مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تتصدر الحالة الصحية للرئيس الأميركي جو بايدن الأخبار في الولايات المتحدة، إذ إن ظهور الرئيس بمظهر الرجل العجوز المصاب بالخرف أدى إلى طرح أسئلة كثيرة في الشارع الأميركي حول إمكانية بايدن في الاستمرار في الحكم لأربع سنوات أخرى، ما دفع الصحف الأميركية أن تطرح سؤالا مهماً: ماذا على بايدن أن يفعل في هذه المرحلة لإقناع الناخبين بأنه، في سن 81 عاماً، ليس كبيراً جداً بحيث لا يمكنه الخدمة لفترة ولاية أخرى كرئيس؟ فهو ليس أكبر بكثير من منافسه المحتمل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب البالغ من العمر 77 عاماً والذي كان سنه وقدراته العقلية أيضاً موضوع جدل، ولكن على ما يبدو أن الناخبين أكثر اهتماما بقدرات بايدن من قدرات ترامب.
جمعت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية أفكار وآراء مجموعة من المختصين من كلا الحزبين حول كيف سيقنع بايدن الناخبين والسياسيين الأميركيين أنه ما زال قادراً على أن يكون رئيساً.
بداية يرى النائب التنفيذي لمدير العلاقات العامة في مؤسسة «الطريق الثالث»، مات بينيت، أن «الرئيس لا يستطيع أن يستمر في التعامل مع الأسئلة المتعلقة بعمره وكأنها هراء يصنعه خصومه، وعليه أن يعلم أن لدى العديد من الناخبين أسئلة مشروعة حول قدرته على القيام بهذه المهمة في منتصف الثمانينيات من عمره»، لذلك يرى، بينيت، أن «على الرئيس والسيدة الأولى إجراء مقابلة مدتها 60 دقيقة لمناقشة الأمر، وهذا من شأنه أن يسمح له بالاستمرار في الهجوم من خلال إنهاء دفاعه».
أما المستشارة في حملة السيناتور، ميت رومني، الرئاسية لعام 2008 و2012، بيث مايرز، فتقول: «يمكن للرئيس أن يخضع لتقييم معرفي أو يظهر بشكل أكثر انتظاماً في الأحداث العامة غير المكتوبة، ولكن في نهاية المطاف التقدم في السن ليس قضية يمكن نسجها ويجب على أصدقاء الرئيس ومستشاريه أن يتعاملوا مع الحقيقة الصعبة».
الخبير الإستراتيجي والإعلامي الديمقراطي، جارفيس ستيوارت، يرى أن «على بايدن أن يتواصل مع الناخبين الديمقراطيين الرئيسيين، ليس في الولايات التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي فحسب ولكن أيضاً في الولايات المتأرجحة، وأن يُبدي عدم خوفه من الاستماع إلى مخاوف الناخبين على الأرض، بالمقابل الناخبون بحاجة للتأكد من قدرة الرئيس على إدارة قضايا السياسة الداخلية والخارجية الحاسمة».
تقول الرئيس السابق للجمعية الأميركية للمستشارين السياسيين، روز كابولتشينسكي، إن «على الرئيس بايدن ألا يقلق من الطبقة السياسية بل عليه الخروج من العاصمة وحضور تجمعات ودية صغيرة لتذكير الناخبين المتأرجحين بتعاطفه وكفاءته في حل القضايا المهمة خاصة في مجال الاقتصاد».
يعتقد المدير في مشروع المساءلة الجمهورية، جون كونوا، أن «على جو بايدن الاعتماد على سنه الكبير وتحويله إلى أمر إيجابي، إنه بحاجة إلى الحديث عن عقود من الخبرة التي اكتسبها، وكيف كان يعمل من أجل الشعب الأميركي منذ العام الذي فاز فيه فيلم «العراب» بجائزة أفضل فيلم، وتحويل صورته من «رجل عجوز» إلى «رجل دولة محنك»، على حين يقول الإستراتيجي الديمقراطي وليد شهيد، إنه «يجب على بايدن أن يتبنى نهجاً شاملاً يعطي الأولوية للدبلوماسية والحكم الرحيم والإغاثة الاقتصادية، ما سيساعده في رأب الصدع بين الأجيال داخل حزبه، وإثبات قدرته على قيادة تحالف ديمقراطي موحد ومتطلع إلى المستقبل».
الخبيرة الإستراتيجية، ماريا كاردونا، تعتقد أن «على حملة بايدن أن تسمح له بأن يكون على طبيعته مع زلات اللسان وكل شي، إن تعاطفه وأصالته وإنسانيته هي قواه الخارقة. ومن ثم تحتاج حملة بايدن إلى الاستمرار في التأكيد على أداء رئيس الولايات المتحدة، فقد تفوق الرئيس بايدن على الجمهوريين في قضية الهجرة والحدود».
هل سيستطيع جو بايدن التغلب فعلاً على مسألة العمر وإقناع الناخب الأميركي إذا استمع إلى نصائح المحللين؟ أم إنه من الصعب جداً على الشارع الأميركي أن يضع مصير البلاد في أيدي رجل عجوز؟
كاتبة سورية مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية