يستمر المخرج تامر إسحق بتصوير مسلسل «بيت أهلي» في دمشق لعرضه خلال الموسم الدرامي الرمضاني، وهو من تأليف فؤاد شربجي وبطولة كوكبة من النجوم وعلى رأسهم النجمان الكبيران أيمن زيدان وسلوم حداد.
يستعرض العمل حقبة الأربعينيات في سورية، وتتناول أحداثه صراعاً بين شخصيتي (نوري/أيمن زيدان) و(أبو عدنان/سلوم حداد)، فيتطور هذا الصراع بعد خروج الأول من السجن، ويصبح أحد العناصر الرئيسية في الحبكة الدرامية للمسلسل.
ويتناول العمل قضايا اجتماعية وثقافية في سورية، مع التركيز على مدينة دمشق، وأحداثاً هزت العاصمة حينها، ويتميز المسلسل بتقنية توثيقية تبدأ مع اغتيال الطبيب عبد الرحمن الشهبندر، وتتابع مع أحداث مهمة مثل تظاهرة جنازته، وتستكشف التداعيات السياسية والاجتماعية لهذه الفترة، مع الاعتماد على الطقوس الشامية وأجواء الحارة، مع الابتعاد عن الأسلوب الرائج، متبنياً تقنية كتابة جديدة تعرف بـ«تقنية الرواية التلفزيونية»، يعكس المسلسل تجربة فريدة تمزج بين الدراما النافعة والابتعاد عن التفاهة، ما يجعله يتماشى مع الطابع الرمضاني ويميزه في عالم المسلسلات الشامية.
البيئة الشامية في العمل وصفها كاتبها بالـ«ناضجة والحية» يتفاعل فيها الحب مع الشر.
ويقدم العمل عدة خطوط تشويقية ورومانسية وطريفة وكوميدية، ويروي قصصاً عن الحب والجريمة والانحلال والغرائز والأطماع، لتجتمع كل هذه الحكايات في رواية واحدة.
ويعد هذا العمل ثالث أعمال البيئة الشامية بعد الجزء الثاني من مسلسل «العربجي» ومسلسل «عزك يا شام»، في وقت أعلن فيه تأجيل الجزء الرابع عشر من مسلسل «باب الحارة» إلى الموسم المقبل.
صراع النجوم
يشهد العمل صراعاً بين اثنين من أهم نجوم الدراما السورية منذ نهضتها مروراً بعصرها الذهبي وحتى اليوم هذا، حيث يحضر أيمن زيدان وسلوم حداد في عمل واحد بعد 12 عاماً من لقائهما الأخير، علماً أن «بيت أهلي» سيشكّل الحضور المشترك السادس بينهما.
ويعود آخر اجتماع بينهما إلى عام 2012 عندما حضرا في مسلسل «زمن البرغوت» مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد بشخصيتي «أبو وضاح» و«أبو نجيب».
أما الأعمال التي سبق وأن التقيا فيها فهي بداية مسلسل «حصاد السنين» عام 1985 مع المخرج علاء الدين كوكش بشخصيتي «مصطفى» و«أحمد»، ثم مسلسل «الخشخاش» عام 1991 مع المخرج بسام الملا والكاتب فؤاد شربجي بشخصيتي «تيسير» و«صالح»، يليه مسلسل «سكان الريح» عام 1992 مع المخرج محمد بدرخان بشخصيتي «عادل» و«صبحي»، وأخيراً مسلسل «الدوامة» عام 2009 مع المخرج المثنى صبح بشخصيتي «حسين طرواح» و«الضابط وهيب».
في رصيد زيدان أعمال شامية عدة، منها «الكندوش، زقاق الجن، زمن البرغوت، حرائر، باب الحارة، لك يا شام».
ومثله حداد أيضاً ومن أعماله الشامية: «العربجي، سوق الحرير، جوقة عزيزة، خاتون، وردة شامية، صدر الباز، الأميمي، زمن البرغوت، طالع الفضة، حمام القيشاني، شجرة النارنج».
عودة بعد غياب
يعتبر فؤاد شربجي من أوائل كتّاب الدراما الشامية، فبعد غياب دام عشرين عاماً، يعود للكتابة الدرامية ليقدّم عمله الجديد بعد آخر مسلسل كتبه وهو «الداية» للمخرج بسام سعد عام 2003.
كما كتب للدراما السورية مسلسلات شهيرة منها «أبو كامل» على جزأين للمخرج علاء الدين كوكش عامي 1991 و1992، و«الخشخاش» للمخرج بسام الملا عام 1991، و«بنت الضرة» 1997، للمخرج بسام سعد و«النصية» للمخرج غسان جبري عام 1998.
أما المخرج تامر إسحق فيعد أحد أبرز المخرجين الذين قدّموا أهم المسلسلات الشامية منذ انطلاقتها الأولى، محققاً نجاحات مهمة في حارات الشام ودكاكينها وبيوتها.
المخرج الذي قدّم الكثير من هذه المسلسلات، منها: «الدبور» عام 2010، و«الأميمي» عام 2012، و«زنود الست» عام 2014، و«صدر الباز» و«خاتون» 2016، و«وردة شامية» عام 2017، و«الحرملك» عام 2019، و«جوقة عزيزة» عام 2022، و«زقاق الجن» عام 2023.