الرهان… عرض مسرحي عن أدب تشيخوف … البقاعي لـ «الوطن»: الرهان في عمله يأتي من أن الحب هو الملاذ في الأوقات العصيبة
| مصعب أيوب
على خشبة مسرح القباني بدمشق انطلقت عروض العرض المسرحي «الرهان» عن نص للأديب الروسي أنطون تشيخوف عند الساعة السادسة مساء يوم الأحد، وهو عرض ألفه وأخرجه زهير البقاعي وشارك في تمثيله أيضاً كل من نجاة محمد ويارا مريم.
معاناة امرأة
تدور فكرة العمل الرئيسية حول معاناة المرأة وصمودها في وجه التحديات ولاسيما من خلال شخصية هدباء التي توفي والدها وتعيل أمها وأخاها وتعيش برفقتهما في منزل بالأجرة، ونتيجة تكدس الديون عليها وضيق الأحوال تستذكر ذات مرة أن لها ديناً على إحدى السيدات وتقرر استرداد الدين منها لتجدها فارقت الحياة وتتجه إلى زوجها الثري الذي يمتنع عن إعطائها النقود، ولكن بعد كثير من المماحكات والنقاشات يجد نفسه واقعاً في غرامها ويقرر في النهاية أن يعطيها ما تطلب ليؤكد العمل أن الحب هو الخلاص.
قيمة فنية وأدبية
في كلمة لـ«الوطن» أفاد مخرج العرض زهير البقاعي أن ما دفعه إلى تبني الفكرة ومحاولة تقديمها هو القيمة الفنية والأدبية لدى الكاتب الروسي تشيخوف، بحيث أنه يهتم دائماً بالأمور الصغيرة والجزئيات الحياتية على الرغم من افتقاد النصوص في كثير من الأحيان إلى الحدس ولكنه في الحقيقة قيمة كبيرة وعظيمة بالنسبة للمسرح لأنه غيّر مفاهيم كثيرة على صعيد النص المسرحي، وأنا يلفتني جداً هذا الجانب بحيث تحمل تلك الأعمال كثيراً من الأبعاد النفسية والاجتماعية والإنسانية والكثير من الطرافة.
شغف المسرح
وعن اختياره للممثلات نوه البقاعي بأن نجاة محمد لديها تجارب مسرحية عديدة في المسرح وشغوفة به وهي قادمة من مدينة اللاذقية من أجل ذلك، فهي بذلت جهوداً عالية جداً في سبيل المسرح وأنا أردت أن تشاركني في هذا العمل لأنها تحمل مواصفات عالية على صعيد أدوات الممثل إضافة إلى أنها استطاعت أن تحمل العمل على عاتقها وفي قلبها، ويارا مريم عملت سابقاً مع المخرج مأمون الخطيب والأستاذ وليد الدبس ولديها كثير من الاجتهادات وتسعى إلى تطوير نفسها وأدواتها.
صمود وصلابة
وعن فكرة العرض يقول البقاعي: جاءت فكرة العرض من الظروف العصيبة التي عاشتها سورية ومن معاناة المرأة التي لم تكن بمنأى عن الحدث، فقاومت وصمدت بصلابة وعاشت معاناة شديدة جداً وأثبتت أنها على قدر حمل المسؤولية، وهذا الجانب قد شغلني صراحة بحيث أن المرأة السورية استطاعت أن تبرهن على قوتها وقدرتها في المواجهة والصمود، فجاء العمل كعمل مشهور جداً في العالم من خلال مسرحية الدب لتشيخوف وأنا قمت ببعض التعديلات على شخصيات النص الأساسي وأردت أن تكون المرأة هي محور ومركز العمل.
عالم مضطرب
وأضاف: لجأنا إلى مسألة تضييق النص بحيث يلامس المجتمع السوري بشكل عام وهذه الملامسة كحالة بيئوية تقارب الواقع السوري بالإضافة إلى بعض اللمسات من مسرح العبث والتداخل مع المسرح الواقعي ما يشكل حالة من عالم مضطرب جداً يعج بكثير من الإشكالات، فالإنسان يتعرض لكثير من المواقف التعيسة التي يؤكد فيها أن الإنسان معجون بالخير والحب بالفطرة وحين يكون الحب ينتصر كل شيء جميل، والاختيار جاء اختياراً لأشياء كثيرة وحاولنا تقديم العرض الذي يحمل مواصفات بسيطة كحدث مباشر وبسيط بطريقة شفافة وخفيفة تبتعد عن المباشرة وتحمل خيطاً طريفاً بعض الشيء وهذا من ضمن العرض الذي قدمناه بألا يكون ثقيلاً، فهو بسيط وخفيف ولطيف ويحمل بعض الرسائل حول قيمة الجمال والفن والحب لنثبت في النهاية أن الحب ينتهي أخيراً.
ضائقة مادية
وعن مشاركتها في العمل تقول الممثلة الشابة نجاة محمد التي أدت دور هدباء التي تعيش ضائقة مادية برفقة عائلتها وتخوض عدة صراعات مع الرجل الثري الذي فارق زوجته، أفادت بأنها تفضل العمل مع المخرج زهير البقاعي وتثق في اختياراته، مبينة أن العرض ينتمي لنوع السهل الممتنع، فهي تؤدي دوراً يعيش تقلبات كثيرة وحوارات مطولة، مشيرة إلى أنه لم يكن من السهل حفظ هذا الحوار الذي وصفته بالصعب والمعقد، وأشارت إلى أن العرض اعترضه بعض المعوقات نظراً لضيق الوقت والإسراع في تنفيذ وتحضير المهام، منوهة بأنها تسعى لأن يحظى العرض بقبول الجمهور وهو ما تسعى إليه.