«الصحة» قالت نصف الحقيقة فقط!.. ما رواية اللقاح المدرسي في جديدة الفضل؟ … تقرير المشفى يؤكد حدوث حالات تحسس عند الطلاب الذين أُسعِفوا إليها! … الجهات المعنية تبرر: حالات هلع وخوف وتتهرب من وضع الأهالي بصورة الموقف!؟
| القنيطرة - خالد خالد
تضاربت الآراء حول حقيقة ما حصل في مدرسة فواز شنوان في تجمع جديدة الفضل نتيجة اللقاح المدرسي الذي أُعطي لطلاب الصفين الأول والسادس، في ظل صمت من الجهات المعنية وعدم السماح لمديري تلك الجهات بالتصريح لأي وسيلة إعلامية رغم وجود «الوطن» بمكان الحدث وتواصلها مع المديرين المعنيين الذين رفضوا الإدلاء بأي تصريح واكتفوا بالقول إن الأمور بخير، وليترك ذلك أكثر من علامة استفهام، كان على المعنيين بقطاع الصحة توضيحها لطمأنة المواطنين والأهالي.
وإن كان المكتب الإعلامي في وزارة الصحة قد اكتفى بنشر توضيح على صفحة الوزارة فيه الكثير من المغالطات، إذ إن الحقيقة أن إدارة المدرسة لم تبلغ عن حالة اختلاج، إنما عن حالات إغماء تعرض لها طلاب الصف السادس وعددهم حسبما صرح رئيس البلدية 14 طالباً من الصف السادس ومديرة الصحة المدرسية صرحت بأن عدد الطلاب 11، بينهم طالبة لديها اختلاج، والمغالطة الثانية للمكتب الإعلامي أن 4 طلاب تم إسعافهم لمشفى خاص في جديدة البلد وليس طالباً واحداً.
وكان وزيرا الصحة والتربية ومحافظ القنيطرة قد قاموا بتفقد حالة الطلاب الصحية في المشفى الخاص الذي نقل إليه الأربعة بحالة اختلاج، حيث تم تخريج ثلاثة منهم مساء الخميس وطالبة صباح يوم الجمعة، وإن كنا متفقين مع وزارة الصحة على تشكيل لجنة طبية لمعرفة السبب الدقيق لظهور آثار جانبية للقاح، رغم تأكيدها أن اللقاح سليم وآمن، رغم اعتراف الوزارة بظهور آثار جانبية للقاح!؟
وفي تفاصيل الحادثة: قام فريق من الصحة المدرسية يوم الخميس بإعطاء اللقاح الروتيني لطلاب الصف الأول (ثنائي طفلي) ولقاح (ثنائي كهلي) لطلاب الصف السادس، وحسب مصدر في مدرسة فواز شنوان للحلقة الأولى فقد لوحظ حالات إغماء لنحو 25 طالباً من الصف السادس وبدؤوا يتساقطون على الأرض بعد تلقيهم اللقاح وليثير ذلك الذعر بين طلاب المدرسة وعلى الفور قامت كوادر المدرسة بعمليات الإنعاش للطلاب المغمى عليهم، وصرف باقي الطلاب إلى منازلهم، حيث تم إسعاف 3 طلاب إلى مركز صحي خاص جانب المدرسة و4 طلاب إلى مشفى خاص في جديدة البلد، واللافت أن لقاح طلاب الصف الأول لم يكن له تأثيرات جانبية على غرار لقاح الصف السادس، علماً أن فريق اللقاح وقبل يوم قام بتلقيح طلاب مدرسة بالتجمع نفسه ولم يصب أي طالب بأي عارض!؟
وتابع المصدر: بالنسبة للطالبة التي قيل إنها تعرضت لحالة اختلاج نتيجة حالة صحية معينة تعاني منها فهذا الكلام غير دقيق، وإنما الطالبة تعاني مرض الربو وتأخذ الكورتيزون، وحسب تأكيد الوالدة لأحد زوار الطالبة بالمشفى لم تتلقَ إشعاراً يفيد بحملة اللقاح المدرسي وإن كانت ابنتها تعاني من أمراض تمنع اللقاح، في حين أن إدارة المدرسة أكدت أنها أبلغت أولياء الأمور باللقاح ووضعت جدولاً بأسمائهم، ويبقى السؤال الأهم: أين دور المثقف الصحي وأين دائرة الصحة المدرسية في تعريف الطلاب حول اللقاح الروتيني وضرورته والموانع التي تمنع الطلاب من أخذ اللقاح، تماماً كحملات لقاح الشلل، حيث يتم ذكر الحالات التي تمنع إعطاء اللقاح للأطفال، ولكن على ما يبدو أن المنشطين والمثقفين الصحيين بحاجة من يوقظهم من سباتهم ويبقى السؤال الأهم: غياب طبيب مرافق لفريق اللقاح المدرسي.
وحصلت «الوطن» على تقرير من المشفى الخاص لإحدى الحالات التي تم إسعافها إليها بعد حدوث انتكاس تحسسي بعد أخذ لقاح ثنائي كهلي في المدرسة (التقارير الأربعة نفس التشخيص)، ولوحظ أن الطالب يعاني زلة تنفسية مع حالة تحسسية، وتم إعطاؤه العلاج المناسب ومراقبة الحرارة والوعي ومظاهر اختلاجية وسوائل مختلطة ووارد فموي، وبعد المراقبة كانت الحيوية جيدة والحالة العامة مقبولة ولا غياب عن الوعي، وهنا نعارض تصريح المعنيين من وجود خوف وهلع بين الطلاب ولا آثار جانبية للقاح بعد أن أكد تقرير المشفى الخاص بوجود حالات تحسسية بتقريرها بعد أخذ اللقاح.
وطرحت «الوطن» سؤالاً على مصدر طبي له خبرة طويلة باللقاح (طلب عدم ذكر اسمه) عن اللقاح، وأجاب بتساؤل مهم هل اللقاح فعّال من حيث سلسلة التبريد وضمن المواصفات العالمية أثناء التخزين أو النقل وهل تم التأكد من المخزون من خلال مشعر التجمد vvm، مبيناً أن كل علبة لقاح فيها دائرة بألوان مختلفة عن لون العلبة، وعندما يتغير لون الدائرة ويصبح كلون العلبة يصبح اللقاح غير فعال حتى لو كان ضمن تاريخ الصلاحية، كما أن تعرض اللقاح لدرجة حرارة دون الصفر أو تعرضه فوق درجة حرارة 8 ولفترة طويلة يؤدي إلى فقدان اللقاح فعاليته بسبب سوء التخزين وعندها النتائج ستكون سلبية، وليجزم المصدر الطبي بأن اللقاح فقد فعاليته بسبب سوء التخزين وبسبب سلسلة التبريد التي لم يتم الانتباه إليها، متسائلاً أخيراً عن الإشراف الطبي الذي يجب أن يكون ضمن حلقة اللقاح المدرسي.