تأثير المدربين
| خالد عرنوس
في زاوية سابقة ذكرت ما جرى من حوار بيني وبين صديقنا المخرج الدرامي سمير حسين والذي يستحق لقب محلل كروي بدرجة امتياز وخاصة عندما يكون الكلام عن الكرة الإنكليزية ولاسيما أنه أحد المتيمين بعشق مانشستر يونايتد وهو الذي عاش في بلاد الضباب لسنوات عايش من خلالها أدق التفاصيل لأم كرة القدم.
محور المناقشة كان المدربين وأهمية عملهم في صنع فريق كبير وبالطبع كان لمان يونايتد حصة الأسد من النقاش خاصة وسط المطالبة بالإطاحة بمدربه، وبدا جلياً أن صديقي (اللدود) من أنصار (تفنيش) المدرب لويس فان غال وإنهاء حقبته في أولد ترافورد وحجة صديقنا كما معظم المانشستراويين أن عصر (الختيار) الهولندي قد ولى إلى غير رجعة واليونايتد بعد عهد الأسطورة فيرغسون بحاجة إلى دماء جديدة وبناء جديد من دون التنازل عن اللعب مع الكبار أي الدور الذي تعوّد عليه خلال ربع قرن مضى، واستشهد صديقنا بفيرغسون الذي أسس عملاً متميزاً وانتظرته الجماهير قرابة خمس سنوات حتى صعد إلى القمة وأعاد للشياطين الحمر عصرهم الذهبي ولم يكتف بالمقارنة مع السير مات بازبي الذي انتشل فريق الستينيات من حادثة ميونيخ إلى السيادة الأوروبية بل وضع المانيو على قمة البطولة الإنكليزية، وفيرغسون حسب رأي الأخ (سمير) نجح لأنه كان من طينة المدربين الكبار، واليونايتد بحاجة إلى مدرب شاب يمتلك الطموح والرغبة الجامحة للوصول إلى سمعة وقيمة فيرغسون.
هذا الكلام هو عين الصواب لكن هل يحتمل عشاق الفريق الذين تربّوا على رؤيته فوق منصات التتويج غيابه عنها ثلاث أو أربع سنوات؟.. وللتذكير فإن فيرغسون تسلم شبه أنقاض لفريق كبير وكانت إدارة النادي على وشك إقالته مطلع عام 1990 لولا تأهله يومها إلى نهائي كأس إنكلترا التي كانت فاتحة انتصارات الحمر تحت قيادته.
الملايين ممن يعشقون النادي يرون أن الفريق بما يملكه من مواهب ونجوم وإمكانيات مادية هائلة ليس بحاجة إلا لمدرب يعرف يقود الدفة وسط أمواج الكرة الإنكليزية العاتية، وهم مقتنعون تماماً أن الفريق بحاجة إلى فكر تدريبي جديد وليس إلى أفكار مدرب عتيق جاءهم في خريف عمره!
اليوم وبعد خسارة جديدة لليونايتد في أولدترافورد يتجدد الحديث عن إقالة فان غال الذي أبدى في وقت سابق أنه يفكر بإنهاء عقده سريعاً، فهل يكمل الموسم؟.. أم إن الجماهير ستفرض رأيها على الإدارة؟.