أجرى سلسلة لقاءات مع وزراء خارجية عرب على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة … بيدرسون: الوضع الإنساني والاقتصادي في سورية كارثة فعلية أصابت السوريين جراء الحرب
| وكالات
وصف المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون الوضع الإنساني والاقتصادي في سورية بـ«الكارثة الفعلية» التي أصابت السوريين جراء الحرب.
وأوضح بيدرسون أن 9 من بين كل 10 سوريين يعيشون تحت خط الفقر، قائلاً: «إنه لا حل من دون مناقشة المشكلة السياسية للنزاع السوري»، وفق ما ذكرت قناة «الجزيرة» الداعمة للتنظيمات الإرهابية والمعارضات المملوكة لمشيخة قطر.
وتابع القول: «لا بد أن نكون أمناء بأنه على مدى 12 عاماً من الحرب والنزاع، لم يحالفنا النجاح في معالجة القضايا السياسية»، لافتاً إلى أنه «حتى يتسنى إحراز تقدم نحتاج إلى تعاون القوى الكبرى».
بيدرسون بحث خلال لقائه وزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان بن عبد الله يوم الأحد الماضي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78 مستجدات الحل السياسي للأزمة السورية، وجهود المملكة والأمم المتحدة في هذا الشأن، ومنها مخرجات القمة العربية في جدة، وفق ما ذكرت وكالة «واس» السعودية.
وأكد ابن فرحان حرص السعودية على بذل جميع الجهود للتوصل إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها وانتمائها العربي، ويحقق الخير والنماء لشعبها الشقيق.
وفي السياق ذاته قدّم بيدرسون خلال لقائه وزير خارجية العراق فؤاد حسين الأحد الماضي إحاطة بشأن زيارته الأخيرة إلى دمشق وملاحظاته حول تدهور الأوضاع الاقتصادية والأحوال المعيشية للشعب السوري والارتفاع غير المسبوق بمستوى التضخم وشح الوقود، وفق ما ذكرت وكالة «واع» العراقية.
وذكرت الوكالة أنه جرت خلال اللقاء على هامش الأسبوع رفيع المستوى لاجتماعات الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مناقشة جهود بيدرسون ومساعيه لإيجاد حل للأزمة السورية منذ توليه منصبه في تشرين الأول 2018.
وأكد حسين على موقف العراق الداعي إلى ضرورة إيجاد حل نهائي للأزمة السورية وفقاً للقرارات الدولية ذات العلاقة، مشدداً على أن العراق مدرك تماماً حقيقة الوضع الإنساني والاقتصادي الصعب في سورية، وأن الحكومة العراقية تدعم أي مبادرة من جانبها لمعالجة انهيار الوضع الإنساني، كما أنها تدعو الأطراف السورية كافة للحوار وإيجاد صيغ تفاهم مشتركة لتلافي تبعات الأزمة في سورية.
وفي العاشر من الشهر الجاري بحث وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد خلال زيارة بيدرسون لدمشق والوفد المرافق له آخر التطورات المتعلقة بمهمته.
وقدم بيدرسون عرضاً حول نتائج الزيارات واللقاءات التي أجراها خلال الفترة الماضية، والجهود التي يقوم بها في إطار الولاية المنوطة به.
وأوضح المقداد التحديات الأساسية التي تواجهها سورية والمتمثلة بالآثار الكارثية التي خلّفها الإرهاب، والإجراءات القسرية أحادية الجانب اللاشرعية على الوضع الإنساني والاقتصادي في سورية وعلى حياة السوريين، وخاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سورية في السادس من شباط الماضي، وكذلك استمرار الوجود الأميركي والتركي غير الشرعي على الأراضي السورية، ومواصلة نهب القوات الأميركية لثروات ومقدرات الشعب السوري في انتهاك فاضح للسيادة السورية ووحدة وسلامة أراضيها وللقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وفي تصريح صحفي أعقب مباحثاته مع المقداد لفت بيدرسون إلى أن الفترة الأخيرة شهدت قدراً لا بأس به من التطور، معتبراً أن كل هذا خلق الكثير من التوقعات والأمل، وقال: «شهدنا بداية التقارب المحتمل بين تركيا ودمشق وشهدنا أيضاً الكثير من اللقاءات بينهما، ورأيت الكثير من اللقاءات بين الحكومة في دمشق والعرب، وأعتقد أن كل هذا قد خلق الكثير من التوقعات والأمل بأن الواقع في سورية وبالنسبة للنازحين داخلها وخارجها قد يتحسن ببطء».
وتابع: «لسوء الحظ، فإن ما نشهده هو العكس تماماً، حيث أصبح الوضع داخل سورية أسوأ مما كان عليه اقتصادياً خلال ذروة الصراع، لذلك أعتقد أننا بحاجة إلى الاعتراف أنه من دون معالجة العواقب السياسية للصراع فإن الأزمة الاقتصادية والمعاناة الإنسانية ستستمر أيضاً».