على الرغم من استمرار المقاومة الشرسة التي ينظمها النواب الجمهوريون ضد تمرير مشروع قانون المساعدات الخارجية في مجلس النواب إلا أن انضمام رئيس المجلس السيناتور الجمهوري مايك جونسون إلى الديمقراطيين أدى إلى تمرير القانون بقيمة 95 مليار دولار تتضمن 61 ملياراً لأوكرانيا والشركاء الإقليميين، هذا الوضع خلق شعوراً بالسخط والخيانة عند عدد من النواب الجمهوريين وعلى رأسهم السيناتور مارجوري تايلور غرين التي قدمت مشروع قرار لمجلس النواب يطالب بإقالة رئيس المجلس.
قالت السيناتور غرين: «لقد خان رئيس مجلس النواب مايك جونسون الناخبين الجمهوريين بعد أن وافق مجلس النواب على تقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا»، وأضافت غرين إن على مايك جونسون أن يستقيل، وأكدت في برنامج على قناة «فوكس نيوز»: «إذا لم يفعل ذلك، فستتم إقالته عنوة».
يرى مراقبون أنه في حال نفذت السيناتور غرين وأنصارها تهديدهم بالتصويت لإقالة رئيس مجلس النواب فمن المؤكد أن الأخير سيضطر إلى الاعتماد على الديمقراطيين لإنقاذه، والجدير بالذكر أن السيناتور جونسون يحظى بأغلبية ضئيلة جداً لدرجة أنه لا يتحمل خسارة أي صوت جمهوري في التصويت الحزبي، من ناحية أخرى يرى كثيرون أن كبار الجمهوريين في الكونغرس يعتقدون أنهم قادرون على الوقوف في وجه أي تحرك قد يؤدي إلى إخلاء كرسي رئيس المجلس، وربما يكون هذا هو السبب وراء مضي جونسون قدماً في خطته، وما يزال من غير الواضح ما إذا كان الديمقراطيون سينقذون رئيس المجلس فعلاً، لكنهم أعربوا عن استعدادهم لإنقاذه، وخاصة بعد أن تحدى الجناح اليميني لحزبه وأقر حزمة المساعدات الخارجية التي طرحها الديمقراطيون.
قال السيناتور عن ولاية كاليفورنيا روخانا، يوم الأحد، إنه سيصوت ضد اقتراح إقالة جونسون من منصب رئيس مجلس النواب، وقال خانا في برنامج على شبكة «إي بي سي»: «أنا ديمقراطي تقدمي، وأعتقد أن عدداً قليلاً من الديمقراطيين التقدميين سيفعلون ذلك»، وأضاف النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا: «أنا لا أتفق مع رئيس مجلس النواب جونسون بشأن العديد من القضايا وانتقدته بشدة، لكنه فعل الشيء الصحيح هنا، ويستحق الاحتفاظ بمنصبه حتى نهاية هذه الدورة».
من جهته أعرب رئيس مجلس النواب السيناتور جونسون أنه غير قلق من مطالبات بعض الجمهوريين بإقالته وقال: «لا بد لي من القيام بعملي، لقد فعلت هنا ما أعتقد أنه الشيء الصحيح، وهو السماح لمجلس النواب بتنفيذ إرادته».
يواجه جونسون غضب المحافظين المتشددين الذين سجلوا سابقة في تاريخ الولايات المتحدة، وأطاحوا بسلفه كيفين مكارثي، فهل سيلقى جونسون مصير سلفه؟ أم إن الوضع مختلف هذه المرة؟
يعتقد الكثيرون أن ما يواجهه جونسون اليوم هو عبارة عن موجة غضب من مجموعة من الجمهوريين المتشددين أكثر من كونها خطة واسعة للإطاحة به، وقالت الباحثة السياسية مادلين كونداي لصحيفة الشرق: «إنه خلافاً للتحرك ضد مكارثي لا يبدو أن هناك رغبة كبيرة من اليمين المتطرف في إقالة جونسون فعلياً».
فهل سيحتفظ مايك جونسون بمنصبه؟ أم إنه سيلقى مصير سلفه مكارثي؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
كاتبة سورية مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية