هؤلاء سيكونون قضاة المستقبل … 75 طالباً وطالبة أدوا قسم الانتساب إلى المعهد العالي للقضاء ووزير العدل: أفسحوا المجال لكل جديد وأعملوا العقل والتحليل
| محمد منار حميجو
أطلقت وزارة العدل والمعهد العالي للقضاء أمس الدورة الرابعة للمعهد معلنين بدء العام الدراسي الأول لـ٧٥ طالباً وطالبة ممن نجحوا في مسابقة القضاة، حيث أدى الطلاب قَسَم الانتساب للمعهد، وستستمر دراستهم فيه مدة عامين، ليتعين الخريجون لاحقاً قضاة حكم وقضاة نيابة عامة.
وخلال كلمة له أوصى وزير العدل الطلاب بأن يعوا ثقل الأمانة التي ستلقى على كواهلهم، وحجم المسؤوليات التي سيتصدون لها، والصفات التي عليهم التحلي بها كالنزاهة، وسعة العلم، ورحابة الحلم، وحضور البديهة، ودماثة الأخلاق، متمنياً لهم جنياً وفيراً من المعرفة والسمعة العطرة، فهم مستقبل القضاء واستمرارية القضاة.
وأضاف: إنكم اليوم على أعتاب مرحلةٍ جديدة شرعت لكم نوافذ المعرفة فوجب عليكم التحضير والتدريب والتحصيل وحسن التلقي، لذلك أفسحوا المجال لكل جديد وأعملوا العقل والتحليل في كل ما يردكم فإن فيه البيان وبناء شخصية القاضي التي سترسمونها طوال عملكم.
وأكدت عميد المعهد العالي للقضاء روعة الحلبي أن اختيار الطلاب يكون حسب حاجة الوزارة واستيعاب المعهد للعدد حتى يأخذ كل طالب حقه في التعليم والتدريب.
وفي تصريح لـ«الوطن» أوضحت الحلبي أنه يتم إعطاء الطلاب في المعهد دروساً نظرية، إضافة إلى التدريب العملي وذلك من خلال الجولات الميدانية التي لها صلة بالعمل القضائي، ضاربة مثلاً إقامة جولة على مجلس الشعب أو القضاء العسكري وإدارة الأمن الجنائي والهيئة العامة للطب الشرعي حتى يرى الطالب الأمور على أرض الواقع إضافة إلى إقامة المحاكم الصورية في المعهد لتدريب الطلاب على كيفية إدارة المحكمة وتعليمهم على كيفية صياغة القرارات القضائية.
وأشارت إلى أنه بعد عامين يتم تخريج الطلاب حيث إنه في الغالب يتم تعيينهم كقضاة نيابة أو قضاة تحقيق أو معاون قاضي صلح مدني أو جزائي وذلك حسب قانون السلطة القضائية.
ولفتت إلى أن انتقاء الطلاب يتم وفق ضوابط محددة ودراسة دقيقة، وذلك عبر أربع مراحل أقرها مجلس القضاء الأعلى تم تطبيقها في الدورة الثالثة وفي هذه الدورة الأعلى وهي لم تكن موجودة في الدورات السابقة، مشيرة إلى أن هذه المراحل تبدأ منذ الإعلان عن المسابقة وحتى قبول الطالب في المعهد.
وفي كلمة لها في افتتاح الدورة أكدت المساهمة الفاعلة للمعهد في رفد السلطة القضائية بكوادر مدربة ومؤهلة على مستوى عالٍ من الكفاءة حيث يتلقون التدريب العلمي والعملي على أيدي نخبة من الأساتذة المختصين بمختلف العلوم القانونية.
وأضافت: إن القضاء رسالة سامية وأمانة ثقيلة، وعلى قضاة المستقبل الاهتمام بالبحث العملي ومواكبة كل جديد في هذا المجال، وأن يكونوا أنموذجاً بالنزاهة والاستقامة والتواضع ومثالاً يحتذى به بالأخلاق، وعليهم الاجتهاد والعمل على تحقيق العدالة والإنصاف بكل تجرد، ويكونون عوناً للوطن لبنائه.
من جهته أكد القاضي خير اللـه المقداد على الطلاب المستجدين ضرورة الخوض في غمار العلم والفقه والاجتهاد وإيقاظ الفكر والاتسام بالحلم، لافتاً إلى أهمية الاستعانة بالاستشارات تجنباً للأخطاء.