معرض النحت السوري لملتقى أورنينا بحمص … يضم مجموعة كبيرة من المنحوتات وأعمال الرسم على الزجاج ونماذج عن الآثار في متحف تدمر الأثري
| عبد الحكيم مرزوق
أقيم معرض النحت السوري في مبنى مطرانية السريان الكاثوليك بحمص بمشاركة مجموعة من النحاتين بالإضافة لأعمال الرسم على الزجاج وهم: جمال إسماعيل، ياسين أحمد رستم، محمد رستم، ناظم طراف، يحيى كعكة، جهينة حاكمي، رانية محمد، إنصاف سلامة، علي فخور، أحمد الكردي، كريم دردر، محمد عروق، محمد حميدان. وقد اشتمل المعرض على مجموعة كبيرة من المنحوتات وأعمال الرسم على الزجاج ونماذج من مجسمات مصغرة عن الآثار الموجودة في متحف تدمر الأثري وقد قال ريمون كبرون رئيس مجلس إدارة ملتقى أورنينا للثقافة والفنون:
نصنع من الحجر الأصم حياة
هذا المعرض للنحت السوري بعنوان نصنع من الحجر الأصم حياة وهو يعني إعادة الحياة لتاريخ سورية النقي الحضاري الثقافي من خلال أعمال يغلب عليها الطابع التراثي من الحقبة الآرامية أو السريانية والحقبة التدمرية، حيث ترك المجال للفنان أن يعبر عما يريد وبما يحلم وهذا المعرض يحمل الرقم عشرة ويشارك فيه مئة عمل نحتي لعشرة فنانين من بعض محافظات القطر: دمشق، اللاذقية، حمص، وأضاف: دور المعرض ثقافي، وأورنينا دورها ثقافي تراثي من خلال إحياء التراث السوري وإحياء الحضارة السورية والعمل على بعثها من جديد كحضارة وازنة وواعية، وليس أجمل من العمل بتاريخ وحضارة بلادنا سورية التي نقلت المسرح إلى اليونان والحضارة إلى أوروبا التي لم تكن قبل الآراميين هكذا.
تعريف بحضارتنا وتاريخ أجدادنا
النحات ياسين رستم قال: شاركت بحوالي أربعين عملاً نحتياً ولوحات الكتابة المسمارية لأنها لغتنا وحضارتنا بالإضافة إلى لوحات حجرية تمثل جلجامش وإنكيدو، وتماثيل لبعض الملوك السومريين وملك ماري ومنحوتة لربة الينبوع وتمثال لامرأة كانت تخدم المعبد، وهذا المعرض هو تعريف بحضارتنا وتاريخ أجدادنا الذين قدموا الثقافة ونحن الآن نطوّر ثقافتنا وتراثنا القديم في الرسم والنحت عبر هذا التجمع الثقافي الفني المجتمعي.
نعيد إحياء التراث
الفنان أحمد الكردي تحدث عن مشاركته في المعرض قائلاً: شاركت بعدة لوحات تمثل الرسم على الزجاج وهي من ضمن الفنون التراثية الجمالية التي نشتغلها وبأساليب متعددة كالبارد الحراري والدمج وهناك نمط جديد هو مشاركة الذهب مع ألوان الزجاج الذي يعطي رونقاً جديداً للزجاج وقيمة فنية جمالية لأن الذهب لا يخفي جماله في القطع الفنية سواء عبر صحون الضيافة أم الصحون التي تستخدم في العرض، وهناك شي جديد هو قسم القيشاني الذي لا يتم شغله في حمص، ولكننا نعيد إحياء التراث ونعمل به منذ فترة وجيزة عليه وقد لاقى قبولاً لم نكن نتوقعه.
لوحات مصغرة تمثل آثار تدمر
محمد حميدان قال إنه يشارك بعدة لوحات مصغرة تمثل بعض القطع الأثرية الموجودة في متحف تدمر مثل لوحة تدمرية، أسد اللات، حسناء تدمرية، معبد بعل، لوحة بانورامية لمدينة تدمر، رجل السلام يحمل بيده غصن الزيتون وحمامة زبداي قائد جيش زنوبيا.
المرأة نبع الحياة
النحات والفنان التشكيلي كريم دردر شارك بعملين نحتيين الأول اسمه ضوء القمر مصنوع من مواد خليطة والثاني استحضار ومادته الأساسية من الخشب، وشارك ناظم طراف بسبعة أعمال فنية محورها المرأة ومادتها الأساسية المستخدمة في صناعة المنحوتات الأولى بعنوان نبع الحياة، نظرة ثاقبة، أنثى الكوبرا، أنثى البجع، وهي خليط من الإسمنت والجبصين والرمل والغراء، وقد ركزت على المرأة لكونها نبع الحياة والطبيعة وتشكل كل شيء في هذه الحياة بالإضافة لأعمال ثلاثة مصنوعة من الخشب الخفيف.
تمثل الخطوة الأولى في النحت
جهينة حاكمي شاركت بعدة منحوتات لفينوس تمثل الخطوة الأولى في النحت وهي لوحة آشورية علمتها أشياء عن التاريخ والفن، وفينوس هو آلهة رومانية يمثل الحب والرخاء والنصر أيام الرومان وهو مشهور وغني عن التعريف وقد اتجهت نحو فن النحت لأنه غير مطروق فيه تفاصيل كثيرة غير موجودة في عالم الرسم وهناك أشياء لا يمكن فهمها إلا من خلال الدخول في عالم النحت على حسب تعبيرها.
محمد رستم شارك بأعمال واقعية بالإضافة لمنحوتة تمثل وجه الشهيد خالد الأسعد وأعماله تنتمي للمدرسة التعبيرية أكثر من كونها واقعية.
العمل النحتي يلامس الأحاسيس بشكل مباشر: وقالت الفنانة التشكيلية سناء المصري عن المعرض: معرض النحت فكرته جيدة ويحرض الجانب الفني والإبداعي عند الفنانين، وقد شاهدنا مستويات متفاوتة (فنياً) في معروضات اليوم والعمل النحتي يلامس الأحاسيس بشكل مباشر ويترك أثراً جميلاً على المشاهد المتلقي (الجمهور)، وهناك أعمال فنية على مستوى جيد من حيث تقنية التنفيذ وتفتقر في بعضها إلى اللمسة الجمالية الأكاديمية، ويكفينا في هذا المعرض أننا نرى ما في بلدنا من موجودات أثرية ونضيء عليها لأن بعضها ضاع أو اندثر لأسباب عديدة ربما منها الحروب.