عقب العدوان الإسرائيلي في حلب.. مراقبون لـ«الوطن»: واشنطن نشطت الاتصال مع «النصرة» و«التركستاني» … دمشق: لإلزام الكيان بوقف جرائمه.. موسكو: عمل استفزازي.. طهران: دليل على دعم الإرهابيين
| دمشق - إدلب - الوطن - وكالات
أكدت سورية أن العدوان الإرهابي الذي شنه كيان الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة على ريف حلب، وأسفر عن استشهاد وجرح عدد من المدنيين والعسكريين، لم يكن من باب الصدفة أن يتزامن في الوقت نفسه الذي شنت به مجموعات إرهابية مسلحة من إدلب وريف حلب الغربي، داعية العالم إلى مساءلة مسؤولي الكيان عن جرائمهم، على حين أكدت روسيا أن العدوان عمل استفزازي ينطوي على عواقب خطيرة للغاية، في حين أوضحت إيران أن تزامنه مع عدوان التنظيمات الإرهابية دليل بيّن على دعم الكيان للإرهاب، في وقت أكدت مصادر مراقبة للوضع العسكري والأمني في إدلب لـ«الوطن» أن التنسيق الأميركي- الإسرائيلي مع التنظيمات الإرهابية بإدلب في أعلى مستوياته، وأن واشنطن نشطت خطوط الاتصال مع تنظيم جبهة النصرة و«الحزب الإسلامي التركستاني» الإرهابيين.
وزارة الخارجية والمغتربين قالت في بيان لها نشرته على موقعها الرسمي: إن «الجمهورية العربية السورية تدين العدوان الإرهابي الذي شنه كيان الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة مستهدفاً عدداً من النقاط في ريف حلب، ما أسفر عن استشهاد وجرح عدد من المدنيين والعسكريين ووقوع خسائر مادية بالممتلكات العامة والخاصة».
وأضافت الوزارة: «لم يكن صدفة أن يقوم الكيان العنصري الصهيوني بهذا العدوان في الوقت نفسه الذي شنت به مجموعات إرهابية مسلحة متحالفة مع الكيان الصهيوني هجمات واعتداءات بالطيران المسير نفذتها من إدلب وريف حلب الغربي».
وقالت الوزارة: «تشدد سورية على أن الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية، واعتداءاتها المتكررة على الأحياء السكنية تثبت الطبيعة العدوانية والهمجية لهذا الكيان، وتؤكد مجدداً أنه المسبب الرئيسي لحالة عدم الاستقرار في المنطقة ولمعاناة شعوبها جراء هذه الاعتداءات وجرائم الإبادة الجماعية اليومية التي ترتكبها الفاشية الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني».
وختمت بالقول: «تدعو سورية دول العالم كافة لتحمل مسؤولياتها إزاء الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمتكررة لمبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وإلزام الكيان الصهيوني ومن يدعمه بوقف اعتداءاتهم وجرائمهم في فلسطين وسورية ولبنان، ومساءلة مسؤولي وقيادات هذا الكيان عن جرائمهم بحق شعوب المنطقة، ودعمهم المتواصل لأدواتهم من التنظيمات الإرهابية والتي تشكل تهديداً مستمراً وخطيراً على دول وشعوب المنطقة والعالم وأصبح لا بد من وضع حد له».
من جهتها أدانت وزارة الخارجية الروسية العدوان، مؤكدة أنه انتهاك صارخ لسيادة سورية وللقواعد الأساسية للقانون الدولي، حسب ما ذكرت وكالة «سانا»، وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في بيان «مرة أخرى نؤكد أن مثل هذه الأعمال العدوانية ضد الجمهورية العربية السورية تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادتها وللقواعد الأساسية للقانون الدولي، أن هذه الهجمات غير مقبولة على الإطلاق ونحن ندين بشدة مثل هذه الأعمال الاستفزازية التي تنطوي على عواقب خطيرة للغاية في سياق التدهور الحاد للوضع في المنطقة».
طهران نددت على لسان المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني بقوة بالعدوان، مشدداً على أن تزامن العدوان مع هجمات المجموعات الإرهابية المنتشرة في سورية دليل بيّن على دعم الكيان الإسرائيلي لهذه المجموعات، حسب ما ذكرت وكالة «إرنا».
وفي السياق أكدت مصادر مراقبة للوضع العسكري والأمني في إدلب لـ«الوطن» أمس أن التنسيق الأمني والعسكري بين الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي من جهة، والتنظيمات الإرهابية في إدلب من جهة ثانية، في أعلى مستوياته، وذلك على خلفية اختيار التوقيت المتناغم في استهداف حلب ليلة وصباح الجمعة الفائتة.
وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية أوعزت لـ«النصرة» وحلفائها الإرهابيين، وخصوصاً «الحزب الإسلامي التركستاني»، بشن هجوم واسع باتجاه نقاط انتشار الجيش العربي السوري في ريف حلب الغربي من محور بلدة أورم الصغرى وبعد ثلاث ساعات من الضربات الجوية الإسرائيلية، على أمل إحداث خرق في أهم جبهات القتال، إلا أن يقظة وجهوزية وحدات الجيش العربي السوري، أحبطت الأجندة الأميركية ومخطط التنظيمات الإرهابية.