إنَّ الفعل الثقافيّ هو من أرقى الأفعال على الإطلاق وإذ نقرأ مناهج يسمو بها الأمر الثقافيّ ودوره المهم.
يسمو حتى ليبلغ «ذروة الهدف الثقافيّ المرجوّ بالفعل» وذروة الخبر الثقافيّ الذي يُراد الاقتباس منه ومن بعض نوره ومنطقه الفكريّ الإنسانيّ الذي يُراد بالدرجة الأولى..
يُرادُ أن يُستوحى من عظيم أمره بشكلٍ صحيحٍ يُترجم ما هو المبتغى الثقافيّ والهدف النبيل من هذا الفعل الثقافيّ المهم، ومن تجلّياته المُثلى التي يُفترض أن يُبنى عليها، يُفترض أن يُبنى على «ركائز الأمر المعرفيّ» وجوازم فعله المهم.
وبالتالي يُفضّل أن يُقرأ كلّ نهجٍ معرفيّ تُستثمر قضاياه الثقافيّة في خدمة المجتمع وبالتالي تظهر في أبهى تجلّياتها حيث تُصاغُ المسوّغات الفكريّة بشكلها الأجمل..
وحيثُ يتم إظهار آلية التناص الفكريّ الثقافيّ ويُسترشد إلى ماهيّة أمرها وعُراها الوثقى التي تُظهر «الثقافة وأمرها العظيم» وتجعلها تنضوي تحت المُسمّى بلاغة الأمر الثقافيّ وكلّ ما يمتدُّ إليه وهنا يُقصد بلاغة الشيء المعترف به فكرياً وثقافياً وبالتالي تُصبح فاعلة ومنفعلة بالمشهدين الثقافيّ والحياتي على حدٍّ سواء، وتجعل بالتالي مفهومه الثقافيّ يُجتبى بكل مقوماته ومفاهيمه الخاصة والعامة.
تجعل الرؤى الفكريّة واضحة الأفكار والمعالم مما يُبلور «ماهيّة الأمر الثقافيّ» بكل شجونه وعلائمه التي تحمل ماهيّة البلوغ المعرفيّ.
والشيء الأمثل الذي يدلُّ على عظمة المعارف التي ترد تباعاً ويؤرّخ ورودها ماهيّة الفعل الأدبيّ الفعال في حياة المجتمعات، كما يؤرّخ أمرها المهم الذي يجب الاحتكام إليه في كلّ المجالات الآنفة الذِكر، ويُبلور قوة الشيء الذي يجب الاحتكام إلى سماع صوته الأقوى وضميره الأسمى.
ومن هنا يُرَى ضرورة الإبقاء على الصوت الثقافيّ وكأنّه الصوت الأعلى ويجب أن يُوضع ويبقى صوت التجلّيات الثقافيّة في مُقدمة ما يُمكن وضعه بالفعل وما يمكن التزود به والبناء على فحوى أمره.
ومن هنا تُستقرأ مناهج الثقافة وجماليّة أمرها وتُوضع علائم الثقافة ومُدركات نورها المعرفيّ الذي يُحتكم إليه في بدءِ الكلام وبدء التجلّيّ الثقافيّ.
ومن هنا يُعرف بأن للثقافة ذلك الأمر العظيم الذي تُقرأ ملامحه بحسب كلّ المسوغات الفكريّة التي تتبع له، وتتسع بفضلها كلّ المدارات الوصفية لشيءِ يُعزّز بنية المفهوم الثقافي.
وبالتالي يبني أبعاداً مختلفة في علم المنطق المعرفي وكلّ ما يدور في دائرته الصُغرى والكبرى على حدّ سواء.
ويضعنا أمام الشيء الذي يُسمّى جوازم الفعل الثقافي الذي يُشكّل الأمر المجزوم ثقافياً الذي يتبع لهذه الثقافة وتلك، والذي يُكوّن ماهيّة تكوينها الجماليّ والمبدئيّ، وبالتالي يُبرز بعض قيمها المعرفيّة وبعض خصائصها الخاصة والعامة..
فعندما نستقرئ بعض قيمها المعرفية وبعض خصائصها الخاصة ونستقرئ «تجلّيات البُعد الثقافيّ» ندرك بأن الثقافة صوت العقل الإنساني.. وهي اندماج منطق الأشياء مع روح الجمال، وبالتالي قد تُمثّل تماهي قوّة الإدراك العقلانيّ مع مسببات وموجبات الأمر الثقافي.. هذا الأمر الذي نحن في طور الحديث عنه وعن طرائق تكوينه الأمثل، وما نزالُ نتحدث عن منطق مُثاقفة الأشياء التي تتبع له في بادئ الأمر وخبره المستعجل الحدوث.
وتوقدُ شيئاً من جذوته المثلى وتعمل على ترميم بينات أمره ويُستودع فعله المهم بين قابيّ التفكير الثقافيّ الصحيح وجوازم أمره الجماليّ والإنسانيّ وبالتالي تُوضع أهدافهما السامية المرجوة بين قابيّ الرقي وجوازم الثقافة وسموّ أمرها وهدفها العظيم.