قدم المنتخب الأردني لكرة القدم دروساً مهمة في عالم كرة القدم من خلال مشاركته في النهائيات الآسيوية التي تقام فعالياتها في دولة قطر، وأول هذه الدروس هي الشجاعة في مواجهة المنافس بطريقة فنية لا تقلل من قيمة الخصم، ولا من شخصية الفريق مطلقاً.
المدرب المغربي حسين عموته الذي لاقى الكثير من الانتقاد والاستهجان عرف من خلال الثقة التي منحها له اتحاد اللعبة كيف يدير فرقته بكل مهارة واقتدار، ولم يكن خصماً سهلاً بالمطلق وهو الذي استفاد من خسارة اليابان قبل البطولة ومن حلوله ثالثاً في مجموعته ليصعد السلم درجة ويصل إلى المباراة النهائية التي ستقام يوم السبت القادم.
عموته الذي عرف كيف يتعامل مع المواهب التي بين يديه، ويصنع منها فرساناً مقاتلين، وليس مجرد لاعبين، كسب احترام الجميع بذهنيته التكتيكية العالية ولم يجعل الخوف يتسرب إلى لاعبيه وخصوصاً أمام أقوى فريق في البطولة وأكثرها تقانة وتميزاً والمرشح الأول للبطولة ألا وهو المنتخب الكوري الجنوبي الذي تعطلت كل مفاتيح لعبه أمام رجولة النشامى الين أيقنوا أن كرة القدم لم تعد مجرد تكتيك عالٍ ولاعبين مخلصين للقميص، بل رجولة في الأداء ورغبة في التحدي وهما سلاحان فعّالان في عالم المستديرة اليوم.
وفي المقابل خرج أسود الرافدين من البطولة عندما أيقنوا أن مهمتهم انتهت بالفوز على المنتخب الياباني وغالوا كثيراً في الاحتفال والثقة المفرطة في النفس فكان الثمن خروجاً من البطولة بطريقة مؤسفة محاولين تحميل أسباب الخروج لأشياء بعيدة عن اللعب والملعب.
النهائيات الآسيوية حفلت بدروس كثيرة يجب الاستفادة منها لو أردنا رسم خريطة طريق للمستقبل بعيداً عن أي بهرجة لا تؤدي الغرض، فما حققه منتخبنا الوطني لا يتعدى كونه حالة يجب أن تتحقق ويبنى عليها في ظل وجود متغيرات جديدة يجب استثمارها بطريقة أفضل من أجل الوصول لمكانة أكثر تقدماً على الساحة القارية التي باتت كرتها متفوقة علينا كثيراً في تفاصيل مهمة أصبحت معروفة للجميع.