المقاومة الفلسطينية واصلت التصدي للاحتلال.. وإعلام العدو: خسرنا 2000 شخص ويدّعون النصر … حماس: لن نرضى بأقل من الوقف الكامل للعدوان
| وكالات
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية مطالب المقاومة للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين واصلت المقاومة الفلسطينية لليوم الـ134 لعملية «طوفان الأقصى» التصدي للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، في ظل ضوء أخضر أميركي مستمر للعدو الإسرائيلي لارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل في القطاع المحاصر، وبدورها طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتطبيق آليات عمل دولية ملزمة وضامنة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحماية الشعب الفلسطيني.
وحسب مواقع إعلام فلسطينية، نشرت حركة حماس أمس السبت، بياناً صحفياً لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أكد فيه استجابة «الحركة طوال الوقت بروح إيجابية ومسؤولية عالية مع الإخوة الوسطاء من أجل وقف العدوان على شعبنا وإنهاء الحصار الظالم والسماح بتدفق المساعدات والإيواء وإعادة الإعمار».
كما أوضح هنية أنّ الحركة أبدت مرونة كاملة في التعامل مع هذه القضايا ولكن من الواضح حتى الآن أن الاحتلال يواصل المناورة والمماطلة في الملفات التي تهم الشعب الفلسطيني بينما يتمحور موقفه حول الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى المقاومة.
وذكّر هنية بموقف المقاومة التي «لن ترضى بأقل من الوقف الكامل للعدوان، وانسحاب جيش الاحتلال خارج القطاع، ورفع الحصار الظالم، وتوفير المأوى الآمن والمناسب للنازحين والمشردين بسبب جرائم الاحتلال، وعودة النازحين خاصةً إلى شمال القطاع ووقف سياسة التجويع الهمجية والالتزام بإعادة الإعمار»، مؤكداً أنّ هذه «كلها متطلبات إنسانية ومحل إجماع في الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان وقرار محكمة العدل الدولية وعلى الاحتلال أن ينصاع لها».
وأضاف هنية: إن «تحقيق صفقة تبادل أسرى يتم من خلالها الإفراج عن أسرانا، خصوصاً القدامى وذوي الأحكام العالية، هو هدف من أهداف هذه المفاوضات ولا يمكن القفز عن ذلك»، مشدداً على أنّ الحركة ستعمل بكل الوسائل المتاحة من أجل وقف حمام الدم الذي يقوم به العدو على مدار الساعة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
في غضون ذلك، واصلت المقاومة الفلسطينية لليوم الـ134 التصدي للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، في ظل ضوء أخضر أميركي مستمر للعدو الإسرائيلي لارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل في القطاع المحاصر، حيث يسجل الكثير من التواطؤ من الدول الغربية وبعض الأنظمة العربية وصمت وغياب كثير ممن يرفعون شعارات حقوق الإنسان والحريات من دول ومنظمات وجمعيات وشخصيات فضحتهم دماء أهل غزة ومجازر العدو هناك.
وبمواجهة كل ذلك، تقف المقاومة الفلسطينية لتنزل يومياً منذ بدء العدوان بالتحديد أكثر منذ بدء العدوان البري على القطاع، المزيد من الخسائر في قوات وجنود وآليات جيش الاحتلال، ما يزيد من تهشيم صورته أمام عدسات كاميرات رجال المقاومة التي توثق للعالم مدى الفشل الصهيوني في تسجيل أي انتصار أو تقدم عسكري أو أمني داخل القطاع.
وفي السياق، وحسب موقع «المنار»، عرضت سرايا القدس مشاهد من الاستحكام المدفعي والصاروخي على تموضع وخط إمداد لجنود العدو الصهيوني شرق وشمال شرق خان يونس، بينما أعلنت كتائب شهداء الأقصى قصف حشودات لآليات جيش العدو الصهيوني بقذائف الهاون في محور التقدم ببلدة القرارة بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ومساء أول من أمس الجمعة، أكّد الناطق العسكري باسم كتائب القسّام أبو عبيدة، أنّ معركة «طوفان الأقصى» تُمثّل بداية النهاية لأقدم احتلال بالتاريخ الحديث، وستكون نقطةً فاصلة في تاريخ أمتنا».
وقال أبو عبيدة في كلمةٍ مُسجّلة «إنّ مجاهدينا يُوقعون في صفوف العدو، خسائر فادحة غير مسبوقة، في تاريخ شعبنا، ويوقعون أفراده في كمائن مُحكمة»، وأشار إلى أنّ ما تبثّه القسّام من مشاهد، جزءٌ من إنجازات المقاومين في الميدان، وأردف «نُؤثر تأجيل بث بعض المشاهد لأسباب أمنية»، مضيفاً إن «مجاهدينا يُنفذون عملياتٍ نوعية قاتلة، بالتوازي مع عمل قوى الأمة في المقاومة».
ولفت إلى أنّ مقاتلي القسّام، يخوضون في مناطق التوغل كافّة في شمال ووسط وجنوب غزّة، معارك بتكتيكاتٍ مُنوعة وبأسلحةٍ مناسبة، مشدداً على أنّ المقاومة ضد العدو الإسرائيلي مُستمرة حتى خروج آخر جندي صهيوني من قطاع غزّة، موضحاً: لسنا معنيين بالتفنيد التفصيلي لمزاعم العدو وأكاذيبه في الميدان، والمستقبل القريب والبعيد سيثبت وهم العدو وأكاذيبه.
وفي وقت سابق، قال المعلق السياسي في القناة الـ«13» الإسرائيلية، إيال باركوفيتش: إنّ المسؤولين يتحدثون طوال الوقت عن الانتصار، ويكذبون على الجمهور، يجب أن نكف عن قول كلمة انتصار، مضيفاً: نحن في الـ7 من تشرين الأول خسرنا 2000 شخص قُتلوا، أين الانتصار؟ ليَقُل أحد هنا ما الانتصار؟.
وبينما تواصل المقاومة تصدّيها للقوات الإسرائيلية المتوغّلة في القطاع، فاقت حصيلة قتلى «جيش» الاحتلال 230، منذ بدء المعارك البرية في قطاع غزّة، وتجاوزت الحصيلة الإجمالية 570 قتيلاً من الجنود والضباط، منذ بداية «طوفان الأقصى».
وفي وقت سابق أمس، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتطبيق آليات عمل دولية ملزمة وضامنة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحماية الشعب الفلسطيني.
وحذرت الخارجية في بيان أمس نقلته وكالة «وفا» من مغبة تجاهل الأوضاع المعيشية الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وانتشار المجاعة بينهم وخاصة في الشمال، وكذلك الأوضاع المأساوية لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني يحاصرهم الاحتلال في رفح، ومنع وصول المساعدات إليهم، وفي ظل غياب تام لأي آليات دولية إغاثية في القطاع لتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية.
ورأت أن الفشل الدولي في حماية الفلسطينيين يعيد إنتاج نفسه، ليس فقط في مجال وقف جرائم القصف المتواصلة للمنازل والمستشفيات فوق رؤوس ساكنيها، إنما أيضاً في عدم القدرة على توفير الغذاء والمياه والدواء والكهرباء لهم، ما يطرح علامات استفهام قوية إزاء المواقف الدولية، ويعطي الانطباع بعدم جديتها، ليس فقط على مستوى الاتساق مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، إنما أيضاً على مستوى ضمان تنفيذ قراري مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية بهذا الخصوص، ولاسيما أن «إسرائيل» تتعايش مع هذا المستوى من ردود الفعل الدولية، وتواصل ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وتحكم دائرة الموت على رقابهم أو تهجرهم بالقوة، بعيداً عن وطنهم ومنازلهم.
واعتبرت الخارجية أن الفلسطينيين ضحية متواصلة لهذه المشكلة المستعصية في تعامل المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية والوفاء بالتزاماته تجاه معاناته التي يكررها باستمرار وفي كل منعطف، بسبب غياب آليات عمل دولية ملزمة تجبر «إسرائيل» على تطبيق القانون الدولي، الأمر الذي يوفر لها المساحة الكافية لتكريس الاحتلال والاستعمار والإفلات المستمر من العقاب، ما يؤدي إلى تآكل مصداقية مؤسسات الأمم المتحدة والشرعيات الدولية.
من جانب آخر، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت نحو 7060 مواطناً من الضفة، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول الماضي.
وأوضحت الهيئة ونادي الأسير في بيان صحفي أمس السبت أن حصيلة الاعتقالات هذه تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن، ومن أبقى الاحتلال على اعتقالهم، ومن تم الإفراج عنهم لاحقًا، وأشارا إلى أن عمليات الاعتقال رافقها تنكيل بالمواطنين والاعتداء عليهم بالضرب، إضافة إلى عمليات تخريب وتدمير واسعة في منازل المواطنين، والاستيلاء على أموال ومركبات.