غداً يدخل الدوري السوري لكرة القدم محطته الرابعة، وما تابعناه خلال المراحل الفائتة لم يختلف كثيراً عما كنا نتابعه منذ سنوات من عمر الدوري ذي المستوى المتذبذب، والتصريحات والتبريرات والأخطاء ومشاكل التحكيم وغيرها من العلل التي اعتدنا عليها، واختلفت فقط قيمة العقود العالية التي يتحصل عليها اللاعبون والمدربون، بينما يبقى الجمهور هو الحالة الجميلة التي تبقى علامة فارقة بالكرة السورية.
المؤسف في كرتنا أن من يعنيهم تطوير اللعبة، هم من يتحدثون عن ضرورة التطوير ويلقون باللوم على غيرهم، ولأن الكلام والتصريحات أصبحت بضاعة للتسويق والترويج الإعلامي وأحياناً كثيرة للتلميع والعودة للواجهة فإن هؤلاء يعملون ما بوسعهم للحديث بطريقة فضفاضة عن الوجع الكروي السوري وأهمية رفع مستوى اللاعبين وعن قصص كثيرة اعتدنا سماعها منذ أربعة عقود من الزمن ويتناسون أنهم هم المعنيون بهذا الإصلاح، وأنهم كانوا ولا يزالون جزءاً من هذه المؤسسة الكروية، بل هم سبب أساسي في تأصيل المشاكل ضمن اللعبة من خلال أفكارهم البالية، وسطوتهم الطويلة من دون أي مردود يذكر أو منفعة تعود للكرة أو الأندية، اللهم إلا المزيد من الخيبات التي كانوا سبباً في كونها باتت مزمنة وتنخر بالجسد الكروي من كل مفاصله.
أين يكمن التطوير الذي ننشده، هل بتوزيع المزيد من الشهادات التدريبية، أم بالمحاضرات النظرية، أو بعقود مجزية، أو بتصريحات وهمية، أو بـ«تنفيعات» على حساب اللعبة؟
من المعني فعلاً بتطوير كرة القدم، هل هم المدربون، أم اتحاد اللعبة الذي يجب أن يعتني بأسرته أولاً، وأعني الأندية ويشرف عليها من خلال تنفيذ برامجه، علماً أنه لا يمتلك برامج في الأصل لهذه الغاية، وإلا لما شاهدنا كل هذا التخبط الكروي!؟
أين رؤية أعضاء الاتحاد ولجانه ومحاضريه ومديره الفني من هذا التطوير؟
ولماذا ينشغل أعضاء الاتحاد كثيراً بالسفر واقتسام المنافع من دون الولوج إلى صميم اللعبة ومعالجة مشاكلها؟
بالله عليكم دلونا إن كنا أضعنا البوصلة، ماذا فعل كثير من أعضاء الاتحاد؟
هل افتقدنا الكوادر الكروية في البلد لكي يكلف أعضاء الاتحاد أنفسهم بمهام رسمية بالدوري كمراقبين ومنسقين ومقيمين بأجور كاملة مع أن هذا من صلب عملهم، والمفروض أن يكونوا حاضرين بعيداً عن أي تسمية لأنهم أعضاء اتحاد؟
يبدو أن مهام السفر مع المنتخبات وحدها لا تكفي، وأن المهام بالدوري «محرزة» وليذهب التطوير ومن ينادي به أدراج الرياح، وأن الذين قضوا سنوات عمرهم في كرة القدم «حكواتية» لا تعنيهم مسألة التطوير، و«الحكي» لم يعد ببلاش.