«الأورومتوسطي»: إسرائيل استخدمت مسيّرات لإعدام الفلسطينيين.. «العدل الدولية»: ما يحدث كابوس إنساني … الأمم المتحدة تدين الانتهاكات الجسيمة لحياة وصحة النساء في غزة
| وكالات
أدانت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة «سيداو»، الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها النساء في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، على حين أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن إسرائيل تستخدم الطيران المسيّر لقتل وإعدام الفلسطينيين عن بُعد، جاء ذلك بينما وصفت محكمة العدل الدولية التطورات في غزة بالكابوس الإنساني.
وحسب مركز أنباء الأمم المتحدة، أدانت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة في بيان لها الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها حياة وصحة النساء الجسدية والعقلية في غزة، وأكدت أن الساعة تدق بسرعة نحو المجاعة وتفشي الأوبئة، واصفة ذلك بمسيًرة الموت والمرض والدمار.
وعبرت اللجنة في بيانها أيضاً عن أسفها لارتفاع عدد الضحايا، ودعت جميع «أطراف النزاع» إلى الالتزام بسيادة القانون والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وإعادة تأكيد التزامها باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، من بين الصكوك الدولية الأخرى المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن، وقالت: «إن مبادئ الاتفاقية نفسها تتعرض للتحدي عندما توضع الأمهات في وضع دفن ما لا يقل عن 7729 طفلاً».
كما أعربت اللجنة عن قلقها العميق إزاء محنة أكثر من مليون امرأة وفتاة فلسطينية هجرت قسراً عدة مرات، بينما من المتوقع أن تضع ما يقدر بنحو 5500 امرأة مولودها خلال الشهر المقبل وحده، وأشار البيان إلى أن النساء والأطفال يمثلون 70 بالمئة من الغزاويين الذين استشهدوا حتى الآن في الحرب والذين فاق عددهم 28 ألف شخص.
ودعا البيان إسرائيل إلى الامتثال لأمر التدابير المؤقتة الصادر عن محكمة العدل الدولية، بما في ذلك تمكين توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، كما دعت «سيداو»، الكيان الإسرائيلي إلى التركيز بشكل خاص على الاحتياجات الخاصة للنساء والفتيات، مثل خدمات الصحة الجنسية والإنجابية ومنتجات النظافة الصحية، وقالت: «ندرك أن استمرار الحرب والحصار يتسببان في ضرر جسيم لجميع النساء والفتيات، بما في ذلك النساء الحوامل والنساء ذوات الإعاقة، وهذا يشكل أزمة إنسانية وحقوقية وصحة عامة كبرى ووصمة عار على ضميرنا الجماعي».
وحذرت اللجنة من أي هجمات أو توغلات عسكرية وشيكة على رفح، «حيث يبحث مئات الآلاف من النازحين قسراً، معظمهم من النساء والأطفال، عن ملجأ»، ودعت إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لوقف العنف والخسائر في الأرواح وتدمير البنية التحتية والممتلكات والعودة إلى محادثات «سلام بناءة» للاتفاق على إجراءات لتحقيق السلام والأمن الدائمين.
في الغضون، أكدت محكمة العدل الدولية أن التطورات الأخيرة في قطاع غزة، وخاصة في رفح تعد كابوساً إنسانياً ذا عواقب إقليمية لا تحصى، وأن التدابير المؤقتة تنطبق على جميع أنحاء غزة بما فيها رفح، وأن هذا الوضع الخطر يتطلب التنفيذ الفوري والفعال للتدابير المؤقتة التي أشارت إليها المحكمة في أمرها الصادر في السادس والعشرين من كانون الثاني الماضي.
وشددت المحكمة على أن «إسرائيل لا تزال مُلزمة بالامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية والأمر الذي أصدرته المحكمة بما في ذلك من خلال ضمان سلامة وأمن الفلسطينيين في قطاع غزة»، وذكرت المحكمة أن «هذا القرار جاء بناء على طلب من جنوب إفريقيا للمحكمة بشأن اتخاذ تدابير مؤقتة إضافية، في رسالتها للمحكمة في 12 شباط الجاري».
وفي التاسع والعشرين من كانون الأول الماضي، قدمت جنوب إفريقيا طلباً لمحكمة العدل الدولية، لإقامة دعوى ضد إسرائيل فيما يتعلق بانتهاكات الأخيرة لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فيما يتعلق بالفلسطينيين في قطاع غزة.
كما طلبت جنوب إفريقيا من المحكمة «الإشارة إلى تدابير مؤقتة من أجل حماية الفلسطينيين في غزة من أي ضرر جسيم إضافي وغير قابل للإصلاح» بموجب الاتفاقية ولضمان امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب الاتفاقية بعدم المشاركة في الإبادة الجماعية ومنعها والمعاقبة عليها.
وبناء على الطلب عقدت المحكمة جلستي استماع علنيتين بشأن طلب الإشارة إلى التدابير المؤقتة الذي قدمته جنوب إفريقيا يومي الـ11 والـ12 من كانون الثاني الماضي، وفي الـ26 من الشهر ذاته، أصدرت المحكمة أمرها بناء على طلب جنوب إفريقيا.
في السياق، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الكيان الإسرائيلي يستخدم طيران «كواد كابتر» المسيّر لقتل وإعدام الفلسطينيين عن بُعد في قطاع غزة، وقال في بيان أمس أوردته وكالة «وفا»: إن «الاحتلال كثّف من استخدام هذا النوع من الطيران وغيره من المسيّرات كأداة قتل وإيقاع أذى في صفوف الفلسطينيين»، مشيراً إلى أن عمليات القتل والإعدام والقنص التي ينفذها الاحتلال في مراكز الإيواء والمستشفيات والشوارع والمناطق السكنية المأهولة تستهدف بشكل أساس المدنيين العزل.
ووثق المرصد استشهاد عشرات الفلسطينيين نتيجة استخدام هذا النوع من المسيّرات، إما عن طريق الاستهداف المباشر للأفراد، أو بشكل عشوائي تجاه التجمعات، ولفت إلى أن الاحتلال يستخدم هذا النوع من الطيران أيضاً لترويع الفلسطينيين والتأثير سلباً في صحتهم النفسية، نظراً لوجودها المستمر في الأجواء، وأوضح المرصد أن استخدام الطائرات المسيّرة يجب أن يتم وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني المعمول به.