الصين تشارك العالم احتفالاتها برأس السنة القمرية الجديدة … الرئيس شي: البلاد أضافت يقيناً وطاقة إيجابية إلى عالم يتسم بالتغير والاضطراب
| الوطن
جدد الرئيس الصيني شي جين بينغ التأكيد على معارضة بلاده أي تدخل خارجي في شؤونها والتزامها القوي بالدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، وأشار إلى أن بكين اتخذت خطوات جديدة تتعلق بتحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة.
جاء ذلك في كلمة، قدم فيها الرئيس الصيني نيابة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة الصيني، التهاني بمناسبة «عيد الربيع» لجميع الصينيين، خلال حفل استقبال بقاعة الشعب في بكين أول من أمس، وتلقت «الوطن» نسخة منها.
وهنأ شي الشعب الصيني بجميع مجموعاته القومية والأهالي في هونغ كونغ وماكاو وتايوان والصينيين في الخارج، وقال: «جمعنا القوة من تحديث صيني النمط، وأخذنا في الاعتبار الضرورات المحلية والدولية، وتغلبنا على العديد من الصعوبات والتحديات، وأحرزنا تقدماً قوياً في رحلة جديدة نحو بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل».
وأضاف: «خلال العام الماضي، التزمت الصين بالمبدأ العام المتمثل في السعي لتحقيق التقدم مع الحفاظ على الاستقرار، وعززت التعافي الاقتصادي»، وفي معرض سرده للتقدم الذي حققته الصين، قال الرئيس شي إن الإصلاح والانفتاح واصلا التعمق في الصين، وجرى الانتهاء بشكل أساسي من جولة جديدة من إصلاح مؤسسات الحزب والدولة، وواصلت البيئة الإيكولوجية للبلاد التحسن، واتُّخذت خطوات جديدة بشأن تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة.
وأوضح شي قائلاً: «إننا ندعم بنشاط هونغ كونغ وماكاو في الاندماج بشكل أفضل في الوضع الشامل للتنمية الوطنية، ونعارض بشدة الأعمال الانفصالية الساعية لما يسمى «استقلال تايوان» ونعارض تدخل القوى الخارجية، وندافع بكل قوة عن سيادة بلادنا وأمنها ومصالحها التنموية».
وفي معرض إشادته بجهود الصين القوية في دفع دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، قال الرئيس شي: «إن البلاد أضافت يقيناً وطاقة إيجابية إلى عالم يتسم بالتغير والاضطراب»، وأشار إلى أن عام 2024 يوافق الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ويُعد عاماً رئيساً لتحقيق أهداف ومهام الخطة الخمسية الـ14 (2021-2025).
وشدد على ضرورة الالتزام بالاتجاه العام للعمل الذي يسعى نحو تحقيق تقدم مع الحفاظ على الاستقرار، وتعزيز الحيوية الاقتصادية بشكل فعال، ودرء المخاطر وحلها، وتحسين التوقعات الاجتماعية، وترسيخ الاتجاه الإيجابي للتعافي الاقتصادي وتعزيز هذا الاتجاه، ومواصلة تحسين حياة الشعب ورفاهيته، وكذلك الحفاظ على تناغم واستقرار شاملين على الصعيد الاجتماعي.
واحتفل الصينيون حول العالم برأس السنة القمرية، التي تعتبر الأهم في الثقافة الصينية، حيث يمثّل هذا العيد أهم وأضخم الأعياد في الثقافة الصينية، إذ يرمز إلى بداية دورة حياتيّة جديدة، وهو تقويم مرتبط أيضاً بالموسم الفلاحي في الصين.
ويمثّل حلول السنة الجديدة بداية فصل الربيع في الصين وبداية موسم تفتح الأزهار وعودة الدورة الطبيعية بعد فصل الشتاء الذي عادة ما يكون قاسياً في الجزء الشمالي من البلاد نظراً لبرودة الطقس وتساقط الثلوج.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كان قد تقدم بأحر تهانيه بحلول العام القمري الجديد خلال شريط فيديو بمناسبة الاحتفال بعام التنين، وقال: «أشكر الصين والشعب الصيني على دعمهم الثابت للأمم المتحدة والتعددية والتقدم العالمي، ويمكننا تحقيق مستقبل مستدام وعادل وسلمي».
وحرصت كبار الشخصيات والرؤساء من مختلف البلدان على إرسال تحياتهم إلى الشعب الصيني حيث تتوالى رسائل التهنئة من قادة الدول ورؤساء الحكومات والمسؤولين الرسميين، تعبيراً عن تقديرهم لهذه المناسبة وأهميتها الثقافية.
وفي وقت سابق، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في أعمال دورتها الـ78 قراراً بالإجماع، بإدراج السنة القمرية الجديدة، عيد الربيع الصين، ضمن قائمة الأعياد الرسمية في الأمم المتحدة وذلك في خطوة تجسّد تقدير واهتمام العالمي تجاه عيد الربيع.
الصينيون حرصوا على الوجود أمام شاشات التلفاز لمشاهدة سهرة عيد الربيع، وهو البرنامج الأكثر مشاهدة على مستوى العالم، مواصلين تقليداً بدأ منذ عام 1983، واستلهمت سهرة عيد الربيع الثقافة التقليدية، بما في ذلك الأغاني والرقصات والأوبرا وحملت محتوى غنيّاً دمجت «الفكر والفن والتكنولوجيا»، باستخدام أساليب تفاعلية مميزة ومبتكرة، وتسعى جاهداً لتقديم وليمة ثقافية رائعة للشعب الصيني والأصدقاء من جميع أنحاء العالم في ليلة رأس السنة القمرية الصينية الجديدة.