دمشق: غطاء لمواصلة جرائم الحرب.. بكين: لا يختلف عن إعطاء رخصة للقتل … غضب دولي ضد الفيتو الأميركي ودعوات لإصلاح مجلس الأمن
| الوطن
على حالة من الغضب والاستنكار الدولي الواسع، قوبل الفيتو الأميركي الأخير في وجه مشروع القرار الجزائري الداعي لوقف إطلاق النار في غزة، والذي مددت بموجبه واشنطن حرب الإبادة الجماعية ومنحت إسرائيل وفقاً لتوصيف المندوب الصيني في مجلس الأمن «رخصة للقتل» تبيح لها ارتكاب ما تشاء من المجازر ومواصلة المذبحة بحق مدنيي فلسطين.
سورية وفي بيان صادر عن خارجيتها أمس، اعتبرت أن استخدام أميركا للفيتو في مجلس الأمن، يشكل غطاء للاحتلال لمواصلة جرائم الحرب والإبادة الجماعية، وأوضحت الوزارة أنه و«بعد مضي 138 يوماً على العدوان الإسرائيلي الغاشم، وبعد استشهاد أكثر من 29 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال، تدّعي الولايات المتحدة أن الوقت غير مناسب للتصويت على قرار يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتستمر بتوفير الغطاء السياسي والعسكري لإسرائيل لمواصلة ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق من تبقى من أطفال ونساء وشيوخ فلسطين».
وشددت الخارجية على وجوب اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته في وقف جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، وتأكيدها ضرورة تحمل مسؤوليته أيضاً في الحفاظ على حياة الفلسطينيين، ورفض تكرار تهجيرهم، وضمان حصولهم على حقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها بناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
إيران من جهتها، وعلى لسان رئيسها إبراهيم رئيسي استنكرت الفيتو الأميركي، وأكدت أن الولايات المتحدة هي المسبب لجرائم الإبادة الجماعية في القطاع، وقال: من دون أدنى شك أميركا هي مركز كل الشرور في العالم، والمصدر الرئيس لها، ومسبب الجرائم والإبادة الجماعية في غزة، والمسؤول عن استمرار هذه الجرائم، وعلى كل العالم أن يدين هذه التصرفات.
بدورها، انتقدت الصين بشدة أمس الفيتو الأميركي وأكدت أنه سيزيد الوضع خطورة، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ خلال مؤتمر صحفي: إن الولايات المتحدة تفردت مجدداً بفرض الفيتو جاعلة الوضع في غزة أكثر خطورة، والأطراف المعنية ومن بينها الصين أعربت عن خيبة أمل كبيرة وعن استيائها.
وأكدت ماو أن الوضع الإنساني في غزة أصبح خطراً جداً فيما تأثر الأمن والاستقرار الإقليميان بشدة من جراء استمرار الحرب الإسرائيلية.
مندوب الصين في الأمم المتحدة تشانغ جيون كان اعتبر في تصريح له عقب التصويت أول أمس في جلسة مجلس الأمن أن الاعتراض على وقف إطلاق النار في غزة لا يختلف عن إعطاء رخصة للقتل، وأشار إلى أنه بالنظر إلى الوضع على الأرض، فإن التجنب السلبي المستمر لوقف فوري لإطلاق النار لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار المذبحة.
السعودية من جهتها أعربت عن الأسف لنقض مشروع القرار، ودعت إلى إصلاح مجلس الأمن كذلك عبرت سلطنة عمان عن استنكارها لفشل مجلس الأمن في إصدار قرار لوقف إطلاق النار، فيما اعتبرت منظمة التعاون الإسلامي أن ما جرى سينعكس سلباً على دور مجلس الأمن في حفظ السلم والأمن الدوليين، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
تزامنت هذه المواقف مع مواصلة جلسات الاستماع للمداولات التي تعقدها محكمة العدل الدولية لليوم الثالث، حول العواقب القانونية لاحتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية، إذ قدمت عدة دول مرافعاتها وحملت الاحتلال مسؤولية انتهاكات القوانين الدولية بشكل ممنهج في فلسطين المحتلة.
يأتي ذلك في وقت واصلت فيه المقاومة الفلسطينية التصدّي لقوات الاحتلال في كل محاور الاشتباك في قطاع غزة، وخصوصاً في حي الزيتون شمال القطاع حيث تدور اشتباكات عنيفة، بدورها أقرت إذاعة جيش الاحتلال بـ3 حوادث قاسية خلال معارك حي الزيتون، أحدها اشتباك بين قوة «غولاني» ومقاومين، وذلك من مسافة قريبة في أحد أزقّة حي الزيتون قتل خلالها جندي إسرائيلي.
من جهته أشعل حزب اللـه أمس، بنيران صواريخه وأسلحته المناسبة مواقع وثكنات ومستوطنات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، محققاً إصابات مباشرة في تموضعات وتجمعات جنوده المنتشرين فيها.