في المرحلة الثانية من إياب الدوري الكروي الممتاز … مباراة اللاذقية تحدد مصير اللقب الجديد … ديربيا دمشق وحلب يرسمان طريق الهبوط
| ناصر النجار
مباريات المرحلة الثانية من إياب الدوري الكروي الممتاز ستكون حاسمة وفاصلة على صعيد اللقب والهبوط، وهي مصيرية ستحدد معالم الدوري بشكل واضح، ومع علمنا أن الوقت ما زال فيه متسع قبل تحديد المصير إلا أن مباريات هذه المرحلة سترسم خريطة طريق جديدة للدوري.
ومن الطبيعي أن تكون الأنظار متجهة نحو ملعب الباسل في اللاذقية، حيث لقاء قمة الدوري بين حطين والفتوة، وهو لقاء حاسم جداً ومثير ومهم، غاية حطين تقليص الفارق إلى نقطة ليشتعل الصراع على اللقب حتى النهاية ومن يملك النفس الطويل فهو قادر على الظفر باللقب، والفتوة أمام مفترق طرق فإما أن يحافظ على فارق النقاط الأربع وهو أضعف الإيمان وإما أن يعيد الفارق إلى سبع نقاط كما بدأ مرحلة الإياب، وبتحقيق الفوز يكون قد محا خسارة الكرامة واستعاد الألق وخطا خطوات واسعة نحو اللقب، أما موضوع الخسارة فهذا الأمر ليس بذهنية الفريق وإن كانت الخشية واضحة في تصرفات إدارة النادي، لذلك فإن قرار إقالة أيمن الحكيم كانت الخطوة الأولى للحفاظ على اللقب بعد أن رأت الإدارة أن مدربها ليس مدرب بطولات، وتلام إدارة النادي على صرفها المدرب بوقت حرج وكان الأولى أن تقوم به في الاستراحة الطويلة ليتأقلم المدرب الجديد مع الفريق وليس من الحكمة الانتظار حتى السقوط ليتم التغيير وهذا من أخطاء إدارات الأندية.
في الحالة العامة فإن الفريقين يملكان الكثير من الأوراق الرابحة والصف الاحتياطي القوي، كلمة الفصل ستكون في إدارة المباراة، وهو متعلق بقدرة المدربين على قراءتها بالشكل الصحيح، الفريقان مكشوفان ونقاط القوة والضعف واضحة ولا تحتاج إلى محللين لتحديد هوية هذه النقاط.
حطين يملك الأرض والجمهور وهذه ميزة إضافية، والمباراة تحتاج إلى هدوء وتركيز عال، وأي خلل سيكلف صاحبه المباراة، فالأخطاء في هذه المباراة ممنوعة والتعرض للحكام قد يكلف خسارة المباراة، لذلك لابد من الهدوء وعدم التعامل في المباراة بحساسية والابتعاد عن العصبية في تفاصيلها، يبقى عامل المباغتة أمراً مهماً في المباراة وقد يكون له الدور الكبير في حسم النتيجة، الفتوة عزز صفوفه بمحمد مالطة وزيد غرير وفارس أرناؤوط إضافة إلى حسن عويد وأسعد الخضر، بينما حطين استعاد هدافه مارديك مردكيان وهو التغيير الوحيد بالفريق وقد يكون جاهزاً في المباراة أو غير جاهز والساعات القادمة تحدد ذلك، في الذهاب فاز الفتوة بهدف أحمد الأشقر.
معركة الهبوط
الهروب من شبح الهبوط سيكون أحد عناوين هذا الأسبوع والفرق الثلاثة التي تحتل أسفل القائمة تواجه مباريات صعبة للغاية ولن تكون بالسهولة المتوقعة وهي تحمل في بعض تفاصيلها حساسية لقاءات الجيران.
أولى هذه المباريات ديربي دمشق على ملعب الجلاء بين الجيش والوحدة، وهو لقاء له خصوصيته ويحمل في عنوانه الأكبر معنى التكافؤ في الشكل والمضمون، لكن الحسم ممكن وهو متعلق بالتوفيق وحسن الاستعداد للمباراة، الأخطاء التي وقع بها دفاع الوحدة أمام حطين كلفته الخسارة، وهذه نقطة ضعف واضحة من الضروري ملاحظتها، الجيش لا ينظر إلى موقع الوحدة وحاجته إلى النقاط، فهو الآخر غير مرتاح وموقعه في الوسط لا يتناسب مع قيمة الفريق وهويته، لذلك سنجد أن الجيش سيبحث عن الفوز بجدية، والوحدة أيضاً سيسعى لذلك لأن هدر المزيد من النقاط سيدخل الفريق في ضغط نفسي وعصبي يستفيد منه خصومه، في الذهاب تعادل الفريقان بهدف لمثله سجل الجيش أولاً بوساطة محمد نور خميس وعادله الوحدة بجزاء الدقيقة الأخيرة سجلها نصوح نكدلي المهاجر إلى التضامن الكويتي.
ديربي حلب بين الأهلي والحرية يشبه ديربي دمشق بالكثير من التفاصيل، والمتغير أن الفريقين حققا الفوز في أول الإياب وسيدخلان المباراة بنشوة الفرح، والحرية سيكون تركيزه أكبر لأنه تلمس النور من خلال فوزه على منافسه الرئيس الساحل، ويأمل أن يكمل مشوار النجاح بفوز آخر يمنحه جرعة إضافية من الأمل.
الحرية بات يشبه الأهلي بالاعتماد على كوكبة من شبانه وقد غادره العديد من اللاعبين المخضرمين، والأهلي دخل مرحلة جيدة من الانسجام والتناغم، في الحديث عن الأفضلية فإنها ستكون لمصلحة الأهلي نظرياً، لكن عملياً فإن حاجة الحرية للنقاط قد تدفعه لتكون له كلمة الفصل في المباراة وهذا بحاجة إلى جهد كبير وتوفيق أكبر.
في الذهاب فاز أهلي حلب بهدف النيجيري فيكتور أباتا، وقد فسخ الفريق عقده، ويغيب عنه المدافع علي رينة لتراكم الإنذارات.
نادي الساحل الواقع في خطر الهبوط يستقبل الوثبة المتجدد وبكادره الإداري والفني الجديد، رئيس نادي الساحل علق على خسارة فريقه أمام الحرية بأنها خسارة مباراة ليس أكثر وأمامنا عشر جولات، والخسارة هذه لا تعني نهاية الحياة، فأمامنا فرص كثيرة للتعويض وعلينا أن نتسلح بالأمل وأن نثق بقدرات الفريق لتحقيق المطلوب.
إدارة النادي عملت على ضم العديد من اللاعبين الجدد منهم إبراهيم خانكان وبراء ديار بكرلي وربيع سرور وربما رأينا سلطان سلطان وعلي سليمان، وبالمقابل استغنت عن خالد دينار وحسام الدين العمر.
المدرب علي بركات يقود الفريق بأسلوبه وهو يؤمن بالانضباط قبل كل شيء ربما الظروف تساعد الساحل على تعويض خسارته الأولى وعليه استغلال حالة الاضطراب بنادي الوثبة، فالاستقالة التي قدمها المدرب ماهر دالاتي أوحت بأجواء غير سارة وفشت أسراراً كانت مخبأة، والكادر الجديد الذي يقوده اللاعب السابق رامي جبلاوي أمام مهام صعبة، وعلينا أن ندرك أن الفريق ليس بمأمن وهو بعيد عن الخطر خطوتين وإذا خسر أمام الساحل فسيدنو من الخطر أكثر من ذي قبل، في الذهاب تعادلا بلا أهداف.
كبيران في حمص
في حمص لقاء الكرامة مع جبلة كبير بكل المعايير وهو يتضمن معاني كثيرة وأهدافاً أكثر، الضيف هدفه استعادة توازنه بعد خسارته على أرضه غير المتوقعة أمام أهلي حلب، وحساباته تقول: إن خسر حطين فإنه سيستعيد مركز الوصافة وإن فاز حطين فإنه سيستعيد بعض آماله بدخول خط المنافسة، وهذا ما سيعمل عليه جبلة، لذلك ستكون مهمة المدرب الجديد التونسي صابر بن جبرية أكثر من صعبة.
الكرامة له أهداف أكثر، أول أهدافه أن يرد اعتباره من تعادله في الذهاب، فهو يشعر أن الفوز سرق منه بالتعادل الذي أدركه جبلة في الدقيقة 99 في تمديد للمباراة بات جدلياً بين مؤيد له ومعارض له.
وثاني أهدافه أن نقاط المباراة مضاعفة فإن فاز ارتق إلى النقطة العشرين وبالتالي يتقدم على جبلة بفارق جداءي المباراتين.
فريق جبلة قوي وليس سهلاً، لكنه هذا الموسم خارج أرضه لم يكن بالقوة ذاتها على أرضه، وكلنا نتذكر أن آخر زيارة لجبلة إلى حمص في الموسم الماضي فاز جبلة قانوناً 3/صفر بعد أن ساد الهرج والمرج نهاية المباراة بعد احتساب الحكم ركلة جزاء لجبلة شكك فيها أبناء الكرامة.
هذا الموسم قد تكون هناك متغيرات كثيرة، فالكرامة هدفه الأكبر هذا الموسم بناء منظومة عمل كروي للسنوات القادمة، لكنه يجتهد في كل مباراة ليحقق شيئاً من أهدافه الآنية فالكثير من المتابعين يرهقهم الصبر.
جدية التعامل مع المباراة هو الطريق الأسلم للفوز، ورغم أن الحذر الدفاعي واجب، فإن تفعيل العمليات الهجومية خير وسيلة لتحقيق نقاط المباراة، يغيب عن جبلة نور علوش وعن الكرامة إبراهيم العبد الله لتراكم الإنذارات، في الذهاب تعادلا بهدف لهدف، سجل الكرامة أولاً عبر باهوز محمد وأدرك أحمد حديد التعادل لجبلة.
مباراة الافتتاح
ختام مباريات الأسبوع بالمباراة المنقولة من حماة إلى ملعب السابع من نيسان في حلب بسبب عقوبة نالها الطليعة بختام مباراة الذهاب بعد إصابة الحكم المساعد بلقاء الفريق مع الجيش بحجر عند نهاية الشوط الأول، وقد أوقف الحكم المباراة طبقاً لقانون اللعبة، وتعرض الطليعة وقتها لحملة عقوبات منها إقامة هذه المباراة خارج أرضه.
الطليعة يستضيف تشرين، والفريقان أنهيا الأسبوع الماضي بالتعادل السلبي، وبالتالي فإن كسر هذا التعادل مطلوب لتحسين موقع الفريقين، فتشرين ما زال ضمن مربع الكبار ويطمح للدخول إلى أفضل مركز ممكن، والطليعة أيضاً قريب من هذا المربع، وهناك مفاجآت قادمة لم يتم الإعلان عنها من خلال التوقيع مع عدد من اللاعبين الجدد قد يكونون مفاجأة المباراة.
حسب أوراق الفريقين فمن وأن يكون تشرين أوزن من مستضيفه وتبقى الأرض هي الفيصل في المباراة، ودوماً فإن مباريات الفريقين وخصوصاً خارج اللاذقية تنتهي إلى التعادل، يغيب عن تشرين قائده نديم الصباغ لتراكم الإنذارات، وسبق لتشرين أن فاز في الذهاب بهدف حسن أبو زينب.
مع ملاحظة أن جميع المباريات ستنطلق في تمام الساعة الثالثة ظهراً.