أي صلادة يحملها الشعب العربي في عموم فلسطين المحتلة وغزة خصوصاً، أي عنفوان يتغلغل في تلك النفوس التي تطفح عزة وكرامة، وهي تعض على النواجذ وتتجذر حتى نخاع الأرض في جغرافيتها الوطنية في مواجهة همجيةٍ عنصريةٍ صهيونية، مدعومة من كل أصقاع الغرب المستعمر.
رغم كل ما فعله العدو من مجازر وقتل وتوحش، لا تزال تداعيات العملية العسكرية البطولية للمقاومة الفلسطينية مستمرة ولعل أبرزها:
– تعميق تصدعات النظام السياسي والأمني في الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال.
– الفاتورة الاقتصادية منذ السابع من تشرين الأول بارتفاع مستمر في ظل شلل كل النشاطات الاقتصادية.
– التخبط والارتباك في عمليات الإمداد والتموين للمستوطنات والجنود الصهاينة، ولولا تدخل الأميركي لتفاقمت النتائج الكارثية.
– سقوط منظومة الأمان الوهمية التي عملت عليها حكومة الاحتلال لسنوات طويلة على المستويين المعنوي والواقعي.
– تشتت قوة العدو على الجبهات المختلفة في الشمال والوسط والجنوب بسبب التنسيق العالي مع المحور.
– التغير في اتجاهات الرأي العام العالمي وبدء تكشف الحقائق بالنسبة لشعوب العالم.
لقد برهن الفلسطينيون في ملحمة «طوفان الأقصى» أنهم يمتلكون السلاح الأمضى في وجه السياسات اللاإنسانية التي تُمارَس ضدهم من واشنطن وأتباعها من الدول الأوروبية، هذا السلاح الذي تجلى بانتماء منقطع النظير للهوية العربية الفلسطينية بكل سماتها العقائدية والإنسانية وأفرز صموداً وثباتاً تعجز عنه كل آلات القتل العنصرية.
معاناة الشعب العربي الفلسطيني فاقت قدرة الوجدان الإنساني كله عبر التاريخ على التحمل، لتبدع ملاحم بطولية لن تمحى، فتجد امرأةً فلسطينية تكتب أسماء أولادها على أجسادهم الغضة من أجل لحظة استشهادهم ليكونوا معاً في فردوس موعود حتى لو كانوا أشلاء فسيجتمعون بـ«كيس» واحد كما تقول إحدى الأمهات التي تستطيع ببساطة أخذ أولادها والنزوح من غزة لكن إرادتها للحق تفرض عليها الوقوف في وجه سياسة التهجير الصهيونية.
هذا الشعب الصامد الذي لايزال يقاوم عنجهية الاحتلال، حقق بعد 17 يوماً من ملحمة السابع من تشرين الأول الجاري، نتائج مذهلة رغم ارتقاء آلاف الشهداء، وسيكتب التاريخ أن شعباً مقاوماً هز أركان احتلال مدعوم من كل دول العالم وصنع مجداً لا يدانيه مجد.