في غضون لحظات من نشر خبر وفاة الممثل ماثيو بيري، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الحزن والتكريم لنجم مسلسل «فريندز».
وشارك المستخدمون حزنهم على فقدان شخص لم يلتقوا به من قبل، لكن الخبراء كشفوا كيف يمكن للناس أن يحزنوا على شخص غريب.
وجد علماء النفس أن الحداد على وفاة أحد المشاهير يرجع على الأرجح إلى ميل الناس إلى تخليدهم من خلال تجارب الحياة التي تبعث على الحنين إلى الماضي، ويبدو موت الممثل أو الموسيقي كأنه ذكرى مفقودة.
وبالنسبة لأولئك الذين حزنوا على وفاة بيري، قد يكون ذلك نابعاً من حبهم لمسلسل «فريندز» حيث اعتمد العديد من الأفراد على شخصيته، للترفيه عن أنفسهم خلال الأوقات الصعبة.
وقالت الطبيبة أنيسا هانسون: «علاقاتنا مع المشاهير تختلف عن علاقاتنا اليومية، يعتمد ارتباطنا العاطفي مع شخص مؤثر على ما نحتاج أن يكون عليه هذا الشخص لنا خلال اللحظات المؤثرة في حياتنا، لأننا نرتبط بالمشاهير عن بعد، فإننا نميل إلى تخليدهم من خلال تجارب الحياة التي تبعث على الحنين إلى الماضي».
وأضافت: «لا يقتصر الأمر على دمج المشاهير في معالمنا التنموية فحسب، بل إنهم في كثير من الأحيان يقومون بأدوار المرشد أو الشخص الداعم الذي نفتقر إليه».
وقال الطبيب النفسي آدم كونيغ: «في ثقافتنا، هناك فكرة مفادها أن الشهرة توفر على الأقل الخلود الرمزي، وعندما يموت أحد المشاهير، فإن ذلك يعيد حقيقة أنه لا يمكن لأحد الهروب من الموت».
وأضاف: «يمكن بعد ذلك أن تصبح هويتنا مرتبطة بالمشاهير المفضلين لدينا، لذلك عندما يموتون، يؤدي ذلك إلى حدادنا عليهم وعلى هويتنا كمتابعين، لأنه يجب علينا إعادة تقييم الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا بعد وفاتهم، قد نشعر كما لو أن جزءاً منا مات عندما ماتوا، وربما حتى خلق أزمة هوية».