يوم حداد وطني في روسيا الاتحادية وسفارات أجنبية تتضامن معها … موسكو: كل من شارك في هجوم كروكوس الإرهابي هو الآن هدف قانوني لنا
| وكالات
أعلنت موسكو أمس الأحد أن جميع المتورطين في هجوم كروكوس الإرهابي أصبحوا الآن هدفاً قانونياً ورئيسياً لروسيا، واعتبرت أنه حتى نهاية التحقيق في الهجوم الإرهابي يجب اعتبار أي تبرير من جانب واشنطن لنظام كييف بمنزلة «دليل إثبات دامغ»، في حين عم الحداد الوطني جميع أرجاء البلاد.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، أعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف عبر قناته على تلغرام أن جميع المتورطين في هجوم كروكوس الإرهابي أصبحوا الآن هدفاً قانونياً ورئيسياً لروسيا، قائلاً: كل من شارك بغض النظر عن بلده الأصلي أو وضعه هو الآن هدفنا القانوني والرئيسي.
بدورها، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه حتى نهاية التحقيق في الهجوم الإرهابي في كروكوس يجب اعتبار أي تبرير من جانب واشنطن لنظام كييف بمنزلة «دليل إثبات دامغ».
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن زاخاروفا قولها عبر قناتها على «تلغرام»: إنه حتى يتم الانتهاء من التحقيق في الهجوم الإرهابي على قاعة كروكوس فإن أي عبارة أو كلمة من واشنطن تحاول تبرير نظام كييف يجب اعتبارها دليل إثبات.
ومن جانبه أكد فلاديمير روغوف رئيس لجنة شؤون السيادة بالمجلس الاجتماعي الروسي أن تحذير السفارة الأميركية لموسكو بخصوص هجمات إرهابية ليس إلا «ضجيجاً إعلامياً فارغاً», ونقلت وكالة «نوفوستي» عن روغوف قوله: إن هذه التحذيرات هي في الواقع جعجعة إعلامية عقيمة وتافهة القيمة، وهي نوع من الخطة الماكرة لإظهار أهميتها وسعة اطلاعها وتفوقها، مضيفاً: إن هذا التحذير لم يتضمن عملياً أي تفاصيل وكان يهدف أكثر إلى زرع الذعر داخل المجتمع الروسي.
وتساءل روغوف: إذا كانت الولايات المتحدة على علم بالهجوم الإرهابي الوشيك فلماذا لم ترسل التفاصيل الدقيقة لخطة الهجوم والمنفذين المحتملين، هذه الأسئلة لم تتم الإجابة عنها بعد.
وفي وقت سابق أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أن بياني السفارتين الأميركية والبريطانية في موسكو عن تحذيرات لرعاياها دليل على أن استخبارات هذين البلدين كانت تمتلك معلومات حول الهجوم الإرهابي بموسكو.
من جانب آخر أفاد العقيد المتقاعد في جهاز المخابرات الطاجيكستانية، بختيور رحمانوف، بأن السفارة الأوكرانية في طاجيكستان جندت الإرهابيين لتنفيذ الهجوم الإرهابي على مجمع «كروكوس سيتي».
وقال رحمانوف لوكالة «سبوتنيك»: «تجنيد القتلة لتنفيذ الهجوم الإرهابي تم من خلال السفارة الأوكرانية في دوشانبيه، وسفيرها هو رئيس سابق للمخابرات الخارجية، والقنصلية نفسها كانت تبحث عن منفذين قبل عدة أسابيع من الهجوم، حيث نشرت أمراً بتوظيف قتلة بشكل علني على صفحة السفارة الأوكرانية في طاجيكستان».
وأشار إلى أنه قبل أسابيع قليلة من الهجوم الإرهابي، ظهرت معلومات على الموقع الإلكتروني للبعثة الدبلوماسية الأوكرانية بشأن دعوة الأجانب للانضمام إلى ما يسمى بـ«الفيلق الدولي»، وأضاف: «البعثة الدبلوماسية الأوكرانية قدمت جميع الاتصالات في الرسالة المنشورة، وما على الإرهابي المحتمل إلا أن يكتب أو يتصل».
وقال: ترأس عمل تجنيد الأجانب السفير الأوكراني فاليري إيفدوكيموف، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية، وشدد على أن مواطني طاجيكستان يصبحون بانتظام أهدافاً للتجنيد من الخدمات الخاصة الأوكرانية.
وتابع: الآن بعد اكتمال الأمر، تم حذف طلب البحث عن القتلة، لكن الإنترنت يتذكر كل شيء، احتفظت وسائل الإعلام المحلية بلقطة شاشة للإعلان، وحاولت مديرية المخابرات الرئيسية التابعة للمنظمة الإرهابية لوزارة الدفاع الأوكرانية ضرب عصفورين بحجر واحد، التحريض على الكراهية العرقية وقتل المزيد من المدنيين بشكل متطور.
وعاشت روسيا الاتحادية أمس حداداً وطنياً على ضحايا الهجوم الإرهابي في مجمع كروكوس التجاري، حيث توافد المواطنون منذ صباح أمس الباكر إلى موقع الهجوم لوضع الزهور.
وأوقد جموع المواطنين الشموع أمام المجمع، ووضعوا بعض التذكارات أمام النصب التذكاري المؤقت للضحايا الذين سقطوا في الهجوم الإرهابي مساء الجمعة الماضي.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس الـ24 من آذار يوم حداد وطني في البلاد على ضحايا الهجوم الإرهابي، مؤكداً أن جميع المتورطين فيه سينالون العقاب الحتمي.
ونكست سفارات العديد من دول العالم في موسكو أعلامها حداداً على ضحايا هجوم كروكوس الإرهابي في ضواحي العاصمة الروسية تزامناً مع إعلان يوم الحداد الوطني في عموم روسيا.
ونكست سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا وألمانيا والسويد وهنغاريا وبلغاريا أعلام دولها إلى منتصف السارية في إشارة إلى التضامن مع الشعب الروسي في يوم الحداد الوطني على الضحايا.
وجاء في بيان للسفارة الأميركية في «تلغرام»: اليوم، نكست السفارة الأميركية في موسكو علمها إلى منتصف السارية تضامناً مع الشعب الروسي الذي حزن على الخسائر في الأرواح نتيجة الهجوم الإرهابي (كروكوس) المروع الذي وقع في 22 آذار، ونشرت السفارة صورة للعلم منكساً.
بدرورها، قالت سفارة هولندا بموسكو في بيان: في يوم الحداد الوطني في روسيا، تم تنكيس العلم فوق السفارة الهولندية، وأظهرت الصور المنشورة على قناتها في «تلغرام» أن علمي هولندا والاتحاد الأوروبي قد تم تنكيسهما.
وأظهرت الصور والفيديوهات من مناطق العاصمة موسكو تنكيس العديد من السفارات الغربية والأجنبية لأعلامها أمس.
في غضون ذلك أصدرت وزارة الطوارئ الروسية بياناً أمس أكد مقتل 133 وإصابة 152 شخصاً في هجوم كروكوس الإرهابي بضواحي موسكو، منوها بمواصلة عمليات رفع الأنقاض بعد الحريق، وجاء بيان الطوارئ الروسية نقلاً عن البيانات المحدثة الصادرة عن مقرها في مقاطعة موسكو، وقال: نتيجة الهجوم الإرهابي، أصيب 285 شخصاً بينهم 8 أطفال، توفي منهم 133 شخصاً بينهم 3 أطفال.