افتتاح المعرض الثنائي «هتّان» في المركز الثقافي العربي … نفنوف لـ«الوطن»: مجموعة حكايا وقصص بدأت من حلم الطفولة واستمرت حتى اليوم
| مايا سلامي - تصوير مصطفى سالم
افتتح الفنانان التشكيليان علي نفنوف وعدنان أيوب مساء الأحد معرضهما المشترك «هتّان» في المركز الثقافي العربي بدمشق.
وبما يقارب 40 لوحة عبر الفنانان عن قصص وحكايات عاشت في أعماقهما لزمن طويل فقررا كتابتها بالصورة واللون ضمن لوحات عكست معاناتهما وهواجسهما الداخلية، وتشربت روح وعبق بلدتهما صافيتا التي أتيا منها، فحملت بألوانها الداكنة موضوعات ومعاني كثيرة أثارت حولها جملة من التساؤلات المحيرة عند المشاهد.
مجموعة هواجس
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين الفنان علي نفنوف أن المعرض عبارة عن مجموعة هواجس وقلق وتعب ووجع وترصّد ودراسة وعراك مع اللون، ومجموعة حكايا وقصص بدأت من حلم الطفولة واستمرت حتى اليوم.
وأوضح أن اللوحات تعبر عن مجموعة انفعالات حسية لمكامن النفس البشرية التي تشظت عليها وطرحت عدة تساؤلات، منوهاً بأن هذه الأسئلة مشروعة والأجوبة برسم المتلقي فهو من يجيب عليها حسب ذائقته الفنية وثقافته وإحساسه باللوحة.
وأشار إلى أن الفنان عدنان أيوب شارك بعشرة أعمال بالأسلوب ذاته التجريدي المعاصر، لافتاً إلى أنهما أبناء بيئة واحدة وجوار ومرسم واحد وبالتالي وجعهما واحد وقريبان من بعضهما وهذا ما جعل أعمالهما تتلاقى في هذا المعرض.
حالة إنسانية
بدوره قال الفنان عدنان أيوب: «سعيد جداً بهذا المعرض، والفن رسالة وشيء جميل يعبر عن حالة إنسانية إبداعية قد تدخل الفرحة على قلوب الآخرين عندما تقدم شيئاً جديداً ومختلفاً، وسورية مهد الحضارات ومن بلدنا ظهر الفن والإبداع ورسالتنا للآخرين مازالت مستمرة».
وأضاف: «عكست في لوحاتي جمالية الأشياء التي تحيط بنا وعلى رأسها المرأة التي تزين الأماكن الحاضرة فيها، لذلك خلقت حالة من التداخل بين المنزل والمرأة لكونهما يرمزان للحياة والسعادة والراحة».
معرض ثنائي
وأوضحت مديرة ثقافة دمشق نعيمة إبراهيم أن معرض اليوم ثنائي يضم أربعين لوحة تنتمي للفن التجريدي، وأغلب اللوحات جاءت باللون الداكن وذلك للدلالة على بعض الأشياء التي تجول في خاطر الفنان، وكل لوحة تطرح موضوعاً مختلفاً يراه كل شخص بمنظور مختلف حسب ثقافته وذائقته.
وقالت: «نحن دائماً نقدم تسهيلات للفنانين على اختلاف فئاتهم العمرية بأن نفسح لهم المجال في مراكزنا الثقافية، وندعمهم بخططنا ونسلط الضوء عليهم لنعرف الناس بفنهم».
أعمال مميزة
كما قال أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم: نشكر الفنانين اللذين قدما أعمالاً متميزة ترتبط بالتجريد والسريالية والانطباعية بشكل عام، حيث اشتغلا من خلال ثلاث مدارس بطريقة أوصلتهما لهدفهما، والمتلقي لا يمكنه قراءة اللوحة وحده ويحتاج أن يشرح له أحد الفنانين ماهيتها وهذا دليل على قوة تلك الأعمال التي تبعث الكثير من التساؤلات والحيرة في نفس المتلقي».
محاولات جميلة
وبين الفنان عصام مأمون أنه: «سعيد جداً بالمعارض التي تقام مؤخراً، وأشكر جميع الفنانين الذين يشاركون خلال هذه الفترة الصعبة وهذا دليل على وعيهم ومحبتهم للفن بشكل جدي».
وأضاف: «في هذا المعرض أرى محاولات لإيجاد صيغ جديدة وهناك جرأة وتجربة مميزة وهذا الشيء مهم جداً، وأنا اليوم أؤيد أن يكسر الفنان كل القيود ويحاول تقديم صيغ جديدة».
وتابع: «أشكر الفنانين علي وعدنان على هذا المعرض اللطيف بكل ما فيه من محاولات جميلة عكست تأثرهما بألوانهما وتراثهما ومنطقتهما، واستطاعا اللعب بالتجريد والأشكال التعبيرية».