في الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم.. سقط القناع … خروقات واضحة للقانون وغياب للفكر الكروي … طروحات غير مجدية عن الهموم والعثرات النادوية
| ناصر النجار
عقدت الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم مؤتمرها السنوي أول أمس الأحد واستمر المؤتمر لأربع ساعات متواصلة وحضره عبد الناصر كركو وبعض أعضاء الاتحاد.
بداية المؤتمر كان بالوقوف دقيقة صمت وعزف النشيد الوطني، ثم جرت المراسم عبر البروتوكول المعروف من عرض فيلم قصير عن أعمال الاتحاد في الموسم الماضي ثم تعيين ثلاثة مدققين وثلاثة آخرين لعدّ الأصوات.
حضر من أعضاء المؤتمر خمسون عضواً وغاب 24 دون مبرر واعتبر الأمين العام أن الحضور قانوني وبالتالي تنعقد الجمعية العمومية.
رئيس اتحاد اتحاد كرة القدم بدأ المؤتمر بكلمة مقتضبة قال فيها: سنتابع العمل رغم الأخطاء والعثرات، ونحن نولي قطاع الناشئين والأشبال كل اهتمامنا وأملنا بعملنا، ونتمنى النقد البناء.
ثم تمَّ التصديق على التقرير السنوي ولم يتحدث أحد عن التقرير المالي لأنه من اختصاص الجهات الرقابية، وإلى هذا الحد يكون انتهى المؤتمر حسب جدول الأعمال، ثم فتح رئيس الاتحاد الباب للمداخلات التي فوجئ البعض بأن كل الطروحات لا تقدم ولا تؤخر لأنها خارج اختصاص الجمعية العمومية!
في المكان الخاطئ
الكثير من أعضاء المؤتمر لم يطلعوا على النظام الداخلي ولم يعرفوا طبيعة مهام الجمعية العمومية، فكانوا بعيدين عن مواد القانون ولوائحه المرعية، فطرحوا أفكارهم في المكان الخاطئ، بل إن بعض الطروحات والأفكار كانت مخالفة كلياً للقوانين، لذلك نتساءل أين الخلل ومن المسؤول عن التقصير؟ هل هم أعضاء المؤتمر، أم اتحاد الكرة الذي لم يطلعهم على القانون؟ وللأسف فإن بعض الكلمات لم تحمل معاني التطوير والتحديث، وما زلنا غارقين في المسائل الشخصية والطروحات التي ليست من مهام اتحاد كرة القدم، والأغرب كان بطرح حجب الثقة عن لجنة الانضباط والأخلاق وهو طرح مخالف للقانون والنظام الداخلي لاتحاد كرة القدم.
بعض الطروحات كانت محقة وضرورية، لكننا وجدنا تناقضاً كاملاً بين المطلوب والواقع، فبعض الأعضاء طلبوا إعفاءهم من رسم توثيق العقود، وبعضهم طالب بتخفيف الحمل عن الأندية بإلغاء الدوري الأولمبي المقرر والبعض تحدث عن الملاعب والأكاديميات ودوري الشباب والناشئين والدرجة الأولى وغير ذلك.
تأجيل الدوري
يوسف سلامة طالب بتأجيل الدوري إلى ما بعد التوقف الأول وأيده عدد من مندوبي الأندية، كمندوب نادي حطين كمال قدسي الذي قال انتهى الموسم الكروي عملياً مع نهاية كأس الجمهورية في الشهر السابع، والفترة من نهاية الموسم حتى الإعلان عن بدء الدوري الجديد قصيرة وخصوصاً أن الأندية لا تستطيع إجراء التعاقدات قبل هذا التاريخ، وفترة الشهر غير كافية لتجهيز الفريق ودخوله مرحلة الجاهزية والانسجام، إضافة إلى أن بعض الأندية كانت غير مستقرة إدارياً لغياب إدارات بعض الأندية وقد تمت إعادة تشكيلها مؤخراً، أيضاً تحدث البعض عن ضرر التوقف الطويل، والمتكرر الذي أتعب الفرق بدنياً وفنياً ومالياً وأصاب الفرق بالملل والفتور.
رئيس المؤتمر قال في إجابته عن هذين الموضوعين: تأجيل الدوري من خارج اختصاص المؤتمر، وإذا رأت الأندية ضرورة لذلك فعليها تقديم كتب رسمية بهذا الخصوص، ثم يعقد اجتماع مع الاتحاد للبحث في هذا الموضوع، أما موضوع التوقف فقد كان اضطرارياً وخارجاً عن الإرادة بسبب وفاة رئيس نادي تشرين مرة وبسبب صيانة الملاعب وأزمة الوقود والزلزال، من الناحية المالية لم تتضرر الأندية لأن الموسم انتهى بوقته (باستثناء كأس الجمهورية) أما من الناحية الفنية فالضرر موجود ونحن في روزنامة هذا الموسم حددنا أوقات التوقف لكي يتكيف المدربون مع هذه الفترات بالعمليات الفنية والبدنية.
الدوري الجديد
لم يتفق مندوبو الأندية على موضوع الدوري الأولمبي الجديد فبعضهم رأى فيه أعباء كثيرة على الأندية جراء العقود والتكاليف، على حين كان يطالب البعض بزيادة عدد أندية الدرجة الممتازة وإلغاء الهبوط من أجل زيادة عدد المباريات، والتناقض هنا في الطروحات يأتي بين زيادة عدد المباريات وتقليصها.
ورغبة اتحاد كرة القدم حسب قول رئيسه، إن موضوع الدوري الأولمبي لا مفر له وسيقام هذا العام من أجل العناية بالجيل المتسرب من كرة القدم الذي لا يجد مكاناً له في الأندية بعد سن الشباب المقرر، وأضاف: فتحنا الباب أمام الأعمار من الشباب إلى الأولمبي للمشاركة في هذا الدوري، كما باعدنا بين مباريات الرجال والأولمبي لكي تتمكن الفرق من إشراك بعض اللاعبين المبرزين مع الرجال، وفي جوابه لمندوب نادي أهلي حلب أيمن حزام: بإمكانكم المشاركة بفريق الشباب بالدوري الأولمبي إذا وجدتم الحرج في تشكيل منتخب أولمبي، وعلق البعض قائلاً: ما فائدة الدوري الأولمبي إذا لم يكن فيه صعود وهبوط؟ وهو تساؤل محق.
وحول احتجاج البعض على موضوع عقود لاعبي الأولمبي التي ستكلف الأندية أموالاً إضافية، قال صلاح رمضان: الموضوع هو ضمن الرعاية، كان سن الرعاية ثلاث سنوات حتى سن الشباب 21 سنة، ونحن رفعناه إلى سن الـ23 وبذلك يبقى اللاعب ضمن فترة الرعاية خمس سنوات ولا يجوز له الانتقال إلى ناد آخر دون موافقة ناديه ضمن الأصول المرعية، وبذلك ستحافظ كل الأندية على لاعبيها، وستستفيد منهم مالياً في حال الانتقال إلى ناد آخر.
فادي دباس رئيس اتحاد كرة القدم الأسبق ومندوب نادي الجيش طلب من اتحاد كرة القدم عدم السماح لأكثر من خمسة لاعبين من خارج النادي للتعاقد معهم من أجل الحفاظ على هيكلية النادي وعدم تسرب اللاعبين وانتقالهم من ناد لآخر في كل موسم.
والجواب هنا أن هذا الموضوع يخص النادي الذي عليه أن يلزم اللاعب بعقد لمدة موسمين ونحن أصدرنا قراراً من أجل المدربين لمنع انتقالهم من ناد لآخر، فالمدرب لا يحق له التدريب مع أكثر من ناد واحد في الموسم الواحد، وفي حال تمت إقالته من النادي يمكنه التدريب بغير فئة ودرجة.
نهاية المطاف بالمواضيع التي تخص الدوري من تأجيل وإلغاء هبوط وغيرها من المقترحات طلب رئيس اتحاد الكرة من الأندية إرسال كل هذه المقترحات بكتب رسمية وسيُعقد اجتماع خاص مع رؤساء الأندية للبحث فيها.
الميزانية المالية
طرح مندوب نادي أهلي حلب أيمن حزام موضوع إلغاء رسوم توثيق العقود، فأثار حفيظة رئيس اتحاد كرة القدم الذي قال: الرسم أولاً مفروض بقرار من المكتب التنفيذي، ثانياً نحن نقبل العقود كما تأتينا ونحن نعلم أن الأندية تدفع للاعبيها من تحت الطاولة، فالعقد الموقع بقيمة ثلاثمئة مليون لا يصل إلينا بهذا الرقم بل برقم أقل بكثير، وثالثاً: الأندية تدفع للاعبين بسخاء وتبخل على اتحاد كرة القدم برقم ضعيف، وهذه المبالغ الزهيدة التي تصل إلى اتحاد كرة القدم نصرفها على الأندية والنشاطات، وأضاف: مشكلة كل الأندية أنه لا يوجد لديها ميزانية مالية صحيحة، وقانون الاحتراف يفرض على الأندية تقديم ميزانية سنوية تتم من خلالها إجراء التعاقدات، فالكثير من الأندية تصرف فوق قدرتها وصولاً إلى العجز المالي.
متفرقات
طالب مندوب نادي تشرين بحجب الثقة عن لجنة الانضباط والأخلاق، وقال له رئيس الاتحاد: اجمع ثلثي الأصوات وأنا معك بحجب الثقة عن اللجنة وتغييرها، هنا تدخل الأمين العام مؤكداً: أن هذا الطرح يخالف النظام الداخلي ولا يجوز حجب الثقة عن اللجنة، وإذا اجتمع ثلثا الأعضاء لهذا الأمر فهم يحتاجون إلى مبررات قانونية، فلا يجوز حجب الثقة عن اللجنة لأنها تطبق القوانين والأنظمة واللوائح.
الطروحات الأخرى انصبت في عملية تأهيل الكوادر الإدارية والفنية، والإشادة بمشروع تطوير الكرة السورية لقطاعي الناشئين والأشبال.
كما تطرق البعض إلى موضوع الملاعب السيئة وضرورة صيانتها وتجهيزها لأنها عالة على كرة القدم ولا تطورها، وأوضح رئيس المؤتمر أن الملاعب من اختصاص المكتب التنفيذي، واتحاد كرة القدم يحاول الحصول على مساعدة من الدول الشقيقة لتجهيز بعض الملاعب وأشار إلى أن هناك اتفاقاً مع شركة ماليزية لتجهيز عشب ملعب الفيحاء من أجل رفع الحظر الجزئي عن ملاعبنا.
من المقترحات إنشاء صندوق لرعاية المتقاعدين وكبار السن من أجيال كرة القدم وإعانتهم صحياً ومعاشياً، أيضاً كان الجواب أن هذا الطلب من اختصاص المكتب التنفيذي.
وتم الحديث عن دور الأكاديميات معتبراً أن هذه الأكاديميات تؤثر في الأندية لأنها تسحب لاعبيها، وستضطر الأندية فيما بعد لشراء لاعبيها من هذه الأكاديميات.
واقترح مندوب الحسكة فتح آفاق التعاون العملي وليس النظري مع وزارة التربية وقد وصف مستودعاتها بأنها مملوءة بالتجهيزات والألبسة الرياضية وهذا سيدعم قواعد الأندية، وأشار إلى الظلم الذي يلحق أندية الحسكة لأنها تلعب خارج أرضها وما تتكبده من مشقة وتعب ونفقات إضافية، وأعاد فتح ملف نادي الجزيرة مطالباً بعودته إلى الدرجة الممتازة لأنه تعرض إلى الظلم بشطبه وقرار هبوطه إلى الدرجة الأولى.
في النهاية خلصنا إلى نتيجة مفادها أن أهل الكرة لا يعرفون ما لهم وما عليهم، وأنهم مختلفون بكل القضايا الرياضية، وأن الاجتماع كان للتنفيس عن الهموم التي تعترض هذه الأندية، وأغلب الطروحات غير موفقة سواء بالطرح أم الآلية وللأسف سقط القناع عن كرتنا لأنه للأسف إذا كان أعضاء المؤتمر ما زالوا يدورون حول هذه الحلقة منذ سنوات من دون أن يستطيعوا الخروج منها فعلى كرتنا السلام!