المقاومة واصلت تصديها لتوغلات قوات الاحتلال على أكثر من محور في قطاع غزة … حماس قدمت ردها حول «مبادرة باريس».. وإسرائيل: لن نوقف القتال
| الوطن - وكالات
بين أروقة السياسة وميدان المعركة، واصل الكيان الإسرائيلي بإرسال رسائل التحدي إلى كل من المجتمع الدولي عبر قصفها رفح، رغم تحذير الأمم المتحدة من أن أي تحرك من جانب إسرائيل لغزو مدينة رفح الجنوبية المكتظة بالسكان قد يؤدي إلى جرائم حرب، وإلى الإدارة الأميركية التي يجول وزير خارجيتها في المنطقة ساعيا للتوصل إلى اتفاق هدنة وصفقة تبادل الأسرى، لتضع العراقيل في طريقه قبيل وصوله إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعلن عدم القبول بوقف «إطلاق النار»، على حين واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لتوغلات قوات الاحتلال على أكثر من محور في قطاع غزة.
تطورات الساعات الأخيرة من يوم أمس حملت قيام حركة حماس بتسليم ردها حول اتفاق الإطار في باريس لقطر ومصر، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة.
قناة «روسيا اليوم» نقلت عن الحركة قولها في بيان: «تعاملت الحركة مع المقترح بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى».
إسرائيل سارعت عقب رد حماس، وبلسان مسؤولون منها بالتأكيد أن حماس وضعت شروطا مستحيلة في ردها على اتفاق الإطار في باريس و»جوابها هو لا».
صحيفة «يديعوت احرنوت» الإسرائيلية نقلت عن المسؤولين قولهم إنه «في ظاهر الأمر، قالت حماس نعم للإطار، لكنها وضعت شروطا مستحيلة، وعلى أي حال، فإن إسرائيل لن توقف القتال، في ظل الظروف المستحيلة، فإن رد حماس يشبه الرد السلبي».
بدوره قال نتنياهو خلال لقاء ممثلين عن عائلات القتلى الإسرائيليين خلال العدوان على غزة أن إسرائيل ستواصل القتال بغزة «حتى تحقيق النصر».
وفي السياق واصل وزير خارجية أميركا انتوني بلينكن زيارته للمنطقة وقال في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن أنه سيناقش رد حماس مع إسرائيل، اليوم خلال زيارته للكيان.
ونقلت قناة «سكاي نيوز» عن بلينكن قوله: «سيتعين القيام بالكثير من العمل، لكن أميركا مستمرة في الاعتقاد بإمكانية التوصل لاتفاق، نحن نركز على الوضع في قطاع غزة بعد الحرب وإحلال سلام وأمن دائمين في المنطقة، أميركا ملتزمة باستخدام أي هدنة لمواصلة البناء على المسار الدبلوماسي للمضي قدما نحو سلام عادل ودائم».
وفي وقت سابق أكد بلينكن خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة حرص بلاده على استمرار التنسيق والجهود المشتركة مع مصر، للتوصل إلى تهدئة وحماية المنطقة من اتساع نطاق الصراع، مشيداً بالجهد المصري المقدر الداعم للأمن والاستقرار في المنطقة.
التطورات السياسية رافقها تطور ميداني لافت على صعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذكرت «روسيا اليوم» أن الطائرات الإسرائيلية شنت سلسلة من الغارات العنيفة (حزام ناري) على المناطق المحاذية للحدود المصرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وذكرت أن الطائرات الإسرائيلية نفذت 3 غارات على الأقل على مناطق الحدود المصرية الفلسطينية حيث جرى قصف بوابة صلاح الدين، وهي بوابة معبر رفح من الجانب الفلسطيني، والثاني بالقرب من جمعية الأمل لتأهيل المعاقين والثالث قرب مسجد ذو النورين.
العدوان الإسرائيلي على رفح جاء رغم تحذير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن «أي تحرك من جانب إسرائيل لتوسيع غزوها الشامل لقطاع غزة ليشمل مدينة رفح الجنوبية المكتظة بالسكان قد يؤدي إلى جرائم حرب يجب منعها بكل السبل».
وفي وقت سابق من يوم أمس أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان حسبما ذكرت وكالة «سانا» أن الاحتلال الإسرائيلي يشدد حصاره على مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس ويقصف محيطه مهدداً حياة الكوادر الطبية والجرحى والنازحين الموجودين فيه، موضحة أن الاحتلال يضع حياة 300 من الكوادر الطبية و450 جريحاً و10 آلاف نازح في دائرة الخطر المباشر.
الى ذلك واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لمحاولات قوات الاحتلال التوغل في القطاع، واستهدفت بحسب قناة «الميادين» حشود وآليات الاحتلال الإسرائيلي عند أكثر من محور في القطاع، بالتزامن مع استهداف كتائب القسام الجناح العسكري لحماس طائرة مروحية من طراز «أباتشي» بصاروخ «سام 7» غرب مدينة غزة.