ترنو أنظار عشاق السلة السورية مساء اليوم الإثنين في تمام الساعة السادسة بتوقيت دمشق إلى صالة شباب نادي الأهلي في إمارة دبي لمتابعة لقاء القمة الذي سيجمع منتخبنا الوطني مع نظيره الإماراتي وذلك في ختام مباريات النافذة الأولى من التصفيات المؤهلة لنهائيات آسيا 2025، في لقاء قمة مرتقبة بين منتخبين طامحين للخروج بنتيجة اللقاء.
تضميد الجراح
يدخل كلا المنتخبين اللقاء وفي جعبتهما خسارة، الإمارات خسرت أمام البحرين ومنتخبنا كبا أمام لبنان، لذلك يسعى المنتخبان إلى تعويض هذه الخسارة والعودة لأجواء المنافسة لأن الخسارة ستضعف آمال المنتخبين في حجز بطاقة التأهل بنسبة كبيرة، منتخبنا قدم أداء جيداً في الربع الأخير أمام لبنان وبدا بحالة جيدة لكن هذا لا يعني أن نقول بأن الفوز بات شبه محسوم لأن الفوز يتطلب اللعب بقوة وتركيز عالٍ والتقليل من الأخطاء ووضع حد لمفاتيح القوة عند المنتخب الإماراتي، ولدى منتخبنا الكثير ليقدمه من لاعبين مؤثرين ومهرة قادرين عبر الحلول الفردية على تقليص أي فارق، ويضم منتخبنا لاعباً مجنساً (بليك) وهو من طراز السوبر ستار ومن ورائهم مدرب جيد ومجتهد، ومن المتوقع أن يساند منتخبنا جمهور كبير من الجالية السورية الموجودة بالإمارات، وهذا من شأنه أن يشكل أوراق ضغط على لاعبي المنتخب الإماراتي.
أوراق فاعلة
يلعب منتخبنا بأداء منسجم ويمتاز بنقل سريع للكرة، لكنه بطيء فرديّاً ويمكن التفوّق عليه بوضوح بلاعبين مهاريّين، نحن لا نملك هذه الميزة لذا يجب تعويضها بسرعة التحوّل الهجومي الذي ظهر في مباراة فلسطين، يتميّز المنتخب الإماراتي أيضاً بوجود الجناح المسدّد عمر العميري الذي سجّل 15 نقطة في المباراة السابقة أمام البحرين، منها 4/8 من خارج القوس، إضافة إلى لاعب مجنّس هو مامادو نداي (ارتكاز بطول 210 سم)، لم يشارك لدقائق طويلة في التصفيات التمهيدية، وأرقامه في تلك الدقائق كانت ضعيفة.
بشكل عام تبدو الكفة متوازنة بين المنتخبين والوصول لنقاط الفوز يحتاج إلى هدوء في اللحظات الأخيرة من عمر الهجمة والتركيز العالي.
تذكير بنظام التصفيات
يتأهل أصحاب المركزين الأول والثاني من المجموعات الستّ، أما أصحاب المركز الثالث فسيخوضون ملحقاً (من ستّة منتخبات) يتأهل منها أربعة.
تأخر وتحضيرات متواضعة
على الرغم من معرفة اتحاد السلة لروزنامة المنتخب منذ أشهر غير أنه لم ينجح في تحضيرات المنتخب كما يجب، حيث لم تخرج التحضيرات عن إطارها الكلاسيكي رغم وجود الدعم الكبير في شقيه المادي والمعنوي ورغم ذلك بقيت منتخباتنا تسير بخطا غير واضحة لا تدعو للتفاؤل، فخرجنا من التصفيات الآسيوية التي استضفناها قبل أشهر قليلة بصالة الفيحاء بدمشق بخفي حنين، وتاه منتخبنا أداء ونتيجة أمام منتخبات كان جل حلمها الخسارة أمام منتخبنا بفارق أقل من عشر نقاط، وهذا الواقع يضعنا أمام حقيقة مفادها أن تحضيرات منتخبنا تعد حلقة كاملة يتقاسمها الأندية وطريقة التحضير معاً.
ولم تأت نتائجنا الأخيرة من عبث وإنما أتت نتيجة سلسلة من الأخطاء كنا نمني الأنفس في تجاوزها من مشاركة لأخرى، ولقد صبرنا طويلاً وصمتنا على مضض خشية على تحضيرات المنتخب، ورغم المؤشرات الكثيرة والمظاهر الواضحة للخلل في بوصلة الإعداد فقد تجاوزنا تجاهل اتحاد كرة السلة لكل هذه الإشارات ورفضه لتصحيح مسار المنتخب في جميع مشاركاته، واستمراره بالتعنت في رفض أي تصحيح أو تصويب أو مراجعة للمقدمات التي أدت إلى نتائج مهينة بحق السلة السورية وجمهورها، وما صرف عليها، فبعد إنفاق المليارات لتحضير المنتخب والمعسكرات الخارجية بين هنا وهناك، سقطت الوعود والعهود التي سوّقها اتحاد كرة السلة للجمهور منذ توليه مهامه بأن عهد الهزائم قد ولىّ، وبأن شخصية جديدة ستعيشها المنتخبات الوطنية، وفعلاً شهدنا شخصية جديدة بفضل إستراتيجيات التنظير والتبرير والتفرد بالقرار، وظهر المنتخب في عهد هذا الاتحاد خانعاً مستسلماً متخاذلاً غير مكترثٍ لجمهوره الذي خرج عن طوره وانضباطه نتيجة الاستهتار والتهاون وخاصة في مشاركته الأخيرة في صالة الفيحاء بدمشق والتي كان من المفترض أن تكون موقعة للذكرى والتاريخ بفوز متوقع على لبنان، ليصفع خد أحلامنا منتخب لبنان من دون أن نرى أي إستراتجية واضحة المعالم لإعداد المنتخب قبل أي استحقاق بفترة زمنية مقبولة يتمكن خلالها مدرب المنتخب أن يصل بأفكاره إلى اللاعبين ويصل بهم إلى مرحلة جيدة من الانسجام والتناغم.