عندما ننثرُ ما نودُّ أن ننثره على ضفاف الأدب ونكتبُ ما تنثره أقلامنا وما يخلق لنا مدارات من المعرفة الخلاقة قد تكون واسعة الأرجاء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ننثرُ من وجد الأيام ومن أبجديات كل ما نحلمُ به.
ننثرُ من الحروف أبجدية قد تسكنُ إليها الرّوح، قد تسكن في تلافيف الذاكرة الأدبية، وكلّ ما ننثره على أمل أن نقترب من «بحر الأدب العظيم» ونتخذ الشيء الكثير من قبسه المنير، نتخذ مما قد قيلَ وكُتبَ سابقاً وقد خُلّد بحبرٍ من أبجديات الكلام المُقفى أو المنثور ربّما، من جد أحلامنا، ومن نثريات أقلامنا التي قد ترحلُ بنا إلى ضفاف أخرى.
وإلى مدائن مهمة حيث تتجلّى «نبوءة الفكرة الخلاقة» وتتجلّى أبجديات قد تكون مُضافة الشيء المعرفي، ومُضافة الجمال النثري الذي يُدوّن وتدوّن عناوينه المهمة هناك، في مجلداتٍ قد تُضاءُ بما يُنثر حقاً على ضفاف واعدة قد تظهر عليها ذاك الشيء الذي قد يُسمّى تجليات العقل المعرفيّ بشكلها الأجمل، وكذلك تتجلّى صور الإبداع المعرفيّ وإضافات قد تكون مدروسة الشيء الفكريّ وإبداعه العظيم.
وعندما ترحلُ بنا الأفكار إلى حيث «مدائن المعرفة المثلى» مدائن الشيء الذي لا يزالُ ينهمرُ فكراً وأدباً، ينهمرُ من حيث قد يجود كل كاتب بما لديه من أدبٍ قد يجب تخليد صفحاته على مر العصور.
ويتركنا نرحلُ مع أقلامنا، مع محابرنا التي تكتبنا على شكل أشياء أدبية قد تنطقُ بها «الذوات العارفة» التي لا تزالُ تنشد المعرفة نوراً حقيقاً وشعلةً قد تكون وهّاجة النطق الجماليّ بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى لا بدَّ من الاحتكام إليه.
وتجعلنا نسكبُ تجلّيات كل ما نفكر به بين نطق «المحابر ونون القلم»، ونحاول أن نبذر أفكاراً وشعراً في «بلاد القلم ولغة الضاد»، هذه البلاد التي لا تزال تؤمنُ بأن الأدب هو لغة مهمة من لغات الارتقاء الإنساني.
وتعرف تماماً كيف تلعبُ دورها المهم في تمجيد «أبجديات الحرف الأول والتطور الأدبيّ» إن صح التعبير هنا.
ولا تزالُ ترحلُ بنا الأفكار إلى حيث «مدارات المعرفة» حيث يشعُّ الألق المعرفيّ بمعناه الحقيقيّ وحيث تولدُ أبجدية الخلق الفكريّ الذي يتجدّد بشكل دائم، وإلى حيث تتبلور صور النطق الأدبيّ ويولد جمالها على ضفاف الأدب العظيم.