قطع خطوط إمدادهم وقتل وجرح العشرات منهم بينهم أجانب … الجيش يستهدف بمدفعيته مواقع «النصرة» ومسيّراته تلاحق إرهابيي «خفض التصعيد»
| حلب - خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن – وكالات
شكلت «المسيّرات الانتحارية» سلاحاً نوعياً جديداً بيد الجيش العربي السوري، تمكن من خلالها من اصطياد إرهابيي منطقة «خفض التصعيد» في إدلب والمناطق المجاورة لها، وإعاقة تنقلاتهم وتعطيل طرق إمدادهم، ما فرض معادلة جديدة أربكت الإرهابيين ومشغليهم.
ولم يعد بمقدور الإرهابيين التنقل بحرية وأمان بين خطوط جبهات القتال الخلفية والأمامية ولا حتى مد الأخيرة عند خطوط التماس بالسلاح والذخيرة، بعدما غدا بمقدور الجيش السوري عبر الطيران المسيّر الانتحاري استهداف الدراجات النارية في الطرقات الوعرة والإرهابيين داخل أنفاقهم.
وقالت مصادر محلية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وفي سهل الغاب غرب حماة لـ«الوطن» إن إرهابيي المنطقتين باتوا يحسبون ألف حساب لطائرات الجيش الانتحارية، بعد مقتل الكثير من الإرهابيين بعملياتها النوعية، كما حدث أمس حين استهدفت مسيّرة مفخخة سيارة على أطراف كفرعمة بريف إدلب الغربي، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين، أحدهما قيادي «بالنصرة»، وأول من أمس في محور الملاجة بجبل الزاوية ومحور اشتبرق بسهل الغاب.
وأكدت المصادر مقتل عدد كبير من الإرهابيين في إدلب، بينهم أجانب من «الحزب الإسلامي التركستاني» وما يسمى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم جبهة النصرة والتي تقود ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، وذلك من خلال الطيران المسيّر الانتحاري للجيش السوري، والذي دمر آليات عسكرية للإرهابيين بمن فيها وبعمليات موثقة بتسجيلات فيدو، الأمر الذي تسبب بموجة ذعر في صفوف إرهابيي إدلب، مع فشلهم في التصدي للمسيّرات.
وأشارت المصادر المحلية إلى أن ذلك فرض على متزعمي الإرهابيين إطلاق تعاميم تمنع الإرهابيين من التنقل إلا تحت جنح الظلام للتبديل مع زملائهم في نقاط تمركزهم عند خطوط الجبهات أو نقل الذخيرة والعتاد العسكري في معظم مناطق إدلب التي يغطي سماءها الطيران المسيّر الانتحاري للجيش العربي السوري.
وذكرت أن العام الجاري شهد استخدام سلاح «المسيّرات الانتحارية»، بشكل مكثف من الجيش العربي السوري ضد إرهابيي «خفض التصعيد»، بمن فيهم المتمركزون بريف إدلب الشمالي الشرقي، كما في محيط بلدة معارة النعسان حيث قتل 6 إرهابيين من «النصرة»، وفي ريف حلب الغربي، حيث نفذت عملية هجوم نوعية ودقيقة بالقرب من بلدة تقاد قتل فيها 5 إرهابيين من «أنصار التوحيد».
وتزخر «المسيّرات الانتحارية» بمواد متفجرة شديدة الانفجار مثل «تي إن إي» و«سي فور»، تنفجر بالهدف لدى ارتطامها به وتسبب بتدميره، إضافة إلى قتل الإرهابيين في محيط الهدف عبر الشظايا المنبعثة من المسيّرة.
في السياق واصل الجيش العربي السوري أمس استهدافه لمواقع إرهابيي «النصرة» وحلفائه بسهل الغاب وريف إدلب بمدفعيته الثقيلة، وذلك رداً على تصعيد اعتداءاتهم على نقاطه بمنطقة خفض التصعيد.
وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة استهدفت بوابل من نيرانها تحشدات لإرهابيي «النصرة» في محاور سهل الغاب الشمالي الغربي، ما أوقع العشرات منهم بين قتيل وجريح، في حين دكت وحدات الجيش العاملة بريف إدلب بالمدفعية الثقيلة، مواقع «النصرة» في محيط سفوهن والفطيرة بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وفي آفس بريفها الشرقي.
وأوضح المصدر أن استهداف الجيش للإرهابيين في محاور سهل الغاب وريف إدلب، كان رداً على اعتداء مجموعات إرهابية مما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، بقذائف صاروخية على نقاط له بمحور الرويحة بقطاع ريف إدلب الجنوبي من منطقة خفض التصعيد، ما أسفر عن عدة إصابات بين حاميتها.
وفي البادية الشرقية، واصل الطيران الحربي السوري والروسي المشترك غاراته على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي.
وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الغارات طالت مواقع محصنة للدواعش هي كهوف ومغر بين بادية حمص الشرقية ودير الزور الغربية والرقة الجنوبية.
وأوضح أن الغارات حققت أهدافها بتدمير تلك المواقع والمخابئ بمن كان متحصناً فيها من الدواعش.
من جانب آخر أعلنت وزارة الدفاع التركية قتل 5 مسلحين من ميليشيات «وحدات حماية الشعب – وأي بي جي» في شمال سورية.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن الوزارة قولها في بيان أمس: «تم تحييد الإرهابيين أثناء استعدادهم لشن عملية إرهابية».