصورة نهائية ولا حاجة لإعادة ترسيم الحدود البرية اللبنانية مع فلسطين المحتلة. وبناء عليه، فإن أي كلام عن استكمال ترسيم الحدود اللبنانية البرية في ظل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو كلام خطير ومشبوه وبتوجيه من بعض الجهات اللبنانية المعروفة المقاصد والأهداف الساعية للوصول إلى عملية تطبيع مبطن مع الكيان الصهيوني وذلك تنفيذاً لأوامر أميركية مباشرة».
وختم البدوي: «إن ما أقدمت عليه الدبلوماسية اللبنانية لهو أمر مرفوض بكل تفاصيله ونطالب كل الوطنيين الخلص في لبنان عدم السكوت عن مسعى تمرير التطبيع مع العدو الصهيوني بأي ظرف وتحت أي عنوان كان، ولو كان تحت إشراف الأمم المتحدة، ذلك لأن مضامين الرسالة اللبنانية في الأمم المتحدة ونيات البعض في لبنان ترقى إلى مرتبة الخيانة الوطنية العظمى».