عشرون عاماً على إطلاقه … «فيسبوك» وسيلة التواصل الأساسية التي يأخذ الناس ثقافتهم وأخبارهم عنها!!
| وائل العدس
في شباط عام 2004، أطلق مارك زوكربيرغ موقع «فيسبوك» من مسكنه في جامعة هارفارد، باعتباره فكرة للتواصل بين بعض طلاب الجامعة، ليتحول بعد ذلك إلى أشهر تطبيقات التواصل الاجتماعي في العالم، وأكثرها استخداماً.
وعلى حين أن الموقع يساعدنا على التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة الذين لم نرهم منذ فترة طويلة، ويدعم الشركات الصغيرة، فإن تاريخه الممتد لعشرين عاماً كان مليئاً بالجدل.
النشأة الأولى
عندما أطلق زوكربيرغ طالب علوم الكومبيوتر وعلم النفس، موقع «فيسبوك»، كان مخصصاً لطلاب جامعته فقط، ولم يكن مفتوحاً لعامة الناس على نطاق واسع.
لقد تم تصميم الموقع في الأساس حتى يتمكن الطلاب من تبادل المنشورات والرسائل.
وجاء انطلاق «فيسبوك» مباشرة بعد تأسيس موقع «ماي سبيس» منافسه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولم يكن موقع زوكربيرغ يحقق أي أرباح، وكان خالياً من الإعلانات تماماً.
وبعد أيام قليلة من إطلاقه، واجه زوكربيرغ اتهامات من زملائه بجامعة هارفارد بسرقة فكرتهم الخاصة بشبكة اجتماعية مماثلة أنشؤوها، وادّعوا أن زوكربيرغ ساعدهم في مشروعهم، وسرق الفكرة منهم بعد ذلك؛ لكنهم وافقوا في النهاية على تسوية قضيتهم القانونية في عام 2008، مقابل 65 مليون دولار.
بداية، لم يكن بإمكان الأشخاص تحميل الصور على حتى عام 2005؛ حيث أتاح الموقع حينها لمستخدميه القدرة على وضع الصور في ألبومات فرعية.
وقد أدى إدراج الصور أيضاً إلى ظهور مفهوم «الصورة الشخصية».
وقبل عام من إطلاق أول هاتف «آيفون»، أطلق «فيسبوك» نسخة له مخصصة للهواتف الجوالة للجيل الأول من مستخدمي الهواتف الذكية.
وفي عام 2006، توسع «فيسبوك» ليشمل أي شخص يدّعي أنه فوق 13 عاماً، بغض النظر عما إذا كان لديه انتماء إلى إحدى الجامعات أم لا.
ومع التوسع، أطلق الموقع ميزة «موجز الأخبار» الذي نشر مفهوم التصفح للأخبار، ومجموعة مختارة من المنشورات.
وكان عام 2006 أيضاً العام الأول الذي واجه فيه «فيسبوك» جدلاً كبيراً. واضطر زوكربيرغ إلى الاعتذار للمستخدمين، بعد أن بدأت إحدى الميزات في إرسال بياناتهم إلى أطراف ثالثة لإنشاء إعلانات مستهدفة، كما قامت بعرض سجل الشراء الخاص بهم في ملفاتهم الشخصية دون موافقتهم.
وجلبت السنة الرابعة معها كثيراً من الإنجازات الأولى؛ حيث سمح الموقع بنشر مقاطع الفيديو والصفحات، وانتشرت الإعلانات عليه بشكل ملحوظ.
وأدى انتشار الإعلانات « إلى خلق تدفقات ضخمة من الإيرادات، ومنح الشركات طريقة جديدة لتسويق نفسها عبر الإنترنت.
كما سمحت الصفحات للشركات والمؤسسات الأخرى بالانتشار بشكل احترافي أيضاً.
تطورات كبيرة
في عام 2008، أطلق «فيسبوك» تطبيق المراسلة الفورية الخاص به والذي أصبح في عام 2011 تطبيقاً منفصلاً يعرف باسم «ماسنجر».
وشهد هذا العام اختراقاً للبيانات تم فيه نشر تواريخ ميلاد أكثر من 80 مليون مستخدم على المنصة.
وفي عام 2009 أضيف زر «أعجبني»، ولمنافسة «تويتر» الذي تم إطلاقه في عام 2006، قدم «فيسبوك» أيضاً ميزة الإشارة إلى الأشخاص في الصور والمشاركات والتعليقات.
وبحلول منتصف عام 2010، وصل عدد مستخدمي الموقع إلى 500 مليون مستخدم، مع إضافة فكرة إنشاء «المجموعات» أيضاً لأول مرة.
في عام 2012، اشترت شركة «فيسبوك» تطبيق «إنستغرام»، مقابل مليار دولار.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، وصلت المنصة إلى إنجاز جديد، يتمثل في وصول عدد المستخدمين إلى مليار مستخدم، أي سُبع سكان العالم.
وفي عام 2014، اشترت «فيسبوك» تطبيق «واتس أب» في 2014، مقابل 19 ضعف المبلغ الذي دفعته في «إنستغرام».
وخلال عام 2016، أطلقت «فيسبوك» ميزة البث المباشر، وبعدها بعام أطلقت ميزة القصص بعد عام من إطلاقها على «إنستغرام».
وفي عام 2021 أعلنت شركة «فيسبوك» تغيير اسمها إلى «ميتا»، وهي كلمة يونانية تعني «ما بعد».
وأطلقت «ميتا» العام الماضي تطبيق «ثريدز» لمنافسة «تويتر»، وبحلول نهاية العام.
وظائف متعددة
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي الوسيلة الأساسية التي يستخدمها الناس، وعلى سيبل المثال قضى نصف عدد مستخدمي الأجهزة المحمولة في أنحاء العالم نصف وقتهم على التطبيقات الاجتماعية، العام الماضي.
وارتفع إجمالي الوقت المستغرق في استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي على أجهزة «أندرويد» التي تمثل نحو 70 بالمئة من الهواتف والأجهزة اللوحية في العالم، بنسبة 42 بالمئة، منذ عام 2020، إلى 2,3 تريليون ساعة، العام الماضي.
ويساعد «فيسبوك» في إبقاء الفرد على اتصال مع أهله وأصدقائه الذين ليسوا قريبين منه، حيث يعتبر موقعاً إخبارياً شخصياً يتضمن قصصاً وأحداثاً تدور حول الأشخاص المعروفين للشخص، ويتم ذلك من خلال قيام المستخدمين بنشر الصور والتحديثات المتعلقة بأمور حياتهم المختلفة على صفحاتهم الخاصة، ثم تظهر هذه التحديثات وتكون مرئية من جميع الأشخاص الذين يتشاركون الصداقة على الموقع.
وبمجرد فتح الشخص لحسابه أو تحديث صفحته؛ ستظهر له جميع منشورات الأصدقاء ومشاركاتهم، ويمكن للأصدقاء كتابة ملاحظة صغيرة أسفل هذه المشاركات.
ويمكن للأصدقاء التواصل من خلال إرسال الرسائل الخاصة الشبيهة برسائل البريد الإلكتروني، وبذلك يعتبر «فيسبوك» من أفضل الوسائل التي تمكن الفرد من البقاء على إطلاع ومعرفة بجميع أمور حياة أهله وأصدقائه حتى لو لم يكن قريباً منهم.
ويعتبر «فيسبوك» أحد أهم المواقع الإخبارية على الإنترنت، حيث إنه وفقاً لدراسة قام بها مركز بيو للأبحاث فإن موقع «فيسبوك» يعتبر من أفضل المواقع الإخبارية على الإنترنت، حيث تلجأ العديد من المؤسسات والشركات الراسخة إلى استخدامه في مجال أعمالها، وتتلقى أعداداً كبيرة من الزيارات على صفحاتها، ما يدل على قدرة وسائل الإعلام الاجتماعية على التطور، وتزويد القراء بالمعلومات التي يهتمون بها.
كما يلجأ العديد من المؤسسات والشركات إلى استخدام «فيسبوك» كوسيلة للإعلان والتسويق، حيث يعتبر موقع الفيس بوك أحد الطرق الأكثر أهمية في الترويج والتسويق.
كما يلجأ الكثيرون إلى استثمار استخدام «فيسبوك» من خلال استخدامه في نشر الإعلانات للعديد من العملاء المختلفين، كما يعتبر أحد الطرق التي تمكن أصحاب الأعمال من البقاء على تواصل مع العملاء الذين يتعاملون معهم في الوقت الحاضر.
أهداف وفوائد
أثبت العديد من الدراسات العلمية الحديثة أن وسائل التكنولوجيا الحديثة تساعد في الاسترخاء وخفض معدل ضربات القلب وذلك من خلال التفاعل مع «فيسبوك» وإيجاد التسلية ومتابعة الأخبار من خلاله.
كما يتيح زيادة الثقة في النفس، ويساعد ذلك على تحسين تقدير الذات من خلال تفاعل الآخرين وفقاً دراسة أخرى.
كما يعد وسيلة استثمار مناسبة للوقت والصحة والجسد، لأنه يحتوي على مجموعة من الألعاب التي تساعد في التسلية.
ويساعد في إجراء عمليات الشراء لأي منتج ترغب فيه عبر الصفحات المتعددة الموجودة، كما يمكن إجراء عمليات البيع وتحقيق الكسب المادي.
من أكثر الفوائد المتميزة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور.