رياضة

عفواً

| مالك حمود

ما كنت أتوقع أن تتسبب صافرة واحدة بذلك الموج الجارف من الغضب العارم والواسع التي اجتاحت السوشل ميديا منذ مساء الأحد الماضي، ولا ندري إلى أين ستصل ومتى ستنتهي؟ وذلك على أثر مباراة الكرامة والأهلي بالدوري السوري للمحترفين لكرة السلة.

لسنا بصدد الدفاع عن أحد، لأننا بالأساس لسنا من أنصار أو مناصري أي فريق بدوري السلة، والكل تتساوى مكانتهم في القلب. ولكن دعونا نتحدث بواقعية وبعيداً عن العاطفة الانفعالية.

الصافرة التي احتسبت خطأً شخصياً على لاعب الأهلي جميل صدير بداعي أنه قام بدفع لاعب الكرامة سبينسر لم تكن موفقة، ولم يحصل فيها خطأ كما أعتقد الحكم وبالتالي فالصافرة لم تكن منصفة للأهلي، وأهدت الكرامة فرصة مهمة ساهمت في فوزه في وقت حساس جداً.

غياب الإنصاف عن فريق يعني أنه ظُلم. وهذا لا يعني أن الحكم تقصد ظلم الأهلي، وربما كانت زاوية الرؤية لديه غير واضحة وتسببت في هذه الإشكالية. في مهمة تتطلب اتخاذ القرار الدقيق والمنصف والعاجل خلال ثانية واحدة.

ولو كنت مكان الحكم وهو أقدم حكم دولي وعامل في كرة السلة السورية. لاعترفت بخطئي وأعلنت اعتذاري لكل من ظلمته وأزعجته الصافرة غير الموفقة. مادام الاعتراف بالخطأ فضيلة. فالحكم بشر وجل من لا يخطئ.

وبالوقت ذاته فإن خسارة مباراة يفترض ألا تدفعنا لخسارة أشياء أخرى. وبالتالي فلا داعي للإساءة الواسعة والتشكيك بنزاهة الحكم وكيل الاتهامات له.

فالحكم إنسان وكغيره من البشر يخطئ ويصيب. وله مشاعر وكرامة وعائلة. ومن المؤلم أن نجد هذه القسوة تجاهه.

في وقت يعتبر فيه التحكيم من أصعب المهن في مجتمعنا. وكل ما يتقاضاه الحكم لا يعادل شتيمة واحدة بشرفه وعرضه. وهو الذي يقضي الأيام والليالي على طرقات السفر لتحكيم المباريات وفي ظرف تحكيمي صعب وسط محدودية عدد الحكام الدوليين. بينما يجب التأني على حكامنا الشبان ريثما يكتسبون الخبرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن