بعد ازدياد حالات انفصال الأبوين … بالتهديد والوعيد.. إجبار العاملين بدار الرعاية في السويداء على استقبال أطفال لا يحققون شروط القبول
| السويداء -عبير صيموعة
انعكست الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي مر بها البلد ضمن ظروف الحرب و(ما نتج عنها خلال السنوات الأخيرة المتلاحقة) سلباً على كل أطياف المجتمع الأهلي وأدت إلى خلخلة كثير من العلاقات الأسرية في المحافظة نتج عنها انفصال الأبوين في كثير من الحالات أو هجران أحدهم للآخر ليبقى الخاسر الأكبر الأبناء، وتتجسد الإشكالية الأبرز الناجمة عن تلك المظاهر بلجوء كثير من الأهالي إلى وضع أبنائهم ضمن دار الرعاية (بيت اليتيم) في السويداء باستخدام القوة والتهديد وإجبار القائمين على الدار بقبول أطفالهم متسلحين ببعض الفصائل المحلية تارة أو ببعض وجهاء المجتمع تارة أخرى رغم عدم تحقيق الأطفال للروائز والقواعد التي يسمح ضمنها باستقبالهم، الأمر الذي شكل ضغطاً على العاملين ضمن الدار وأبقاهم تحت سياط التهديد والوعيد لعدم وجود رادع قانوني أو أخلاقي يكبح هؤلاء.
المدير الإداري لدار الرعاية ورئيس مكتب الإرشاد النفسي نورس أبو فخر أكد لـ«الوطن» أن أبواب دار الرعاية مفتوحة للجميع ولا يمكن إقفالها بوجه أحد إلا أن هناك مجموعة من المعايير المفروضة والمستخدمة لاستقبال الأطفال في بيت الرعاية في السويداء، وهي أن يكون الطفل من عمر 3 سنوات إلى 14 سنة وأن يكون فاقد الرعاية من أحد الوالدين أو أن أحد الأبوين بالسجن أو يعاني أحد الوالدين مرضاً نفسياً يمكن أن يكون له المنعكس النفسي على الطفل ضمن منزله علماً أن من يتم استقبالهم من الأطفال في الدار لا يجري العمل على إخراجهم عند بلوغهم السن القانونية ويبقون حتى ينهوا دراستهم الجامعية.
وأوضح أبو فخر أنه ضمن القوانين والروائز الموجودة لا يمكن قبول أي من الأطفال ممن لا تنطبق عليه الشروط بسبب الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه الدار نتيجة عدم وجود الدعم المادي المطلوب (خلا التبرعات) الذي لا يتوافق مع ارتفاع الأسعار لتغطية نفقات الطعام واللباس وحتى التدفئة جراء حرمان الدار من الدعم وخاصة ما يتعلق بمادة مازوت التدفئة حيث إن تكلفة مخصصات الدار من المادة كان لا يتجاوز 8 ملايين ليرة سنوياً، في حين وصل خلال العام الحالي بعد رفع الدعم إلى 112مليون ما أدى إلى عجز الدار عن تأمين نصف مخصصاتها من المادة.
ورفض أبو فخر إلزام دار الرعاية باستقبال تلك الحالات بالإجبار من الجهات الشعبية والمجتمع الأهلي لمخالفتها الشروط المحددة لاستقبال النزلاء بها وخاصة أن عدد الأطفال ممن حاولت عائلاتهم إلزام الدار باستقبالهم زاد على 53 طفلاً خلال شهر واحد.
بدوره مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء سامر بحصاص أكد لـ«الوطن» أن بيت اليتيم لا يمكن إغلاقه بوجه أي من أطفال المحافظة إلا أن هناك شروطاً وروائز لاستقبال النزلاء يجب التقيد بها ولا يحق لأي شخص مهما كانت صفته الاعتبارية إلزام مجلس الإدارة بأي طفل ومع هذا يمكن غض النظر في بعض الحالات الخاصة، وأن تقوم تلك الفصائل والوجهات الاجتماعية بدلاً من الضغط والتهديد أن تقوم بتأمين مبالغ مادية لاستقبال أي طفل علما أن تكلفة أي طفل ضمن الدار تزيد على مليون و500 ألف ليرة شهرياً.