لطالما ارتبط اسم فيروز بزهرة المدائن القدس التي وجهت إليها صلواتها وغنت لها أجمل الألحان فأضحت أغنياتها رمزاً من رموز هذه القضية الإنسانية التي ما زالت حية حتى يومنا هذا تروى بمزيد من البطولات والتضحيات.
وتخليداً لذكرى فيروز ولدورها الفاعل والمهم في دعم القضية الفلسطينية، افتتح غاليري زوايا بدمشق مساء السبت المعرض الفني «فيروز.. بأيدينا سنعيد بهاء القدس»، بمشاركة مجموعة من الفنانين التشكيليين الذين عبروا بريشتهم وألوانهم عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في هذه الأوقات الصعبة والأليمة.
تحية لفلسطين
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بينت منظمة المعرض عائدة سلامة أن هذا المعرض تحية لفلسطين ولأهل غزة وللجيش العربي السوري ولكل مقاوم شريف يدافع عن وطنه.
وعن سبب اختيار فيروز لإرسال هذه التحية، قالت: «اخترنا فيروز لأنها فنانة بحجم القضية والتحية التي أردنا إرسالها إلى المقاومين، ففيروز هي الإنسانة الوحيدة التي تستطيع حملها، وهي التي بشرتنا أنه بأيدينا سنعيد بهاء القدس، والوحيدة التي غنت شام يا ذا السيف، لذلك نحن لا يمكننا أن نوجه تحية إلا من خلالها».
وأوضحت أن التحضيرات لهذا المعرض بدأت منذ أربعة أشهر وبعد انطلاقة طوفان الأقصى تحول موضوعه ليكون تحية إلى غزة.
وجه واحد
وبيّن أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم، أن الفن التشكيلي عبارة عن إثبات وجود للفنانين التشكيليين عن طريق لوحة أو نحت أو أي عمل يقومون به، منوهاً بأن الأعمال الموجودة تحمل وجهاً واحداً وهو فيروز والقدس التي عبر عنها كل فنان بطريقته الخاصة.
وأشار إلى أن فيروز غنت «سنرجع يوماً خبرني العندليب» لذلك هي تمثل الحنية والعاطفة التي تجعلك تعيش الحدث بلحظته، ولذلك قدم الفنانون التشكيليون أعمالاً ارتبطت بفيروز وبدعمها للقدس ليظهروا تضامنهم مع طوفان الأقصى.
ثلاث أغنيات
وقال الفنان التشكيلي إسماعيل نصرة: «فيروز كانت القاسم المشترك بين جميع الفنانين المشاركين اليوم، وأنا معروف عني بأنني من عشاق فيروز ودائماً أعمل من وحي الكلمة واللحن الذي يرافق أغنياتها، لذلك اخترت لهذا المعرض لوحة ثلاثية صغيرة تحكي عن أهم ثلاث أغنيات غنتها فيروز لدمشق ودمجت فيها بين الأسلوبين الواقعي والتعبيري لأوثق الحالة الإبداعية، وكتبت مقطعين من القصائد التي غنتها فيروز للشاعر الكبير سعيد عقل واحدة منها كانت الأخطل الصغير ووظفتها ضمن حالة لونية».
أمل ويقين
وأوضح الفنان التشكيلي نبيل السمان أن: «رمزية فيروز جاءت من أنها غنت للقضية الفلسطينية ولشوارع القدس العتيقة، حيث أردنا (اليوم) أن نعبر عن تضامننا بطريقتنا الخاصة كفنانين مع أهالينا في كل شبر محتل ليس فقط بفلسطين بل حتى في الجولان، ونحن لدينا أمل ويقين بأن النصر قادم بعد كل هذه التضحيات لأننا أصحاب الحق وأصحاب هذه القضية التي سنبقى ندافع عنها طال الزمان أم قصر».
وأضاف: «بالفن والثقافة سننتصر، فالحرب الموجهة إلينا هي حرب ثقافية وليست فقط حرب قنابل، فهناك جهات تسعى إلى إلغاء هويتنا، وهناك تسخير للآلة الإعلامية حتى تشوه الصورة، وليس هناك وصف لما يحدث اليوم إلا أنه فعل همجي وخارج إطار الإنسانية».
رمز الحرية
وبينت الفنانة التشكيلية رندة تفاحة أن فيروز حملت الكثير من القضايا الإنسانية والسياسية وغنت للعواصم العربية وأولها القدس التي نتمنى أن نكون على طريق العودة إليها كما قالت في أغنيتها «زهرة المدائن».
وأوضحت أن الفن وسيلة لنقل أخبار الحقبة التي يعيش فيها الفنان، وريشته كقلم الصحفي والشاعر تنقل المعاناة والألم مع محاولة تجميلهما لتصل الفكرة بطريقة مريحة للنظر ومقبولة بالنسبة للمشاهد، ولذلك فإن الفن مرتبط بقضيتنا الأولى القضية الفلسطينية.
وأشارت إلى أنها شاركت بلوحة واحدة تحمل صورة فيروز الأيقونة التي تعتبر رمزاً للحرية وقد تداخلت معها النوتة الموسيقية، وأنها رسمتها باستخدام الألوان الزيتية إضافة إلى تقنيات أخرى مختلفة.
أحداث أليمة
وقالت الفنانة التشكيلية فايزة الحلبي: «هذه الفعالية جاءت بمناسبة الأحداث الأليمة التي تشهدها فلسطين مؤخراً، حيث اجتمعت أنا وعدة فنانين لنعبر عن تضامننا بريشتنا وألواننا، وأنا شاركت بلوحتين رسمت في إحداهما السيدة فيروز بطريقة تعبيرية وأدخلت في الثانية البيوت الدمشقية لتتلاءم مع هدف المعرض».