طهران أكدت أن الولايات المتحدة شريكة أساسية في جرائم حرب الكيان … أمير عبد اللهيان: على واشنطن التوقف عن النفاق بشأن العملية الإسرائيلية في رفح
| وكالات
حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس الإثنين، الأميركيين من سلوكهم المزدوج عبر الحديث عن وقف إطلاق النار وفي الوقت نفسه تشجيع الاحتلال الإسرائيلي على مهاجمة رفح، وبدورها أكدت الخارجية الإيرانية أمس أن واشنطن شريك أساسي في جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، أشار أمير عبد اللهيان، خلال لقاء وفد حكومي إلى استمرار جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وقال إن حماس عرضت خطة شاملة لوقف الإبادة الجماعية ورفع الحصار الإنساني وتبادل الأسرى وإعادة بناء غزة، مشيراً إلى تحذير قيادات المقاومة من مغبة أي عمل عسكري ضد سكان غزة ورفح.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق أياً من أهدافه المعلنة وبالتالي يواصل قرع طبول الحرب والتهديدات، محذراً الأميركيين من سلوكهم المزدوج، ولفت إلى الموقف الواضح لبلاده منذ بداية الإبادة الجماعية في غزة، مؤكداً أن إيران تدعم بقوة أي حل يضمن أمن المنطقة وحقوق الشعب الفلسطيني.
وفيما يخص ازدواجية المعايير التي تحدّث عنها الوزير الإيراني، فقبل أيام أكد الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن «العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تتم من دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم المدنيين هناك». وعليه فإن بايدن هنا لا يعارض ما يسميها «العملية العسكرية في رفح»، لكن ما يطلبه «خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ»، وهو على عكس تصريحاته الداعية لحماية المدنيين في القطاع وإدخال المساعدات إليهم.
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس، أن واشنطن أظهرت أنها شريك أساسي في جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الكارثة التي يشهدها قطاع غزة منذ أشهر أسقطت القناع عن الكذب الغربي.
وشدد كنعاني على أن المساعي الأميركية لإنقاذ الاحتلال الإسرائيلي مازالت مستمرة، ولولاها لما تمكن الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة الحرب، وفيما يخص القرارات الدولية والتغافل عن اتخاذ قرار وقف إطلاق النار، أكد كنعاني في هذا الصدد أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جدية تجاه وقف الجرائم الوحشية ضد الأبرياء.
وعلّق المتحدث الإيراني على المقترح الجديد الذي قدمته الجزائر بخصوص قطاع غزة، قائلاً إنه «سيواجه الفيتو الأميركي، والاجتماع المقبل لمجلس الأمن سيكشف جدوى المجتمع الدولي أمام هذه الكارثة»، هذا وذكر كنعاني أن الدبلوماسية الإيرانية منذ بداية العدوان على قطاع غزة وحتى الآن ما زالت مستمرة لبذل ما يمكن من مساع لوقف الوحشية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
وأعرب كنعاني عن تأييد بلاده لقرار الاتحاد الإفريقي الداعي إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، ووقف سياسة العقاب الجماعي وجريمة الإبادة، وإلى رفع الحصار، والامتثال إلى قرارات محكمة العدل الدولية الخاصة في قطاع غزّة.
وأضاف إن القرار المؤقت لمحكمة العدل الدولية وضع الكيان الإسرائيلي أمام مسؤولية جدية، مضيفاً إن إيران تتوقع من المحكمة الدولية أن تستكمل خطوات تكميلية لتحميل الكيان الإسرائيلي مسؤوليته ومحاكمة مسؤوليه، وشدد على أن إيران تطالب المجتمع الدولي بالتحرك القانوني والدبلوماسي لمحاسبة إسرائيل.
وفي سياق منفصل، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن علاقات إيران اليوم جيدة مع دول الجوار، وقال: «نشهد خطوات عديدة لتعزيز العلاقات الإقليمية على مختلف المستويات»، وشدد على أن تعزيز الدبلوماسية والعلاقات مع دول الجوار أولوية أساسية في سياسة إيران الخارجية.
وبشأن العراق، شدد كنعاني على أن الوجود العسكري الأجنبي لا يخدم العراق وأمنه واستقراره، وأكد ضرورة خروج القوات الأميركية من المنطقة لأنها لم تعزز ولن تعزز الأمن الإقليمي أبداً بل ستزعزعه، وتابع الشعب العراقي هو من يتخذ القرار حول الوجود الأميركي على أراضيه، مشيراً إلى أن هناك قرار برلمان واضحاً وصريحاً بهذا الخصوص وإيران تدعمه.
في الغضون، شدد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري على أن مصير العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو الهزيمة، ولا يمكن لأي قوة أن تغير من ذلك المصير، مشيراً إلى أن هذا العدوان يمثل حادثة كبيرة ستؤدي إلى تاريخ جديد للمنطقة والعالم.
وقال باقري في كلمة له اليوم خلال مراسم تسليم سفينتي الشهيد صياد شيرازي والشهيد حسن باقري إلى بحرية الحرس الثوري: إن «الكيان الصهيوني مني بهزيمة لا يمكن تعويضها، لكنهم يريدون تعويض هذه الهزيمة بقتل الفلسطينيين وهو أمر غير ممكن بالتأكيد».