الشيء الطبيعـي ألا تسير الأمور اليومية بالشكل المثالي في مؤسسة ما مهما كان حجمها أو نوعـها: (جامعـة- دكان إسكافي- صالون حلاقة- شركة للتنقيب عـن الفوسفات.. الخ) ؛ فهذه سنـّة الحياة!
والأسباب تتراوح بين عمال غائبين؛ طاقة كهربائية غـير منتظمة؛ اختلاف بأسعـار أو مواصفات المواد الأولية؛ عـطل بالآلات؛ ولوج منافس قوي عـلى السوق؛ تراجع بالطلب لأسباب شتى.
بعـض المديرين ينتابه القلق السلبي؛ ويظل يدور في دوامته.
القلق بشكل عام حالة إنسانية طبيعية؛ وهناك القلق الإيجابي المحرض لفعـل ما؛ ولكن هنالك قلق آخر هو السلبي الدائم يلازم الإداري في شؤونه ونشاطاته… فهنا تكون الحالة غير واقعية وتتطلب العلاج. هذا العلاج لن يتحقق بمجرد نصيحة تقول (لا تقلق) فالأمر ليس بهذه البساطة.
تتعدد أنواع القلق وتتنوع مسبباته، ومنها القلق المرتبط بالعـمل وعلاقته بالأرق.
القلق يمنع المرء من القدرة على النوم كما كان يفعل ذلك الرجل الذي يطلق عليه اسم (حموم) في زمن بعـيد. (حموم) حسب الرواية نام نوماً عميقاً فوق عتبة أحد الدكاكين في إحدى المدن لمدة طويلة، فمر به القاضي (الذي كان يعاني القبض على زمام النوم) وشاهده بعد صلاة العشاء وهو في طريقه لاجتماع الأصدقاء فوجده نائماً، ثم مر به في طريقه إلى البيت فوجده نائماً، وحين خرج القاضي لصلاة الفجر وجده في حالة نوم مستمرة. حالة يمكن تفسيرها أن (حموم) لا يعاني الأرق، لأنه ربما لا يعاني القلق، ربما لكونه متعـباً بسبب جمع الحطب، فغلبه النوم: الشاعر القاضي كان يغبط (حموم) بقدرته على النوم، وعبر عن ذلك بالشعر قائلاً: لو أتمنى قلت أبي رأس حموم بالليل ولا بالنهار أبي رأسي.
الشاعر القاضي يريد أن يتخلص من الأرق في الليل أما في النهار فيريد استرجاع رأسه.
إذا كان الشخص يعاني الأرق فهل نقدم له تلك النصيحة المختصرة (لا تقلق) أم ندرس ظروف هذا الشخص التي تجعله يتمنى رأس (حموم). فماذا نقدم له من نصائح؟!
من الأسئلة التي يمكن طرحها حول ما سبق، هل كان النوم في الماضي أسهل بسبب أن كثيراً من الأعمال تتطلب الجهد البدني وليس العمل المكتبي؟ هل النوم في الليل أصعب في هذا الزمن بسبب تعقيدات الحياة الحديثة وكثرة مؤثرات ومسببات القلق السلبي المؤدي للأرق؟
الموضوع يحظى بدراسات كثيرة تشمل أسباب الأرق والقلق وأعراضه وكيفية التعامل معهما.
اهتمامات المديرين تتراوح بحسب كفاءتهم؛ والمهارة التقنية أقل أهمية بكثير مما تتخيل، والأهم مهارات الذكاء العاطفي وفهم العواطف.
يمكن أن تستثمر الشركـة أموالاً طائلة في مقابلات العمل وتوظيف أفضل الأشخاص، لكن إذا كان رأس الهرم «أحمق» فسيترك هؤلاء الأشخاص الشركة عند أول فرصة تتاح لهم، وعلى النقيض، إذا كان لديك مديرون رائدون وقائدو فرق، فإنك ستحصل على أفضل أداء من هؤلاء الناس.
تساؤل طريف: لماذا خضع المدير لعـملية تجميل بالوجه؟ كي يضع ملامح «المهتم» عـلى محياه.
كم نحتاج من المديرين لتغـيير لمبة تالفة؟ ولا واحد؛ فالمدير يفضل ترك مرؤوسيه في «الظلام»!!
في إحدى الشركات؛ كان لقب المدير هو: «الكمبيوتر»… ليس هذا مديحاً كما قد يبدو؛ فصاحبنا يخلد للنوم إذا تركته 15 دقيقة من دون متابعـة!
بالختام أقول- من الإحصاءات-؛ إن سوق العـمل قد شهد على مر السنين تحسناً ملحوظاً في معدل رضا الموظفين وأدائهم، بحسب اهتمام المدير ومتابعـته (وليس مجرد «قلقه»)!