تركيا رحلت 300 سوري بعد تعذيبهم في مخافرها ومراكز احتجازها … ميليشيات أنقرة تستولي على طحين «رأس العين» وتبيعه في السوق السوداء
| وكالات
استولت الميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي على مادة الطحين المخصص للفرن الآلي العام في مدينة رأس العين المحتلة بريف الحسكة وقامت ببيعها في السوق السوداء، تزامناً مع ترحيل السلطات التركية 300 سوري إلى مناطق سيطرة الإرهابيين في الشمال السوري قبل أن تسلمهم إلى «المخافر التركية الحدودية» التي تعرضوا فيها لأبشع أنواع التعذيب.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة أمس، أن مسلحي ما تسمى «الشرطة العسكرية» وميليشيا «فرقة السلطان مراد» التابعتين لميليشيا « الجيش الوطني» الموالية للاحتلال التركي، قلصوا ساعات عمل الفرن لإفساح المجال أمام فرن خاص يستولي عليه متزعم في ميليشيا «السلطان مراد» للعمل والبيع بسعر 10 آلاف ليرة لربطة خبز تضم 8 أرغفة ليتم بيعه على «بسطات» يديرها مسلحون من الميليشيا ذاتها بسعر يصل إلى 21 ألف ليرة سورية، في أوقات الذروة عند زيادة الطلب على الخبز.
وبحسب المصادر، فإن ميليشيا «السلطان مراد» و«الشرطة العسكرية» استولوا على كميات الطحين المخصص للفرن الآلي العام في رأس العين ومنعوا تشغيل الفرن لأكثر من ساعتين في اليوم ليتم بيع الطحين في السوق السوداء وبالتالي إنتاج كمية قليلة ليتم تحويل قسم من الطحين للفرن الخاص الذي يستولي عليه متزعم في «السلطان مراد» ليتحكموا بسعر بيع الخبز، وذلك من دون وجود أي رقيب أو محاسبة للتلاعب بقوت الشعب اليومي في المدينة وريفها.
وتعيش المدينة وريفها حالة من الفوضى والفلتان الأمني ونقص في الخدمات والمواد الأساسية في ظل سيطرة الميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي على المدينة منذ عام 2019.
بموازاة ذلك، رحلت السلطات التركية أكثر من 300 مواطن ومواطنة من السوريين، خلال الـ72 ساعة الماضية عبر البوابات الحدودية مع سورية، حسبما ذكرت المصادر الإعلامية المعارضة أمس.
ووفقا للمصادر، فقد جرى توقيفهم قبل أيام من أماكن عملهم والشوارع في الولايات التركية، من دون النظر في الأوراق الثبوتية وما يحملونه من أوراق تمكنهم من العمل والتنقل في تركيا، وجرى تسليمهم لمراكز الاحتجاز على الحدود وإرسالهم بشكل مباشر إلى سورية (مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي في شمال غرب سورية) عبر معبري باب الهوى وباب السلامة.
وأكدت المصادر أن مراكز الاحتجاز والمخافر الحدودية تعد مسالخ بشرية للسوريين (الباحثين عن ملاذ آمن من بطش التنظيمات الإرهابية)، حيث يتعرض الموقوفون لشتى أنواع التعذيب الذي يصل إلى حد القتل أحياناً، فضلاً عن إجبارهم على أعمال التنظيف وتعزيل الصرف الصحي، وحفر الخنادق وجمع الصخور.
ونقلت المصادر عن أحد السوريين ويدعى (م. ق) 24 عاماً تأكيده أنه تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي على يد قوات حرس الحدود التركية «الجندرما»، حيث ألقي القبض عليه أثناء محاولته اجتياز الحدودية من قرية التلول بريف سلقين بمحافظة إدلب، وتم نقله مع آخرين إلى المخفر الحدودي، وهناك بدأت حفلة التعذيب ليومين متتالين، قبل أن يرحل إلى الأراضي السورية.