موسكو توعدت بتدمير كل المعدات العسكرية المسلّمة لأوكرانيا … بوتين: روسيا وشركاؤها لا يقبلون سلوك الغرب الرافض للتنوع
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا وشركاءها لا يقبلون بالوضع الحالي في العالم عندما يسعى الغرب إلى منع التنوع الحضاري والثقافي والسماح للدول باختيار حلفائها، وأشاد بالموقف الصيني تجاه تسوية النزاع في أوكرانيا بالتزامن مع توعد موسكو بتدمير كل المعدات العسكرية الغربية التي سلمت إلى نظام كييف.
وفي حوار مع وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» قبيل زيارته اليوم الخميس إلى الصين أوضح بوتين أن «الأرض هي مهد الإنسانية ووطننا المشترك، ونحن جميعاً سكانها ومتساوون، وأنا متأكد أن وجهة النظر هذه تشاركها أغلبية الناس على هذا الكوكب»، مضيفاً: إن «البلدان الغربية التي تعتبر نفسها تنتمي إلى ما يسمى المليار الذهبي لا تعتقد ذلك ولا تؤمن به».
وأشار إلى أن «النخب الغربية بقيادة الولايات المتحدة ترفض احترام التنوع الحضاري والثقافي، ترفض القيم التقليدية التي تشكلت على مدى قرون»، لافتاً إلى أن الدول الغربية، في محاولتها الحفاظ على هيمنتها العالمية، انتحلت لنفسها الحق في أن تملي على الشعوب الأخرى من يمكنهم أن يكونوا أصدقاء لها ومن يتعاونون معها أو لا يتعاونون.
وقال بوتين: إن «الغرب يمنع الدول الأخرى من حقها في اختيار منوال التنمية، ولا تؤخذ المصالح في الاعتبار كما كانت الحال في الماضي، فهو يسعى جاهداً إلى ضمان رفاهيته على حساب الدول الأخرى ويلجأ إلى الأساليب الاستعمارية الجديدة لتحقيق ذلك، مؤكداً أنه من الطبيعي ألا يناسب هذا الوضع روسيا وشركاءها.
وأشاد بوتين بالموقف الصيني تجاه تسوية النزاع في أوكرانيا، وقال: إن الأفكار التي وردت في الخطة الصينية للتسوية في أوكرانيا، التي تقدمت بها بكين في عام 2023 «تدل على السعي الصادق لأصدقائنا الصينيين إلى المساهمة في استقرار الوضع»، معرباً عن أسفه لعدم تأييد أوكرانيا ورعاتها الغربيين تلك المبادرة.
كما نوه بوتين بالعلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين «التي تتطور بوتائر سريعة وتظهر صموداً مستمراً» أمام التحديات الخارجية والأزمات لمصلحة علاقات اقتصادية متكافئة ومتبادلة المنفعة.
وتستعد بكين لاستقبال الرئيس بوتين اليوم الخميس، وفي هذا الصدد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، خلال مؤتمر صحفي أن زعيمي روسيا والصين سيناقشان التعاون في مختلف المجالات، فضلاً عن القضايا الدولية والإقليمية، خلال زيارة بوتين إلى الصين.
من جهته، أعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف تفاصيل رحلة بوتين المرتقبة إلى الصين، حيث من المقرر خلال المباحثات الروسية-الصينية مناقشة الوضع العام وآفاق تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والنظر في المشكلات العالمية والإقليمية الحالية، ومناقشة التعاون الدولي، بما في ذلك داخل الأمم المتحدة ومجموعة «بريكس»، إضافة إلى ذلك يناقش قائدا البلدين الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط والمنطقة الآسيوية.
في الأثناء، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستواصل العمل مع منظمة «التعاون الإسلامي» لمواجهة التحديات الغربية المعادية لهما، وخلال كلمة ترحيبية بالمشاركين في منتدى الدبلوماسيين الشباب لدول منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد أمس في مدينة قازان الروسية، قال لافروف: «نحن على استعداد جنباً إلى جنب مع منظمة التعاون الإسلامي لمواصلة تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات لحماية القيم الروحية والأخلاقية المشتركة بين جميع الأديان في العالم ولمحاربة الأسلاموفوبيا والعداء للروس والتعصب العنصري في العالم»، وفق ما نقلت وكالة «تاس».
وأكد لافروف أن روسيا، انطلاقاً من موقعها كأكبر قوة أوراسية ودولة ذات حضارة، تحافظ تقليدياً على علاقة صادقة قائمة على الاحترام المتبادل مع البلدان الإسلامية، وأضاف: «إننا متحدون لأننا ملتزمون معاً بقوة بالهوية الثقافية والحضارية لشعوب العالم وحقهم الطبيعي في الاعتزاز بتقاليدهم وتاريخهم وفي تحديد مسارات تطورهم»، مشيراً إلى أن روسيا تؤيد بشكل ثابت تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلاً وديمقراطية على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أكدت أمس الأربعاء، أن «الأسلحة الغربية لن تستطيع إنقاذ نظام فلاديمير زيلينسكي الإجرامي من الانهيار»، وشددت على أنه «سيتم تدمير كل المعدات العسكرية، التي سلّمت إلى أوكرانيا، ونصحت «المشكّكين» في ذلك بزيارة معرض المعدات العسكرية الغربية المغتنمة في منطقة العملية العسكرية الخاصة، الذي يقام في موسكو ويشهد إقبالاً كبيراً.
من جهة ثانية، أكدت زاخاروفا أن جميع المتورطين في الهجوم الإرهابي على مقاطعة بيلغورود الذي وقع الأحد الماضي سيواجهون عقاباً لا مفر منه، وقالت: إن «لجنة التحقيق الروسية بدأت تحقيقاً شاملاً بجرائم المجلس العسكري الأوكراني في بيلغورود».
في الغضون، أسقطت الدفاعات الروسية عدة صواريخ ومسيّرات أطلقتها قوات نظام كييف على مقاطعة بيلغورود غرب روسيا ومقاطعة روستوف على الدون ومدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، وأشار فياتشيسلاف غلادكوف حاكم مقاطعة بيلغورود في منشور على «تلغرام» إلى أن الدفاعات الروسية تمكنت من إسقاط عدد من المسيّرات والصواريخ في سماء المقاطعة، لافتاً إلى أن شظايا هذه الصواريخ والمسيّرات أدت إلى إصابة شخصين ووقوع أضرار بـ7 منازل وسيارتين.
من جانبه، قال حاكم مدينة سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف في قناته على «تلغرام»: إن «الوحدات العسكرية الروسية صدت هجوماً صاروخياً نفذه الأوكرانيون على المدينة، وحسب المعلومات الأولية تم إسقاط عدة صواريخ فوق البحر وفي منطقة مطار يبلبيك».